السبت، 31 مارس 2012

وزارة الصحة تطلق حملة توعية على مرض الرجفان الأذيني

"إلإحتفال بالحياة" هو عنوان المؤتمر والحملة التي تطلقها وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض القلب وشركة الأدوية الألمانية "بورنجر انغلهايم" الاثنين المقبل، من اجل التوعية على مرض "الرجفان الإذيني" او ما يعرف عامة في لبنان بمشاكل "كهربة القلب" وهي حالة تسبق السكتة الدماغية المسببة للاعاقة او الوفاة، وكيفية معالجته وتعريف الناس على مضاعفاته.

يعرف هذا المرض على مستوى عامة الناس بعدم الإنتظام بدقات القلب، ومن عوارضه ضيق التنفس، دقات قلب سريعة وغير منتظمة وهبوط حاد في الضغط وشبه غيبوبة، يصيب مرضى القلب، ولكنه يصيب نحو ثلاثين بالمئة من المرضى من دون عوارض، ولا يمكن تشخيصه الا باجراء تخطيط للقلب، ومن هنا خطورته.

يشير رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور سمير ارناؤوط، في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" ان هدف الحملة هو "الإحتفال بالحياة" من خلال الوقاية من الرجفان الأذيني، وتجنب اصابة المرضى بالسكتة الدماغية. وقال: "تعرف عامة الناس هذا المرض بعدم انتظام دقات القلب، ولكن هناك امور كثيرة تؤدي الى عدم انتظام كهربة القلب، بينما الرجفان الأذيني يكون عند ثلاثين بالمئة من الناس من دون عوارض. اما عوارضه فهي ضيق في التنفس، دقات قلب سريعة وغير منتظمة، هبوط حاد في الضغط او شبه غيبوبة، وأوجاع في الصدر. وهناك ثلاثون بالمئة من المرضى لا يشكون عوارض مطلقا وهنا الخطورة، لأن اول حادث ممكن ان يتعرضوا له هو السكتة الدماغية، ولهذا فالكشف المبكر والتوعية من الأمور الأساسية بالتشخيص، وهو يتم بواسطة تخطيط القلب وبإمكان طبيب القلب وطبيب العائلة او طبيب اختصاصي تشخيص عدم الإنتظام بدقات القلب، اما المعالجة فتتم عند طبيب القلب" .

وأوضح: "وفقا للاحصاءات، فأي شخص بعد الخامسة والأربعين لديه نسبة اكبر للتعرض للرجفان الأذيني، فضلا عن اي شخص مصاب بأمراض القلب. وتشير الدراسات العالمية ان 22 بالمئة ممن يعانون ضغط الدم، 19 بالمئة ممن يعانون من التهابات في صمامات القلب، 17 بالمئة ممن يعانون من نشاف في شرايين القلب والشرايين التاجية، و17 بالمئة ممن لديهم اصابات فيروسية ادت الى ضعف في عضلات القلب معرضون للاصابة بالرجفان الأذيني وللوفاة بسبب الآثار الجانبية والتعقيدات التي تحصل بسببه وهي السكتة الدماغية، والجلطات التي تصيب شرايين الأطراف" .

وتابع: "اما الأشخاص الذين لا يعانون من عوارض وليس لديهم امراض في القلب، فهم معرضون 12 مرة اكثر للاصابة بتعقيدات الرجفان، ومن هنا ضرورة التشخيص المبكر والأمثلة كثيرة في هذا الصدد:
- تأتي مريضة في الخامسة والعشرين الى المستشفى وهي مصابة بفالج اي سكتة دماغية، يقول كل من حولها بأنها لا تشكو من شيء، تتم دراسة حالتها، ويتبين بأن لديها الرجفان الاذيني وضيقا في صمام القلب...
- يشكو مريض لديه ارتفاع في ضغط الدم من احتقان رئوي حاد وضيق في التنفس، ولدى نقله الى المستشفى، يظهر ان لديه مرض الرجفان الاذيني المتسرع، واحتقانا رئويا، ومن يعاني هذه الحالة يموت احيانا قبل وصوله الى المستشفى.
- يعاني شخص في ال 45 من عمره، من وقت الى آخر، من عدم انتظام في كهربة "القلب" بسبب الرجفان الإذيني فيشخص البعض الأمر بأنه نتيجة التوتر النفسي، وتتكرر الحالة ثلاث مرات في الأسبوع او ثلاث مرات في اليوم، ينقل على اثرها المريض الى المستشفى وهو يعاني شللا نصفيا، سببه عدم انتظام الإذيني الذي ادى الى تكوين الدماء في تجويف الأذين، فتحركت كتلة الدم ووصلت الى الدماغ واغلقت منطقة من الشرايين مما ادى الى سكتة دماغية" .

المعالجة

وطمأن الدكتور ارناؤوط بأن العلاج لتجنب حصول السكتات الدماغية والإشتراكات الناتجة عنها سهل، ويكمن في تسييل الدم، اي اعطاء مواد مسيلة للدم. وأثبتت الدراسات العامة في امراض القلب، ومنها دراسات فرامنغهام ان السكتة الدماغية تتكرر بنسبة 23 بالمئة لدى من لديهم رجفان أذيني، بينما تنخفض الى 10 بالمئة عند من لا يعانون من هذا المرض.

ولدى السؤال عما اذا كان العلاج بالأسبرين كافيا قال: "العلاج بالأسبرين لا يكفي، فهو ليس واق للسكتات الدماغية الناتجة عن الرجفان، هناك المسيلات مثل الوارفارين علاجها رخيص، ولكن يجب اجراء فحص طبي لمعرفة نسبة السيلان، ويلاحظ لدى الفحص ان 30 بالمئة من نسبة السيلان لدى مرضى الرجفان الأذيني صحيحة، اما 70 بالمئة فهي عرضة للتلاعب اي الأرتفاع تارة والهبوط تارة اخرى، وهناك صعوبة في ضبط النسبة. لقد تطور العلاج وهناك ادوية في الوقت الحاضر تسيل الدم، تمت مقارنتها بالأدوية القديمة، واثبتت فعاليتها، ويتم وصفها بدون اجراء فحص الدم الدوري. وأثبتت التجارب بأن لا اثار جانبية لها، ولكن يجدر بكل من يعاني من حالات نزف سابقة الإنتباه خلال استعمالها، كذلك من يعاني من فشل كلوي اذ تجرى الفحوص اللازمة ويعطى الدواء حسب عمل الكلى.

الحملة

واعلن الدكتور ارناؤوط ان المؤتمر الذي سيعقد برعاية وزير الصحة علي حسن خليل ومشاركته، يشارك فيه رئيس جمعية اطباء القلب في لبنان واطباء من مختلف الجامعات الطبية والمستشفيات الجامعية في لبنان، ومن بينهم الدكتور موريس خوري، ربيع عازار وعمر حموي، يتحدثون فيه عن الرجفان الأذيني اسبابه مضاعفاته ووسائل معالجته. وتطلق خلاله حملة التوعية التي ستستمر على مدى سنة في المناطق اللبنانية كافة، وستتضمن حملات مجانية لتخطيط القلب، يقوم بها أطباء في مستوصفات الصليب الأحمر اللبناني، يحول بعدها المرضى الى اختصاصيين لمتابعة العلاج. ومن المحتمل ان تساعد شركة بورنجر انغلهايم بالعلاج وبإعطاء الأدوية اللازمة لبعض المحتاجين مجانا.

وأوضح ان "المؤتمر سيعرض احتمالات ومدى الإصابة في لبنان ومخاطرها، ونتائج بعض الدراسات التي تقول بأن نسبة الإصابة في البلدان الأجنبية لدى الشريحة العمرية التي هي فوق 65 عاما هي واحد من 25 شخصا، واحد من عشرة لدى الشريحة التي هي فوق 85 عاما. هناك في اوروبا 4،5 مليون مصاب، ونحو 2،5 مليون مصاب في اميركا، ومن المتوقع ان يزيد هذا العدد في العام 2050 الى ثلاثة اضعاف" .

وختم: "سيبين هذا المؤتمر كم ان الفاتورة الصحية لعلاج هذا المرض مرتفعة، فمن اهداف وزارة الصحة ضمان العلاج المبكر وتجنب زيادة الإنفاق على المدى البعيد، واثبتت آخر الدراسات في الولايات المتحدة مثلا، ان كلفة المعالجة في العيادات تبلغ المليار ونصف المليار دولار، وهي ترتفع في المستشفى الى ثلاثة مليارات دولار، وهذه كلفة كبيرة، ومن المعروف ان وزارة الصحة تعالج كل الامراض وهي توزع التكاليف بالتساوي حسب مدى اهمية المرض، ولذلك فان الوقاية خير من العلاج، ومن الضروري الكشف المبكر والمعالجة المبكرة من اجل تلافي حصول مضاعفات تؤدي الى ارتفاع كلفة المعالجة وتجنب المرضى مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياتهم وسعادة وتماسك عائلاتهم" .

0 التعليقات:

إرسال تعليق