في الوقت الذي أفرغ الجيش اللبناني حمولة الأسلحة المهربة التي ضبطها على متن الباخرة "لطف الله"، كان الوسط السياسي منشغلاً بالحمولة السياسية والأمنية لهذا الحدث، وهي حمولة ما كان ليمكن إنزالها في مستوعبات الساحة اللبنانية، لولا المنافذ الواسعة التي شرعتها سياسة "النأي بالنفس"، والتطبيق الأعرج لهذه السياسة، وهو الأمر الذي فتح شهية المتربصين بسورية على استسهال استخدام لبنان والمقامرة بأمنه واستقراره إنفاذا لرغبات خارجية مدفوعة الأجر، ومن دون إقامة أي اعتبار لارتداداته الخطيرة على الواقع اللبناني.
يرى سياسي متابع، أن حدث الباخرة "لطف الله" ليس عملاً موضعياً، وهو ينطوي على رزمة من المؤشرات السياسية والأمنية ترمي بأثقالها على الساحة اللبنانية المترنحة أصلا، وسوف تتكشف تباعاً في المرحلة المقبلة على وقع التطورات السورية.
وقبل تناوله المعاني الداخلية، يلفت السياسي المذكور إلى الدلالات الدولية والإقليمية المحمولة على متن حدث الباخرة، وهي دلالات يشي بها دور اليونفيل البحري، حيث لا أحد مستعد لتصديق عدم علمها بحمولة الأسلحة، مع أنها تقوم بمهمتها على أكمل وجه فيما لو كانت الأسلحة ستستخدم ضد العدو، وعليه، يقول "بغض النظر، عن وجهة الأسلحة المهربة، فهي على صلة وثيقة بالاضطراب السوري، وتبعاً لدور اليونيفيل، فهذا يعني الأمور التالية:
- ما يحكى عن إجماع دولي على خطة كوفي أنان، ليس إلا مناورة يستخدمها محور واشنطن باريس لندن وحلفاؤهم في المنطقة، لكسب الوقت، إن بسبب الانتخابات في بعض هذه الدول، أو انتظارا لتطورات تحرج موسكو وبكين وتضطرهما لإعادة النظر بموقفهما، أو خلق وقائع جديدة تساعد أنان على تقديم تقارير تبرر التدخل العسكري الخاجي المباشر في سورية.
يرى سياسي متابع، أن حدث الباخرة "لطف الله" ليس عملاً موضعياً، وهو ينطوي على رزمة من المؤشرات السياسية والأمنية ترمي بأثقالها على الساحة اللبنانية المترنحة أصلا، وسوف تتكشف تباعاً في المرحلة المقبلة على وقع التطورات السورية.
وقبل تناوله المعاني الداخلية، يلفت السياسي المذكور إلى الدلالات الدولية والإقليمية المحمولة على متن حدث الباخرة، وهي دلالات يشي بها دور اليونفيل البحري، حيث لا أحد مستعد لتصديق عدم علمها بحمولة الأسلحة، مع أنها تقوم بمهمتها على أكمل وجه فيما لو كانت الأسلحة ستستخدم ضد العدو، وعليه، يقول "بغض النظر، عن وجهة الأسلحة المهربة، فهي على صلة وثيقة بالاضطراب السوري، وتبعاً لدور اليونيفيل، فهذا يعني الأمور التالية:
- ما يحكى عن إجماع دولي على خطة كوفي أنان، ليس إلا مناورة يستخدمها محور واشنطن باريس لندن وحلفاؤهم في المنطقة، لكسب الوقت، إن بسبب الانتخابات في بعض هذه الدول، أو انتظارا لتطورات تحرج موسكو وبكين وتضطرهما لإعادة النظر بموقفهما، أو خلق وقائع جديدة تساعد أنان على تقديم تقارير تبرر التدخل العسكري الخاجي المباشر في سورية.
- إن ما يحكى عن حرص المعسكر المذكور على استقرار لبنان هو حرص مؤقت ومزيف، ويكفي ردة فعله الأولية على حدث الباخرة الخطير، وهي ردة فعل يمكن وصفها بالتافهة قياسا، لردة فعله على المحاولة المزعومة عن اغتيال رئيس القوات سمير جعجع.
- اتخاذ الساحة اللبنانية منصة لإطلاق النار على خطة أنان وتقويضها، واستخدام المهلة المعطاة لهذه الخطة الـ 3 أشهر، من اجل تعويض المعارضة السورية المسلحة الخسائر التي منيت بها في مواجهاتها مع الحكومة السورية.
- عربياً، وكون كل من قطر والسعودية، اظهرتا نيتهما علنا لتمويل الحرب الأهلية السورية خلافا للإجماع الدولي المعلن، ليس مستبعدا أن تكونا وراء الباخرة، باستخدامهما قوى لبنانية معروفة بتبعيتها لهما، للقيام بمهمة تسليح المعارضة السورية منعا لإحراجهما دوليا، وهذا يفسر سر الاتصالات واللقاءات السرية والعلنية والتي لم تنقطع بين المعارضة السورية المسلحة وجماعات 14 آذار.
وفي المؤشرات الداخلية، يربط السياسي المذكور، بين حادثة تهريب الأسلحة على متن الباخرة "لطف الله"، وسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها القوى المتحكمة بمسار العمل الحكومي، ويقول أن هذه السياسة وطريقة تطبيقها هي المسؤولة عن استباحة الساحة اللبنانية واستخدامها من جهات داخلية وخارجية بما يقوض الاستقرار الداخلي.
ويأخذ على هذه السياسة ضربها الاتفاقات اللبنانية السورية عرض الحائط، والقفز على اتفاق الطائف الذي نص على أن لا يكون لبنان ممرا أو مستقرا لتهديد سورية، واستخدام هذه السياسة لمسايرة جماعات مذهبية، أو تغطية العجز عن مواجهتها، أو استخدامها أداة لعلاقات عامة لاكتساب علاقات دولية وعربية قائمة على حسابات شخصية، إضافة إلى الارتداد السلبي لهذه السياسة على المؤسسات الأمنية والعسكرية التي يقع على عاتقها حفظ الأمن الوطني والقومي، ففي أكثر من مناسبة تتصل بأمن الحدود اللبنانية السورية، باسم سياسة النأي بالنفس، حرم الجيش اللبناني من الدعم السياسي المطلوب لتنفيذ مهامه في ضبط هذه الحدود.
ويلفت السياسي نفسه، أن حادثة التهريب ليست منفردة أو معزولة عن تحضيرات أخرى تتصل بما سبق وقيل، فهي من جهة تكشف عمق تورط بعض الجهات اللبنانية التي جاهرت علنا بتأييدها كل من يستهدف سوريا، وهي من جهة ثانية تميط اللثام عن وجهة هذه التأييد، وذهابه باتجاهات قد تؤدي إلى تفجير الساحة اللبنانية.
وعلى خلفية قضية باخرة الأسلحة، يدعو المصدر ذاته، إلى التنبه من سلسلة شرارات بدأت تقدح نيرانها في غير مكان من لبنان، بدءا بحديث الاغتيالات، وآخرها الخطاب المرتفع لتيار المستقبل في آخر مهرجاناته للتضامن مع الجماعات السورية المسلحة، وهو خطاب يخترق السقوف الموضوعة لمواقف اللبنانيين من الأحداث الجارية في سورية، وهذا التطور سيأخذ معانيه كاملة، باستغلال أي احتكاك مستقبلا، في وقت باتت الساحة اللبنانية مهيأة لمثل هذه الاحتكاكات التي قد تتولد من الشلل الحكومي بأسبابه المعروفة، وما يجره هذا الشلل من أزمات معيشية واقتصادية تثير غضب الناس ونقمتهم.
كما يلفت إلى الظواهر التي بدأت تنبت في الساحة، والتي تتبنى خطابا مذهبيا حادا، يتعمد التحرش بالمكونات الاجتماعية الأخرى، وهو خطاب ليس ناجما عن تفاعل التناقضات اللبنانية، بقدر ما هو منسجم مع مخططات خليجية تلوّح منذ اندلاع ما يعرف بالربيع العربي بالفتنة المذهبية للهروب من استحقاقات التغيير التي تهب على المنطقة، ويتفق مع مشاريع غربية تسعى لتفكيك الوحدات الاجتماعية والوطنية لدول المنطقة.
وإذ يحذر السياسي نفسه من العواقب الوخيمة للإفراط في التوسع بسياسة النأي بالنفس، يلفت إلى أن ضمان استقرار لبنان لا يستجدى من تعهدات خارجية، نظرا لكثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين المنخرطين في لعبة الدم السورية، والمخفي من هؤلاء اللاعبين هم أكثر من الظاهرين، وهذا ما يسهل مهمتهم في تغرير بعض اللبنانيين، الذين ما انفكوا يرسمون سيناريوهات وردية للجحيم السوري ليعيدهم إلى السلطة.
"الإنتقاد"
- اتخاذ الساحة اللبنانية منصة لإطلاق النار على خطة أنان وتقويضها، واستخدام المهلة المعطاة لهذه الخطة الـ 3 أشهر، من اجل تعويض المعارضة السورية المسلحة الخسائر التي منيت بها في مواجهاتها مع الحكومة السورية.
- عربياً، وكون كل من قطر والسعودية، اظهرتا نيتهما علنا لتمويل الحرب الأهلية السورية خلافا للإجماع الدولي المعلن، ليس مستبعدا أن تكونا وراء الباخرة، باستخدامهما قوى لبنانية معروفة بتبعيتها لهما، للقيام بمهمة تسليح المعارضة السورية منعا لإحراجهما دوليا، وهذا يفسر سر الاتصالات واللقاءات السرية والعلنية والتي لم تنقطع بين المعارضة السورية المسلحة وجماعات 14 آذار.
وفي المؤشرات الداخلية، يربط السياسي المذكور، بين حادثة تهريب الأسلحة على متن الباخرة "لطف الله"، وسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها القوى المتحكمة بمسار العمل الحكومي، ويقول أن هذه السياسة وطريقة تطبيقها هي المسؤولة عن استباحة الساحة اللبنانية واستخدامها من جهات داخلية وخارجية بما يقوض الاستقرار الداخلي.
ويأخذ على هذه السياسة ضربها الاتفاقات اللبنانية السورية عرض الحائط، والقفز على اتفاق الطائف الذي نص على أن لا يكون لبنان ممرا أو مستقرا لتهديد سورية، واستخدام هذه السياسة لمسايرة جماعات مذهبية، أو تغطية العجز عن مواجهتها، أو استخدامها أداة لعلاقات عامة لاكتساب علاقات دولية وعربية قائمة على حسابات شخصية، إضافة إلى الارتداد السلبي لهذه السياسة على المؤسسات الأمنية والعسكرية التي يقع على عاتقها حفظ الأمن الوطني والقومي، ففي أكثر من مناسبة تتصل بأمن الحدود اللبنانية السورية، باسم سياسة النأي بالنفس، حرم الجيش اللبناني من الدعم السياسي المطلوب لتنفيذ مهامه في ضبط هذه الحدود.
ويلفت السياسي نفسه، أن حادثة التهريب ليست منفردة أو معزولة عن تحضيرات أخرى تتصل بما سبق وقيل، فهي من جهة تكشف عمق تورط بعض الجهات اللبنانية التي جاهرت علنا بتأييدها كل من يستهدف سوريا، وهي من جهة ثانية تميط اللثام عن وجهة هذه التأييد، وذهابه باتجاهات قد تؤدي إلى تفجير الساحة اللبنانية.
وعلى خلفية قضية باخرة الأسلحة، يدعو المصدر ذاته، إلى التنبه من سلسلة شرارات بدأت تقدح نيرانها في غير مكان من لبنان، بدءا بحديث الاغتيالات، وآخرها الخطاب المرتفع لتيار المستقبل في آخر مهرجاناته للتضامن مع الجماعات السورية المسلحة، وهو خطاب يخترق السقوف الموضوعة لمواقف اللبنانيين من الأحداث الجارية في سورية، وهذا التطور سيأخذ معانيه كاملة، باستغلال أي احتكاك مستقبلا، في وقت باتت الساحة اللبنانية مهيأة لمثل هذه الاحتكاكات التي قد تتولد من الشلل الحكومي بأسبابه المعروفة، وما يجره هذا الشلل من أزمات معيشية واقتصادية تثير غضب الناس ونقمتهم.
كما يلفت إلى الظواهر التي بدأت تنبت في الساحة، والتي تتبنى خطابا مذهبيا حادا، يتعمد التحرش بالمكونات الاجتماعية الأخرى، وهو خطاب ليس ناجما عن تفاعل التناقضات اللبنانية، بقدر ما هو منسجم مع مخططات خليجية تلوّح منذ اندلاع ما يعرف بالربيع العربي بالفتنة المذهبية للهروب من استحقاقات التغيير التي تهب على المنطقة، ويتفق مع مشاريع غربية تسعى لتفكيك الوحدات الاجتماعية والوطنية لدول المنطقة.
وإذ يحذر السياسي نفسه من العواقب الوخيمة للإفراط في التوسع بسياسة النأي بالنفس، يلفت إلى أن ضمان استقرار لبنان لا يستجدى من تعهدات خارجية، نظرا لكثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين المنخرطين في لعبة الدم السورية، والمخفي من هؤلاء اللاعبين هم أكثر من الظاهرين، وهذا ما يسهل مهمتهم في تغرير بعض اللبنانيين، الذين ما انفكوا يرسمون سيناريوهات وردية للجحيم السوري ليعيدهم إلى السلطة.
"الإنتقاد"
0 التعليقات:
إرسال تعليق