الخميس، 23 أغسطس 2012

كتب ناصر قنديل : أردوغان وتركيا

كتب ناصر قنديل...

 
أردوغان وتركيا
 
تقدم أردوغان من الشعب التركي بعد سنوات من القلق الثقافي والسياسي والأمني و الأقتصادي حاملا وعود الإنتقال إلى ضفة الأمان ، ونجح بالعنوان الإسلامي ان يعوض عطشا لهوية ثقافية ضائعة و عبر تنشيط الإنفتاح على العالمين العربي والإسلامي تنشطت الخدمات والسياحة وتأمن إسترخاء أمني وسياسي بوعود إنهاء النزاعات في الجوار و مباشرة حل سياسي للمسألة الكردية .
خلال سنة من عمر التدخل التركي العلني في الأزمة السورية يعود القلق ليسكن بقوة نفوس الأتراك فكما تقول تقارير غرفة تجارة إسطمبول بات الشحوب السمة التي تطبع الإقتصاد وتأخذه نحو الإنكماش بفعل تعطل خطوط الترانزيت التي تمر كلها عبر الحدود السورية .
خلال سنة خسرت تركيا صورة المدافع عن قضبة العرب والمسلمين الأولى التي تمثلها فلسطين و إندفعت نحو توتر محموم مع ثلاثة من جيرانها الأهم سوريا والعراق وإيران وهم جيران الموارد الإقتصادية في آن واحد .
الأهم أن الأتراك يعيشون قلق المسألة الأمنية بقوة بعد عودة عمليات حزب العمال الكرستاني بما يشبه حال الثمانينات والتسعينات كما يسيطر عليهم القلق الكبير من تورط جيشهم ومدنهم بنزاع مع سوريا قد يتحول الى تبادل القصف المدمر على المدن الكبرى .
أردوغان مريض وشاحب وقد يكون التنحي فرصة الأتراك لإستعادة الطمأنينة .
بعض الأتراك يقولون إن سوريا عندما وجدت كلفة الإحتفاظ بحزب العمال على أراضيها أكبر من قبول شعبها تخلت عنه رغم التحالف بينهما ، وعلى تركيا ان تفهم الدرس فكلفة إستضافة الميليشيات التي تسمى معارضة سورية وملحقاتها فوق طاقة الشعب التركي على التحمل فلماذا تعوز أردوغان الشجاعة ليطلب منهم الرحيل ؟
أم هي اوامر واشنطن وملايين الخليج ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق