السبت، 10 مارس 2012

الجميل: نقبل بوثيقة تفاهم مع حزب الله تؤكد أن المؤسسات فقط تحمي الجميع

أكد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل أنه اذا ما عرض "حزب الله" وثيقة تفاهم، "طبعا نقبل بها، ولم لا؟"، مشيرا الى أننا "نعتبر ان "حزب  الله" يمثل فئة كبيرة من اللبنانيين لديها تطلعاتها واهدافها المشروعة، ويجب ان نتفهمها مثلما يجب ان يتفهمونا ويتفهموا هواجس اللبنانيين من نهجهم وممارساتهم وترسانتهم العسكرية. لا بد من التفاهم يوما ما، واليوم القريب افضل من البعيد، على تصور مشترك حول مستقبل لبنان الذي لا يقوم إلا على احترام الاخر والاقتناع بأن مؤسسات الدولة فقط  تحقق الاستقرار وتؤمن الحماية للجميع، تحمي وتحفظ سيادة البلد. وهذا لا يتحقق إلا بدولة قوية وديمقراطية، نتفاهم جميعا حول مبادئها واسسها".
وأكد أن "ثورة الارز" بدأت في الواقع عام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الذي تبعه "لقاء قرنة شهوان". وعشية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كان بدأ يتبلور لقاء على صعيد وطني اكبر، تجسد بـ"لقاء البريستول" تمثل فيه الحريري غطاس خوري والراحل باسل فليحان، كما إنضم إليه رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عشية "ثورة الأرز"، مشيرا الى أن "ما تحقق في 14 آذار 2005 هو انتفاضة على واقع قديم، غيّر في الذهنيات. والمرحلة الجديدة لا تقاس بانجاز من هنا وهناك، او اخفاق من هنا وهناك، او باجراء جردة حساب. 14 آذار هي حركة شعب إنتفض على واقع أليم، وتفتّح على آفاق مختلفة تماما، وحركة تؤسس لعصر جديد يحرر البلاد من أي احتلال أو هيمنة أو تبعية، ويضعها على سكة الديمقراطية وحرية الانسان والجماعات. وهذا هو الأهم".
الجميل، وفي حديث لصحيفة "النهار"، رأى أن "البعض يحاسب قوى 14 آذار وكأنها حزب او تكتل برلماني وكونفيدرالية قوى. وهذا غير صحيح. 14 آذار هي تيار، وقوته ليست بأحزابه، بل بجمهوره اي بالنخب والاكاديميين والنقابيين وكل الرأي العام الذي كان مغيبا لعقود من الزمن ، وتفجرت طموحاته ومواهبه واحلامه بفضل "ثورة الأرز". عامة الشعب هم 14 آذار، وأضعف شيء في 14 آذار احزابه. من هنا قوة 14 آذار. فهي روح قبل أن تكون تنظيما أو تياراً سياسياً. وليس من قوة قادرة أن تهدد إرادة شعبية كهذه. وهاجس هذا الجمهور هو تحصين إنجازات "ثورة الأرز". وعلى هذا الصعيد  لا شيء يمكن أن يهدد ثورة الأرز".
وأكد أن "14 آذار في ضمير السواد الاعظم من اللبنانيين سواء اجتمعنا في ساحة الشهداء او في البيال او في أي مكان آخر. الشعب اللبناني انتفض على الهيمنة والاحتلال والذل. في ظل الوضع العربي العام، ولا سيما الوضع المتفجر في سوريا وتداعياته على الساحة اللبنانية، رأينا من المصلحة الاحتفال هذه السنة بشكل مختلف".
وأشار الجميل إلى أننا "في الكتائب لم نذب في أحد ولا أحد ذاب فينا. نحن لا نشتغل بغرائز الناس، وليس من تقاليدنا بناء سياستنا على الغرائز، كان موقفنا دائما ينبع من المصلحة الوطنية وليس الذاتية، وهذا ما دفعنا ثمنه أحيانا. والوثيقة التي أصدرنا "الشرعة – الاطار"، هي مساهمة منا في ورشة عربية عامة من أجل بناء مستقبل أفضل للأنظمة العربية الناشئة على أثر الثورات الأخيرة. ونحن مقتنعون أن هذه الوثيقة التي تلتقي وتتكامل مع وثائق الأزهر الشريف الأخيرة، تشكل ورقة عمل صالحة للنقاش على الصعيد العربي العام.
ومن جهة ثانية، وفي الموضوع السوري أشار الى أن هناك قواسم مشتركة مع قوى 14 آذار حول الرؤى وهي "التضامن مع كل الشعوب التي تطالب بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان والجماعات. وهذه علة وجود لبنان"، بالاضافة الى أننا "لا يمكننا ان نتعاطف مع أي نظام قمعي وديكتاتوري يمارس السلطة بالطريقة التي يمارسها النظام السوري"، مشددا على أنه "لا بد من التعاون من أجل بناء مستقبل عربي يواكب الحداثة والتطور، ويحقق للإنسان العربي الحرية والرفاهية. والشرعة التي أطلقناها تساعد على بلوغ هذا الهدف. كما أن هنالك أوراقاً أخرى تلتقي مع هذا الهدف"، مشيرا الى اننا "مع تضامننا وتعاطفنا الكامل مع الشعب السوري المناضل من أجل الحرية".
وشدد على أننا "نريد لمرة نهائية ان تقتنع سوريا، بأن لبنان لا يريد ان يتورط في الإقتتال الداخلي في المدن السورية لكي لا نفتح له، ايا يكن النظام القائم في سوريا، المجال مستقبلا للتدخل في شؤوننا الداخلية".
وردا على سؤال حول ان قوى 14 آذار تتسرع في مواقفها مما يجري في العالم العربي، قال: "لا اريد ان أقوّم ما يفعله غيرنا. من ناحيتنا لا نلعن الظلام بل نضيء شمعة من أجل مستقبل عربي أفضل، من هنا كانت مبادرتنا الأخيرة، وندعو الجميع الى أن يحذوا حذونا"، معتبرا أن "المطلوب في الوقت الحاضر تحصين هذا الربيع العربي، والتعاون بين كل القيادات الخيّرة في لبنان والمنطقة لهذه الغاية. لذلك شكرت الجهود التي يبذلها شيخ الازهر الذي من موقعه الرمزي كانت عنده الشجاعة ليضع اطارا صحيحا لمسار الثورة المصرية من خلال الشرعة التي أطلقها والتي تتضمن مواقف جريئة نابعة من الضمير والوجدان، وتشكل بوصلة لكل الأنظمة العربية الناشئة".
من ناحية ثانية، وعن مخاوف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على المسيحيين في الشرق، اكد الجميل أن "هذا الكلام ليس جديدا، فقد سبق ان قيل، منذ عقود، في بكركي وفي مراكز عدة في لبنان والعالم العربي"، مشيرا الى أننا "نعرف تماما الى أي حد تقلص عدد المسيحيين في العراق بشكل مخيف، وكذلك في سوريا، والتعديات التي تحصل في مصر على اماكن العبادة قبل الثورة وخلالها، ونأمل ان تتوقف. هذا القلق قائم حتى في لبنان. لذلك كان كلام رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري وقبله رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري على النظام اللبناني والمناصفة، من أجل طمأنة المسيحيين. لو لم يكن هناك قلق لما كانت الضرورة للتطمين. والمعالجة تكون بالحوارات التي نقوم بها، والتواصل الذي نحاول تعزيزه بين كل الافرقاء، ونبدأ اولا من بلورة منهجية تضعها الجهات المعتدلة والمدركة لأخطار أي صراع اديان ومذاهب وثقافات في المنطقة"، مؤكدا أن "هذا المشروع ليس سهلا، لكن ما يشجعني هو تجاوب العديد من القوى الاسلامية والمسيحية لاعتماد هذا النهج، والا فالبديل هو الاقتتال والصراع الدائم والانتحار. والمستفيد الأول  إسرائيل، ومشروعها الصهيوني الإلغائي لأي حضور عربي إسلامي أو مسيحي في فلسطين. لذلك للجميع مصلحة في تفادي أي صراع ديني يمكن ان يأخذ مداه اذا لم نتداركه".
من جهة اخرى، أكد أنه ليس هناك اي لقاء لاعادة الاكثرية النيابية، مشيرا الى أن "هذا كان هذا اعلان نيات. نحن في نظام ديمقراطي ينبثق من انتخابات نيابية حرة. ونحن نريد ان نعمل لاعادة تكوين هذه الاكثرية النيابية، لاننا نعتبر ان حركة 14 آذار تمثل  المصلحة الوطنية والإرادة الشعبية، وتشكل توجهاً وطنياً يجب ان نحميه".
وأكد الجميل أنه "مع تغيير حكومي اذا استطعنا ان نكون اكثرية من فريق ونهج 14 آذار. نحن من الاساس معارضون لهذه الحكومة ونطالب بتغييرها، لكن لا اطالب برمي لبنان في المجهول. أنا لا أدعو الى انقلاب، بل الى تغيير ديمقراطي".
وأكد أن الكتائب "لا تنتظر سقوط النظام السوري لمقاربة أي استحقاق داخلي ومواجهته. بدأت حركتنا قبل بدء الثورة في سوريا ، جمهور 14 آذار اهم من احزابها. اكانت هناك ثورة سورية ام لا، وايا تكن الظروف، وما دامت مصلحة لبنان في خطر سيبقى الشعب مستنفرا للدفاع عن قضيته".
وعن رضائه عن خطاب 14 آذار، أشار الى أن "لدى بعض قيادات 14 آذار أحياناً  مقاربة تختلف عن مقاربتنا، على الاقل في الشكل. نحن في الكتائب عندما لا نكون متمايزين لا نعود نحن. اذا اردنا الدخول في المزايدات والغرائز لا نعود نحن . وليس مصادفة ان يصمد الحزب 75 عاما لانه منذ البداية عرف مؤسّسوه كيف يجسدون ضمير الوطن ومصلحته، وحافظوا عليها وعملوا بوحيها بدون ان يتأثروا بانفعالات غريزية ومزايدات من أي نوع كان. لكن  في الوقت نفسه هذا  لم يمنع، انه طيلة نضالنا الكتائبي، تعاونا مع الجميع، وعندما كانت هناك ضرورة ان نلتقي ايا كان فقد التقيناه . مثلا في الفترة السابقة كنا نحن في جهة و"تيار المستقبل" في جهة أخرى، كذلك الامر بالنسبة الى وليد جنبلاط . وعام 2000 التقينا من أجل تحقيق السيادة والاستقلال والحرية.، ونأمل ان يتعزز اللقاء أكثر. نحن ليس عندنا اعتراض على اسلوب الاخرين، لكن عندنا اسلوبنا. وفي الوقت نفسه اؤكد لك، وهذا الاهم ، أننا متفقون على جوهر القضية وطريقة الدفاع عنها، ولا يمكن احداً ان يفرق القيادات والجمهور في 14 آذار".

0 التعليقات:

إرسال تعليق