الاثنين، 2 أبريل 2012

4 شـبان قـرروا إثـارة عاصفـة! ماذا في قصة إطلاق النار على حاجز الجيش؟

أثارت حادثة الاعتداء بإطلاق النار على حاجز للجيش اللبناني في طلعة العمري عند المنطقة الفاصلة بين التبانة وجبل محسن في طرابلس مخاوف كثيرة لدى أبناء المدينة، مما قد تحمله الأيام المقبلة من توترات أمنية.
أتى هذا التطور الأمني ـ السياسي، في ظل استمرار التحريض والشحن الطائفي والمذهبي سواء على الصعيد اللبناني أم على خلفية ما يجري في سوريا، فضلاً عن تنامي الشائعات حول تسلح هنا وهناك وفلتان أمني مرتقب، يعززه إلقاء القنابل الليلية بين الحين والآخر.
ماذا في قصة إطلاق النار على حاجز الجيش؟
تقول المعلومات الأمنية المتوفرة لـ«السفير» إن المدعو م. ن. (من سكان التبانة) تلاسن مع شرطي سير على إشارة «الروكسي» في منطقة التل بعد ظهر يوم الجمعة الفائت، وما لبث أن تطوّر ذلك الى تضارب بين الشخصين. بالصدفة، كانت تمرّ آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني بداخلها أحد الضباط، فسارع عدد من عناصر الجيش إلى التدخل لفض الإشكال وتوقيف مفتعله الذي هرب باتجاه «السنترال»، لكن عناصر الجيش لاحقوه وعملوا على تطويقه وتمكنوا من توقيفه، واقتادوه الى مركز الشرطة العسكرية حيث خضع للتحقيق، ومن ثم جرى تسليمه الى فصيلة درك التل الذي استدعى شرطي السير فرفض الأخير الادعاء عليه وتمّت مصالحة بينهما أفرج بموجبها عن (م. ن).
وتضيف المعلومات الأمنية أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، حيث أكد (م. ن) أمام جمع من الشبان في التبانة أنه سينتقم من الجيش لأن العناصر تعرّضوا له بالضرب عندما اقتادوه الى مركز الشرطة العسكرية، وأبلغهم بأنه ليل السبت الأحد سيكون هناك نو (عاصفة بحرية) في التبانة، لكن أحداً لم يأخذ الموضوع على محمل الجد، في وقت باشر (م .ن) التحضير لذلك، فاستعان بكل من: (ع .ح) و(ع .ص) و(م.د). وتسلح الأربعة ببنادق حربية و«بومب أكشن» واستقلوا سيارة وجالوا في المنطقة مستطلعين التدابير العسكرية، ومن ثم أطلقوا النار منها على حاجز كان يقيمه الجيش اللبناني عند طلعة العمري، كما أطلقوا النار على موقع يقع على مقربة من الحاجز بما يُعرف بـ«خان البطيخ» في شارع سوريا.
وقد رد الجيش على مصادر النيران، واختلط الحابل بالنابل، خصوصاً بعدما ظن أبناء «الحارة البرانية» أنهم يتعرضون لاطلاق النار من جبل محسن، وبالعكس، فجرى تبادل لإطلاق النار بين الجهتين، في وقت كان الجيش اللبناني يقوم بتمشيط المنطقة ويطلق النار ليفرض وجوده حيث نجح سريعاً في السيطرة الميدانية وإعادة الأوضاع الى طبيعتها.
وفي التحقيقات، توصلت مخابرات الجيش الى ما ابلغه المدعو (م .ن) الى الشبان في التبانة، فنفذت قوة من الجيش على الفور حملة مداهمات لمنزله وأوقفته مع شقيقه، ومن ثم عملت على توقيف الأشخاص الثلاثة الآخرين، وذلك من دون أية مقاومة، حيث أشارت أوساط متابعة في التبانة الى أن أحداً «لا يمكن أن يغطي أو يحمي أي معتد على الجيش اللبناني مهما كانت الأسباب والمعطيات التي دفعته الى ذلك».
ولاقت تدابير الجيش اللبناني ارتياحاً عاماً في طرابلس سواء من خلال سرعة اكتشاف المعتدين وتوقيفهم وتجنيب التبانة وجبل محسن أي خضة أمنية إضافية، أو عبر الحزم الذي أظهره في التصدي لأي خلل أمني، والرسالة الجديدة التي وجّهها بهذا الإطار لجهة أن اللعب بأمن المواطنين «خط أحمر» كما جاء في البيان الصادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، الأمر الذي جعل المنطقة تستعيد نشاطها سريعاً من دون أن ينعكس ما حصل سلباً على حركتها.
وفي هذا الإطار، تؤكد أوساط محلية في منطقة باب التبانة لـ«السفير» أن المنطقة «كانت وما تزال ترحّب بالجيش اللبناني»، وأنه لا توجد «أي نية أو توجّه لدى أي من أبنائها للتصدي أو التصادم أو التقاتل مع المؤسسة العسكرية». وتقول هذه الأوساط إن «أكثر من اجتماع حصل في التبانة لتقييم ما حصل، وإن جميع الكوادر والوجهاء والفاعليات شددوا على ضرورة أن يكون هناك تعاون بين الجميع للحفاظ على أمن التبانة، وأن تتخلى قيادة الجيش عن هواجسها حيال أبناء هذه المنطقة الذين يعتبرون عناصرها إخوتهم وأبناءهم، وأن تسعى هذه القيادة الى إدخال الطمأنينة الى نفوس أبناء التبانة أيضاً، بأن الجيش لا يريد استهدافهم».
وتؤكد هذه الأوساط «أن الجيش اللبناني بالنسبة لأبناء التبانة هو خط أحمر، ولن نسمح لأي كان أن يجرّنا الى فتنة»، لافتة النظر الى أن رفع الغطاء عن المعتدين على الجيش وعدم تغطيتهم من أي جهة، «هو أكبر دليل على أن الأهالي صادقون في تعاطيهم الإيجابي مع المؤسسة العسكرية».
*السفير*

0 التعليقات:

إرسال تعليق