الأربعاء، 29 فبراير 2012

اول عملية زرع كلى في لبنان لطفل رضيع

تكللت عملية زرع كلية لطفل رضيع بالنجاح، في مستشفى اوتيل ديو دو فرانس- بيروت. وأجريت العملية للطفل بعد غسيل بريتوني في المنزل لمدة سبعة أشهر، وكان الرضيع يشكو قصورا في الكلى منذ الولادة.

وفي 2/2/2012 أجرى فريق جراحي أول استئصال للكلية من الأم، واستطاع فريق جراحي ثان متخصص زرع الكلية عند الرضيع خارج البريتوان، مما مكن الطفل من استعادة وظيفة كلى طبيعية والتوقف عن الغسيل البريتوني.

استغرقت عملية الزرع بأكملها خمس ساعات تحت إشراف فريق متخصص بالتخدير والإنعاش، كما تابع فريق العناية الفائة للأطفال في مستشفى اوتيل ديو مراقبة وظائف الكلى والتنفس والقلب لمدة عشرة أيام، قبل انتقال الطفل الى غرفة معزولة.

هذه العملية هي الأولى من نوعها في لبنان من ناحية العمر ووزن الطفل الذي يبلغ عشرة كيلوغرامات، والذي استقبل في جسمه كلية الأم البالغة. وتكمن صعوبة العملية في زراعة الشرايين والمتابعة الطبية التخصصية في حقلي الإنعاش والأدوية الكيميائية لمواجهة احتمالات رفض الكلية المزروعة في المستقبل.

وقد تابع عدد كبير من الأطباء المتخصصين والمتمرنين وممرضات، الحالة الصحية للرضيع، مما ساهم في إنجاح هذه العملية الأولى في لبنان، والتي تحملت كل تكاليفها مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية. وعادت الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة الطفل ابراهيم أ. في اوتيل ديو واطمأنت الى صحته قبل مغادرته المستشفى مع والدته.

الدكتور رزق الله
وأشار المدير الطبي في المستشفى الدكتور ايلي رزق الله الى أنه في 2 شباط 2012، خضع طفل رضيع لزرع كلية، وهي العملية الأولى من نوعها من حيث وزن الطفل الذي بلغ عشر كيلوغرامات، والذي تلقى كلية والدته. ووجه "تحية شكر وتقدير الى معالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة، ومن خلالها الى مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية لدعمها المادي، والأهم لدعمها المعنوي ووقوفها دائما الى جانب المريض عموما والطفل خصوصا".
وهنأ الفريق الطبي والتمريضي في اوتيل ديو وجميع الذين اهتموا بالطفل قبل الجراحة وخلالها وبعدها.
وختم: "بفضل جهودكم، سنستطيع إيصال صورة مميزة عن مهنة الطب في لبنان".
الدكتور جرباقة
ثم تحدث رئيس قسم الأطفال في المستشفى الدكتور برنار جرباقة، فتوجه الى الصلح حمادة مشيرا الى "أنك لا تتركين طفلا محتاجا كل يوم". وشكر نقيب الأطباء ورؤساء الجمعيات المعنية بالإنعاش والأطفال والكلى لوجودهم في ما بيننا، لأن هذا الإنجاز هو إنجاز طبي، ونحن في بلد يعيش صعوبات في النواحي كافة، ونستطيع الإضاءة على الأمور الإيجابية التي نحققها في لبنان من خلال هذه الإنجازات الطبية".

وأضاف: "تكللت بالنجاح عملية زرع الكلى لهذا الطفل في مستشفى اوتيل ديو، بعد غسيل بريتوني، أي غسيل البطن في المنزل لمدة سبعة أشهر، وهذا ايضا إنجاز. وكان الطفل يشكو قصور الكلى منذ الولادة، وتم استئصال الكلية من الأم، واستطاع فريق جراحي متخصص زرع كلية للطفل، استعادت حالا وظيفة الكلية الطبيعية، واستطعنا التوقف حالا عن الغسيل البريتوني، واستغرقت العملية خمس ساعات بإشراف فريق متخصص، وقدم 65 طبيبا وطبيبة وممرضا وممرضة كل خبراتهم من أجل حصول هذا الإنجاز. إنها العملية الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، لأن الطفل وزنه عشرة كيلوغرامات وعمره سنة ونصف سنة، وكانت صعوبتها ناتجة من زراعة الشرايين والمتابعة، قبل العملية وبعدها".

وشكر "مؤسسة الوليد الإنسانية التي أخذت على عاتقها الناحية المادية التي يتحملها عادة الأهل، ولم تكتف بهذا الدعم المادي، بل أرفقته الوزيرة الصلح بزيارات متتالية للمستشفى للاطمئنان الى صحة الطفل".

وختم: "شكرنا لقسم الأطفال بجميع الإختصاصيين الذين أجروا هذا الإنجاز، ونشكر التعاضد الموجود بين المؤسسات الأكاديمية والطبية وغير الحكومية، وعلى رأسها مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية".

الدكتور موراني
ثم تحدث طبيب الكلى الدكتور شبل موراني، فأشار الى أن قصة الطفل ابراهيم بدأت قبل ان يولد بكليتين ضعيفتين، وبدأ يتناول منذ أول يوم من حياته أدوية القصور الكلوي، مع حقن تقوية الدم ونظام غذائي خاص، ودخل المستشفى خمس مرات بسبب مرضه خلال اشهره الأولى، وفي عمر تسعة أشهر كان موعد ابراهيم مع القصور الكلوي النهائي، وكان وزنه سبعة كيلوغرامات، وبدأ مرحلة علاج غسيل البريتوني اليومي، وتحولت الأم الى ممرضة تعالج طفلها في المنزل وتراقب ماكينة الغسيل كل ليلة. ووالدة ابراهيم كانت تعلم ان زراعة الكلية هي الحل للقصور الكلوي، على رغم صغر سنه وصعوبة الجراحة واحتمالات الرفض والالتهابات، وكان القرار الحاسم للام بوهب كليتها لابنها من دون تردد. هذه هي العملية الجراحية الاولى في لبنان، وسوف تعطي أملا بحياة جديدة لكل طفل رضيع مصاب بقصور كلوي في لبنان والدول العربية".

الدكتور مكرزل
ثم كانت كلمة للدكتور مارون مكرزل، فأشار الى "أن الصعوبة التقنية مكمنها وضع كلية شخص راشد في جسم طفل، وصعوبة المتابعة والجراحة. ودخلنا مع اطباء عدة الى غرفة العمليات. وكذلك هناك صعوبة من حيث وزن الولد، وقد نجحت العملية".

وردا على سؤال، قال: "النتائج تكون أفضل اذا وضعت كلية راشد في جسم طفل، لانها تؤمن له مصافي جيدة بالكمية وبالوزن، ومع الوقت تصغر الكلية من اجل ان تتأقلم مع جسم الطفل، وعندما يكبر الطفل تكبر الكلية أيضا".

وردا على سؤال هل ستشيخ الكلية عندما يكبر الطفل، أجاب: "تخدم الكلية أكثر من 25 سنة إذا تمت متابعة الولد بطريقة طبية جيدة. والكلية تستطيع ان تعيش 30 سنة وأكثر، ولا نعلم الى أين يتوصل العلم".

واشار الى "ان الولد عليه ان يتناول أدوية المناعة طوال حياته".

ولفت الى "أن العملية أجريت بواسطة المنظار".

الدكتور ضاهر
ثم تحدث الدكتور بول ضاهر، فأوضح "أن نزع كلية الام ووضعها في الثلج وتحضير الولد عمل دقيق، ومشاركة جميع الاطباء في الجراحة كانت ناجحة، وأعطت نتائج ايجابية".

الدكتورة يزبك
وكانت كلمة لرئيسة قسم التخدير والانعاش في المستشفى رئيسة الجمعية اللبنانية للانعاش والتخدير الدكتورة باتريسيا يزبك، فأشارت الى "أن دور طبيب التخدير بمثابة الملاك الحارس للمريض، وعلى طبيب التخدير أن يعلم بحالة المريض الصحية لإعطائه الادوية المناسبة، وكذلك الانعاش ضروري في عمليات كهذه".

وتلاها الدكتور بول ضاهر (جراحة اطفال) فقال: "الولد صغير جدا، ومن المهم في عملية زراعة الكلية تقصير وقت عدم وصول الدم الى الكلية المأخوذة من الواهب. وكجراحي اطفال، أسهم في تحضير الطفل من الدقيقة التي تنزع فيها الكلية من الأم لتوضع في جسم الطفل في وقت جد قصير، مما ساعد في الجراحة".

النقيب ابوشرف
ثم تحدث نقيب الاطباء البروفسور شرف ابو شرف، فقال: "لولا فسحة الامل". الامل هو قطرات الندى التي تنعشنا في زمن الجفاف الذي نحياه، وقطرات الندى هي بالدرجة الاولى في الجسم الطبي والتمريضي الذي يقوم بالمجهود، وانه مشكور على عمله، وخصوصا العملية الناجحة التي حصلت".

اضاف: "ان الدولة تسهم قدر الامكان، ونتمنى عليها الاسهام أكثر من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين الاعباء الكبيرة".

وشكر الوزيرة الصلح "لانها تشعرنا بأنها تقوم بدورها من كل النواحي الاجتماعية والانسانية". وكرر شكره للفريق الطبي وللصلح، "وأتمنى ان تبقي باب امل لكل محتاج ولجميعنا النور والقدوة".
الصلح
وفي الختام قالت الصلح: "ان لبنان يعتز بهذا الانجاز الكبير، والفضل لربنا وللجسم الطبي والتمريضي وادارة اوتيل ديو، وللوليد بن طلال. ولنا الشرف في المؤسسة ان نكون اسهمنا في جراحة كهذه، تحصل للمرة الاولى في لبنان، وان شاء الله لنا الامل الكبير أن يكون الشفاء كاملا".

وأضافت: "إننا في مؤسسة الوليد لا نملك الا الاسهام والدعاء للاطباء ان يكملوا هذه الانجازات، انه لفخر كبير لرفعة هذا الوطن وشفاء الانسان، والدعاء للوليد بن طلال ليجود بعطاءاته لنصرة الفقير في هذا الوطن.
ونقول اننا رأينا انجازا كبيرا يرفعنا عن الصغائر اليومية التي نحياها في هذا الوطن".

وختمت: "نحن وراء كل مريض وفقير مسلوب حقه في هذا الوطن".

وأخيرا، تحدثت والدة الطفل شاكرة مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية والاطباء الذين اجروا الجراحة لطفلها، ودعت جميع أمهات لبنان الى الاتكال على الله والصبر وعدم اليأس.

1 التعليقات:

السلام عليكم
خبر صار جدا وبارك الله في جهود الاطباء العاملين في مجال كلى الاطفال.
والسؤال ما هي الكلفه الكليه لمثل هذه العمليات ؟؟؟
لدي طفل في العراق عمره 3 سنوات يعاني خلل في الكليتين ولادي الرجاء المساعده
هاتف 009647710088650

إرسال تعليق