الأحد، 11 مارس 2012

رداً على مهاجمة الآذاريين الراعي.. أوساط كنسية لـ"النشرة": "الإستنسابية في دعم البطريرك مرفوضة"

منذ إنتخابه بطريركاً لإنطاكية وسائر المشرق ومواقف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي تطاول كل الملفات السياسية الشائكة لتصل أحياناً الى تلك الإقليمية والدولية، كل ذلك إنطلاقة من مسلمة واحدة ألا وهي حماية المسيحيين وتثبيت وجودهم في المنطقة لا فقط في لبنان، ولعل الزيارات التي يقوم بها خير دليل على قناعاته. غير أن الأمر المستغرب بالنسبة الى الرأي العام المسيحي عموماً وبكركي خصوصاً، يتمثل في ما ينقله بعض المقربين عن الصرح من إستياء نتيجة تهليل قوى الرابع عشر من آذار لمواقف الراعي وإعتبارها وطنية بإمتياز عندما يتحدث عن المحكمة الدولية مثلاً، ومهاجمته سياسياً من قبل الفريق عينه عندما يتطرق الى الأوضاع في سوريا أو عندما يحاور حزب الله، ليصل هذا الهجوم على سيد بكركي أحياناً الى حدود القول صراحة "مواقف الراعي لا تعبر إلا عن رأي صاحبها". نعم هذا ما قاله بعض النواب الآذاريين خلال الساعات القليلة الماضية.
أما الفريق الآخر الذي تصح فيه تسمية الموالاة أكثر من الأكثرية، فيخلق للبطريرك الراعي بحسب المقربين من الصرح البطريركي جواً من الراحة والإطمئنان إذ عبّر هذا الفريق عن دعمه للبطريرك الجديد منذ إنتخابه ولا يزال عند هذا الموقف ليس فقط في العلن بل أيضاً عبر الترجمات العملية الأمر الذي تدركه بكركي جيداً. وفي هذا الإطار تسأل أوساط كنسية من ينتقدون ويهللون لمواقف البطريرك "لماذا لا ينتقد البطريرك من قبل أخصامكم عندما يتحدث عن ضرورة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟ وإذا كان موقفه من أحداث سوريا لا يعبر إلا عن صاحبه فهل ينطبق ذلك على موقف الراعي من المحكمة وغيرها من الملفات؟"
إذاً "الإستنسابية في دعم البطريرك لا تمر مرور الكرام" لدى الأوساط الكنسية عينها، "إذ لا يجوز التعامل مع الراعي كأي شخصية سياسية أخرى توظف مواقفها تارة لمصلحة هذا الفريق وطوراً لأخصامه، خصوصاً وأن البطريرك الماروني ليس موظفاً عند أي فريق سياسي ولا يمثل أياً من التكتلات السياسية في لبنان بل هو رجل الكنيسة الأول، كما يحب على الجميع أن يعرفوا جيداً بأنه جاء بمظلة فاتيكانية سترافقه حتى أيامه الأخيرة، وبالتالي هو ينسق مواقفه حصراً مع الفاتيكان بعيداً كل البعد عن حسابات البعض الضيقة غير الموجودة في أجندته الخاصة".
وتختم الأوساط عينها: "للذين لم يدركوا بعد مدى المكانة التي تحظى بها بكركي على صعيد القرار الوطني والروحي يجب عليهم أن يعودوا الى التجارب الماضية، علّهم يتذكرون مدى ثبات هذه المرجعية وفعالية دورها لا سيما في الإستحقاقات الأساسية والمفصلية، ومدى تجاوب الشارع المسيحي على مختلف إنتماءاته مع بكركي وسيدها خصوصاً أن الذين يهاجمونه اليوم يدركون تماماً أنه على مسافة واحدة من الجميع ولا يقبل في يوم من الأيام أن يكون غير ذلك".  

0 التعليقات:

إرسال تعليق