الأحد، 1 أبريل 2012

طهران أسمعت أردوغان كلاماً قاسياً

أكدت مصادر دبلوماسية عربية في طهران لـ«الوطن» أن القيادة الإيرانية اشترطت على أردوغان الإفراج عن المهندسين الخمسة المختطفين قبل لقاء المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وأن إيران أسمعته كلاماً قاسياً تجاه سياسته مع سورية.
وقالت المصادر إنه بعد أن وصل أردوغان إلى طهران على رأس وفد حكومي كبير جداً ووفد من رجال الأعمال تلقى رسالة واضحة من أن لقاءه بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وبالرئيس محمود أحمدي نجاد مرتبط بالإفراج عن المهندسين الخمسة.
وأشارت المصادر أن القيادة الإيرانية قالت لأردوغان إنها تعلم جيداً مكان اختطاف المهندسين الخمسة (يرجح أنهم نقلوا من حمص إلى شمال لبنان) ومن اختطفهم وأن لدى أنقرة النفوذ والقدرة للإفراج عنهم.
وحسب المصادر فإن أردوغان أجرى بضعة اتصالات وخلال ساعات قليلة أفرج عن المهندسين وتم نقلهم إلى تركيا على أن يتم تسليمهم إلى طهران.
وكان عدد من المهندسين العاملين في سورية قد تم اختطافهم قبل أسابيع وأفرج عن عدد منهم (عن طريق تركيا أيضاً) في حين بقي 5 رجح أنهم نقلوا إلى شمال لبنان وبقوا محتجزين هناك.
وأضافت المصادر: إن أردوغان سمع من القيادة الإيرانية كلاماً قاسياً تجاه سياسته مع سورية وإن طهران أكدت لتركيا مجدداً أن سورية خط أحمر وستدافع عنها بجميع الوسائل المتاحة.
وتقول المصادر إن أردوغان تفهم الموقف الإيراني وطالب من جهته أن يكون لأنقرة دور في المفاوضات بين إيران والمجموعة الدولية لإعادة فرض تركيا لاعباً رئيسياً في المنطقة وخاصة أن لدى أردوغان حسابات يريد تصفيتها مع بعض الأوروبيين الذين جردوا أنقرة من أي دور في المنطقة وفي أوروبا وأغلقوا كل أبوابهم في وجه الطموح العثماني بعضوية الاتحاد الأوروبي.
وحسب المصادر فإن أردوغان وصل إلى طهران حاملاً ملفاً اقتصادياً وطامعاً بزيادة حجم التبادل مع إيران من 16 ملياراً إلى 35 مليار دولار وقدم شرحاً عن الصعوبات التي تواجهها الشركات التركية للالتفاف على العقوبات الأميركية ملتمساً من طهران أن تتفهم موقف تركيا المحرج من حليفها الأكبر الولايات المتحدة الأميركية ومبدياً استعداد بلاده للتعاون في المجالات التي لا حظر أو عقوبات عليها.
وفور عودة أردوغان إلى أنقرة أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن بلاده ستخفض مشترياتها من النفط الإيراني بنحو عشرة بالمئة وذلك بعد أسبوع من تحذير واشنطن لعملاء إيران من أنهم قد يتعرضون للعقوبات الأميركية ما لم يقلصوا مشترياتهم على نحو كبير.
وأبلغ يلدز الصحفيين أن تركيا ستعوض إمداداتها من إيران جزئيا عن طريق مليون طن من المتوقع أن تشتريها من ليبيا. وأضاف إن أنقرة تجري أيضاً محادثات مع السعودية لشراء إمدادات فورية إضافة إلى عقود طويلة الأجل.
وتستورد أنقرة نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني وهو ما يشكل 30 بالمئة من إجمالي وارداتها وأكثر من سبعة بالمئة من صادرات النفط الإيرانية.
يذكر أن أنقرة أخفقت في الحصول على إعفاء من واشنطن لمشتريات تركيا من النفط على غرار دول أخرى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق