الأربعاء، 4 أبريل 2012

بين الشيخ والامير.. اولاد موظفي الـ ال بي سي يموتون من الجوع

الكل بات يعلم تفاصيل الخلاف المستفحل بين الشيخ بيار الضاهر والامير الوليد بن طلال، والكل حافظ عن ظهر غيب المثل الشهير الذي يقول "الاباء يأكلون الحصرم والاولاد يضرسون". هؤلاء الاولاد والذي نقصد بهم اليوم ليس فقط اولاد الـ ال بي سي وباك والفضائية اللبنانية ومتفرعاتها انما اولادهم ايضاً الذين ينتظرون رواتب ابائهم وامهاتهم في نهاية كل شهر اقلّه ليناموا "شبعانين" ويذهبون الى مدارسهم وجامعاتهم في اليوم التالي من دون احراج من مطالبتهم براتب او قسط متأخر او اذا مرض احدهم يستطيع ان يأتي بدوائه او يزور طبيبه من دون ان يختم الزيارة بعبارة "ايّدهم ع الحساب لكان الشيخ والامير فرجوها علينا".
هذه الحالة المزرية التي نصفها ولا نبالغ بوصفها ليست لأناس يعيشون في الصومال ومجاعة افريقيا او في دولة متخلفة من دول العالم الثالث انما هي حقيقة وضع في مؤسسة من المفترض ان تكون من ارقى المؤسسات الاعلامية العربية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ولكن...
ما ذنب هؤلاء اذا كان الامير اميراً والشيخ شيخاً ولكل واحد منهما رأسٌ كبير لا يريد ان ينكسر به امام رأس الآخر واكبر دليل على ذلك ما نقله موقع القوات اللبنانية منذ ايام عن بيار الضاهر قوله "اذا كان مفكر حالو امير فأنا شيخ".
ولكن ما ذنبه هنا من يدرك تماماً انه لا شيخ ولا امير وانه فقط موظف وضع حياته وحياة عائلته واولاده في تصرف شيخ وامير معتبراً ان آخر ما يمكن ان يفعله شيخ او امير هو ان يأكل عليه حقوقه ويمنع على ابنائه ابسط حقوق العيش الكريم ويمتنع عن دفع رواتبه ويبقيه تائهاً ضائعاً لا حول ولا قوة له بانتظار الفرج فيما كلكم تعلمون تماماً كيف تعيش عائلات الشيخ والامير وابنائهم المنتشرين على افخم منازل وفنادق بقع الارض الراقية.
ذنب هؤلاء الذين تجاوز عددهم الخمسمئة شخص انهم آمنوا بمؤسسة عملوا من اجلها، ضحوا من اجلها، وبعضهم مات واصيب باعاقة من اجلها. ذنب هؤلاء انهم صدّقوا ان الـ ال بي سي وجدت لتبقى صوتاً لمجتمع بحاجة الى صوت ينقل همومه الى فضاء العالم، ذنب هؤلاء انهم صدّقوا كذبةً كبيرة خطفت تعبهم وتضحياتهم ودماءهم وارواحهم ولم يستفيقوا منها الا بالامس على كابوس الحقيقة الجارحة ان من ماتوا من اجلها بيعت بثلاثين من الفضة.
ومن صدّقوا انهم ضحوا من اجل قضيةٍ اصبحوا احجاراً على طاولة الجشع يتناقلوهم اصحاب القرار من خانة الى اخرى حتى رموا بهم خارجاً كما ترمى احجار الشطرنج على جانب الطاولة. هؤلاء هم الموظفون الذين رفعوا اسم الاعلام اللبناني في العالم العربي وكانوا مثالاً للابداع والنجاح وحصرمةً في عين الغيارة الذين حاولوا مراراً ضربهم وتفكيكهم واخضاعهم ولكنهم لم يستطيعوا دكّ ابواب نبوغهم واصرارهم على النجاح. هؤلاء هم موظفو الـ ال بي سي التي شرقت شمسها من لبنان على كل العالم العربي والعالم وابهرت عيون الملايين. هؤلاء هم موظفو الـ ال بي سي الذين فجعوا بقبطان باخرتهم وطاقمها ينأون بأنفسهم بيختٍ فخم بعيداً عن سفينتهم التي تتخبطها امواج عاتية لتغرق شيئاً فشيئاً وتغرق معها مئات الابرياء الذين بنوها خشبةً خشبةً وحموها طيلة ٢٧ سنة بصدورهم.
ما ذنبنا اذا كانا شيخاً او اميراً ؟!... وكيف سنقنع ابناءنا غداً بأنها هي هذه مواصفات الشيوخ والامراء؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق