الاثنين، 27 أغسطس 2012

ماذا يجري في السعودية ... حتماً ناراً تستعر تحت الرماد



الغياب الملكي الأميري...
 
إعداد: مضر جلال خيربك
 
حسب صحيفة (اندبندنت أون صنداي) البريطانية، فإن نزاعاً حول الخلافة الملكية في السعودية كشف وجود صراع على السلطة أدى لاختفاء أحد أبرز أمراء المملكة النفطية!!...
 
فغياب الأمير بندر بن سلطان الذي يشغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، عن الحياة العامة يشير لإحدى النظريات المتداولة في الدوائر السياسية بالرياض وهي: أن الأمير بندر سعى لخلع الملك عبد الله من منصبه قبل وفاة والده ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، لتثبيت نفسه على العرش، فيما تزعم شائعات أخرى أن بندر مريض جداً، أو أغضب الملك وذلك لتدخله في السياسة والشؤون السورية بدون تفويض، وآخر الأنباء الواردة تقول بأن بندر قد تم اغتياله في الآونة الأخيرة.
 
من ناحيتها ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر سعودي مسؤول أن وزير الخارجية سعود الفيصل قد توفي بعد أن تدهورت صحته على خلفية عمل جراحي أجري لأمعائه، ثم حذفت الوكالة الخبر بعد نشرة بدقائق، والذي أشار إلى أن الفيصل دخل بغيبوبة لأيام وتوفي بعدها، الأمر الذي نفته السعودية لاحقاً، مؤكدة أن سعود جهز كلمة له لقمة التضامن الإسلامي بجدة، إلا أن ما دحض نفيها هو أن الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية ألقى في افتتاح المؤتمر الكلمة نيابة عن الوزير سعود.
 
كما أكدت صحيفة (طهران تايمز) الإيرانية أن السعودية تشهد تغييراً كبيراً، أشبه بالنار تحت الرماد، نظراً للصراع الخطير على السلطة الدائر داخل العائلة المالكة، بعد وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف، وانخراط رؤساء الشرطة والجيش والحرس الوطني تدريجياً به، ما يزيد احتمالية نشوب حرب بين ميليشياتهم قريباً.
 
ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة تلعب دوراً في التطورات التي تشهدها السعودية، حيث أن واشنطن بذلت جهوداً باختيار ولي العهد الجديد سلمان بن عبد العزيز، والذي تعتبره الأفضل لخدمة مصالحها في السعودية، بالإضافة لتعيين بندر بن سلطان كرئيس للاستخبارات السعودية، والتي ستقوم مهمتها على تنفيذ استراتيجيات واشنطن في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، تماماً مثل سلمان، الذي يُعرف بمواقفه المناهضة للشيعة، ويعتبر الخيار المناسب للمساعدة في قمع الحركات الإسلامية في بلدان أخرى.
 
وعند عودته مؤخراً للبلاد، لم ينزل الملك عبد الله بن عبد العزيز من الطائرة سيراً على الأقدام، بل صُمم له كرسي متحرك خاص بالمقعدين ليقله من داخل الطائرة إلى أرض المطار، وهذا المشهد كان كافياً لإعطاء صورة واضحة عن الحالة الصحية للملك السعودي ونوعية الخلافات الملكية الأميرية التي ستحدث لاحقاً.
 
وقبل أن يرجع الملك إلى الرياض، سرت شائعات واسعة عن وفاته في المغرب، وعلى الفور حصلت اضطراب كبير داخل المؤسسة الرسمية، وذلك لعدم حسم الخلاف الداخلي بشأن آلية انتقال العرش بعد رحيله، إذ تتنازع تيارات عدة بين دعاة الملكية الدستورية وأنصار تطبيق قانون هيئة البيعة، في وجه من يتمسكون بالآلية القديمة القائمة على التراتبية بين أخوة الملك الغائب عن الأعين منذ مدة.

2 التعليقات:

إرسال تعليق