الأحد، 11 مارس 2012

هذا ما حصل في تظاهرة الكتائب والأحرار ...شربل:"ما كانت حرزانة"

نقلاً عن جريدة النهار
بين أحد التظاهرتين السلفية والبعثية في وسط بيروت وسبت التظاهرة الطالبية لحزبي الكتائب والوطنيين الاحرار في ساحة رياض الصلح، انقلب المشهد رأساً على عقب وتبدلت الصورة على نحو لا يصب في مصلحة "الهيبة الديموقراطية" للدولة وقواها الأمنية.
ذلك ان المواجهة المفاجئة التي نشبت بين القوى الأمنية والمجموعات المتظاهرة من مصلحة الطلاب في الكتائب ومنظمة الطلاب في حزب الأحرار، شوهت الى حد بعيد الانطباعات الايجابية التي تركها "السلوك الأمني للسلطة في تعاملها مع تظاهرتي الأحد الماضي، وارخت مواجهة البارحة ظلالاً سيئة على صورة هذا السلوك ولو عزي الأمر الى تجاوزات قام بها بعض المتظاهرين بحق ضابط في قوى الأمن الداخلي.
المفارقة السلبية في ما جرى تمثلت في استخدام فوري مفرط للخشونة والعنف مع المتظاهرين كان يمكن، وفق اوساط مواكبة لما جرى، الاستعاضة عنه بسلوك حازم تجاه المتجاوزين حصراً من دون التسبب باتساع المواجهة.
وحتى مع افتراض الطابع التلقائي الانفعالي للشرارة التي اطلقت المواجهة، تقول هذه الاوساط إن ما جرى اتخذ ابعاداً سلبية نظراً الى ان موضوع التظاهرة يتعلق بشأن تربوي وثقافي وإن اكتسب بعداً سياسياً، وهو الاعتراض على المنهج الجاري تحضيره لصياغة كتاب التاريخ. ثم ان المواجهة حصلت عشية اسبوع احياء الذكرى السابعة لانتفاضة 14 آذار 2005، علماً ان الجهتين المنظمتين للتظاهرة هما من ركائز قوى 14 آذار، الامر الذي يفتح باب التوظيف سلباً ضد السلطة. ويضاف الى ذلك ان وقوع ما بين عشرة الى 14 جريحاً في اقل من ساعة معظمهم من المتظاهرين وبينهم ثلاثة من عناصر قوى الأمن، ليس أمراً مستساغاً بعدما نجحت السلطات الأمنية تكراراً في احتواء تظاهرات من دون التسبب بأي جرحى أو ضحايا.
وكانت التظاهرة سلكت سيرها الطبيعي بهدوء من البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي الى ساحة رياض الصلح حيث حصلت المواجهة التي عزاها الحزبان الى "اجراءات امنية مشددة وتضييق مساحة الاعتصام ليتسع فقط لمئة طالب لا اكثر، في حين انهما قدرا عدد المتظاهرين بنحو الف طالب، مشيرين الى ان القوى الامنية "انهالت عليهم بالضرب بالعصي والهراوات موقعة اكثر من 7 جرحى". واعتبر الحزبان ان "هذا الاعتداء هو بهدف التعتيم على مضمون التظاهرة"، معلنين ان موضوع كتاب التاريخ "لا يمكن ان يكون في اي وقت موضوعاً هامشياً، بل سيكون في صلب تحركاتنا المستقبلية التي ستستمر". وذهب النائب سامي الجميل الى القول: "هل تعوّدوا ان يكون المسيحي خلال فترة طويلة مغلوباً على أمره"، مؤكداً ان تظاهرات وتحركات جديدة ستحصل.
وقال رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون درغام لـ"النهار": "كنا في تظاهرة سلمية لنطالب بكتاب تاريخ ينصف الجميع. وعندما وصلنا الى ساحة رياض الصلح ارادوا ادخالنا الى مكان لا يتسع لجميع المتظاهرين اذ بقي نحو 40 في المئة منهم خارج الاسلاك. وفجاة حصل تصرف غير ديموقراطي بالتهجم على شباب جامعي حاولنا ان نهدئه، لكنهم تصرفوا معهم بطريقة همجية". واضاف: "نحن نطالب في التظاهرة بكتاب تاريخ لجميع اللبنانيين وليس بمنهج ينمي الحقد. هم يصرون على مواجهتنا في حال قمنا بتحرك. ونحن نصر على ان نور تاريخنا لا تخمده عتمة قمصانهم السود". وقال عن الحادث "ان بعضاً من القوى الامنية كان منضبطاً فيما البعض الآخر قام بتصرفات بالهراوات على الوجوه والأنوف وليس على الاقدام". واتهم "مجموعة من القوى الامنية بالتصرف غير الانساني مع شبان وشابات يحملون اعلاماً فحسب". واعتبر ان ما حصل كان "لتفشيل التظاهرة". وحيا الجيش "الذي، صحيح انه لم يتدخل، انما راعى الجميع وسار الى جانبنا منذ انطلاقة التظاهرة وتصرف تصرفاً حضارياً جداً وراعى الديموقراطية والتعبير عن الرأي".
وفي المعلومات انه جرح كل من ايلي عبد الذي اصيب بكسر في انفه، وجورج باز ويوسف يونس الذي اصيب كل منهما بكسر في الكتف. كما اصيب نمر شمعون وداني شمعون برضوض خفيفة.
واستنكر "تيار المستقبل" التعرض "لشباب حزبي الكتائب والوطنيين الاحرار وطلابهما بالعصي والهراوات أمام السرايا الحكومية كما لو أن البعض في السلطة يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتحديداً الى زمن النظام الامني البائد"، مؤكداً "ان زمن 7 آب وغيره قد ولى".
كما اصدر "التيار الوطني الحر" بياناً استنكر فيه "المواجهات بين القوى الامنية وطلاب الكتائب والأحرار"، مؤكداً "لجميع الطلاب كما وعد النائب العماد ميشال عون انه لا يمكن ان يقر كتاب تاريخ كهذا وخصوصاً انه يتجاهل ما قدمه الجيش والشعب من تضحيات لصون الاستقلال واسترجاع السيادة".
وزير الداخلية
وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الموجود في تونس مترئساً وفد لبنان الى اجتماع وزراء الداخلية العرب، قال لـ"النهار" حول ملابسات ما جرى: "ان سبب الاحتكاك هو اصرار بعض المشاركين على ايصال سيارة مزودة مذياعاً الى منطقة تتجاوز الاطار المرسوم للتظاهرة. وبدا أن هناك شخصين وراء توتير الاجواء. وعندما حاول ضابط التدخل للتهدئة تعرض لاعتداء تسبب بجرح استدعى 3 قطب مما اثار ردة فعل عند بعض العسكريين المزودين هراوات. وهنا تدخلت قوى الامن لفض المواجهة بين بعض رجال الامن وبعض المتظاهرين، وكذلك عمل على التهدئة عناصر الانضباط في التظاهرة".
واضاف: "كل هذه القضية ما كانت حرزانة على خلفية كتاب التاريخ. لقد انزعجت جداً مما حصل. واظهر الجانبان تفهماً ويجب ان يسود الصوت الهادىء للوصول الى النتائج المرجوة بدلاً من تضييعها". واشار الى انه اجرى اتصالات شملت النائب سامي الجميل، مؤكداً "ان الجميع يتفهمون الامور ولا نريد ان نزيد الطين بلة".
ميقاتي
وافاد مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي انه تابع تفاصيل الاشكال الذي حصل، واجرى اتصالا بالوزير شربل واطلع منه على ملابسات الحادث "خلال قيام قوى الامن الداخلي بواجبها في حفظ الامن". كما اتصل بالنائب سامي الجميل، مبدياً اسفه لما حصل، وجرى الاتفاق على ان يقوم وفد من الطلاب الثلثاء المقبل بزيارة الرئيس ميقاتي في السرايا للاستماع الى مطالبهم في شأن كتاب التاريخ في المناهج التربوية".
ووصفت اوساط رئيس الحكومة التظاهرة بأنها حق مشروع، لكنها اعتبرت ان العنف غير مقبول. و اشارت الى محاولة المتظاهرين الوصول الى السرايا من دون تنسيق وهذا كان جزءاً من الاشكال".
وشددت الاوساط على ضرورة معالجة ما جرى بهدوء، موضحة ان ميقاتي يتفهم ما طرحه المتظاهرون لاسيما وأنه اعلن في مناسبة تربوية ان احداً لا يمكنه وحده كتابة كتاب التاريخ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق