الجمعة، 17 أغسطس 2012

من هو ماهر المقداد؟؟... «الدبلوماسي» العشائري الطموح؟؟

من هو ماهر المقداد؟؟... «الدبلوماسي» العشائري الطموح؟؟

الأخبار
خلال اليومين الماضيين، سمع البعض للمرة الأولى بإسم ماهر المقداد. ظهر الرجل متحدثاً لبقاً بإسم العشيرة. آخرون كان لوقع إسمه صدى في ذاكرتهم، إلى ما قبل 8 سنوات، مع أحداث دامية حصلت في حي السلم. اليوم يعود «أبو علي» ليطل من بوابة الخطف... «متأبطاً» طموحه السياسي
في مركز جمعية آل المقداد رجل لا يشبه سواه من «المقداديين». زرقة قميصه «المرتّب» تبرزه بين المحتشدين. يتحدث بصوت هادئ، غير انفعالي، على طريقة الدبلوماسيين. هو «الحاج أبو علي». لبق بما يكفي ليبيّض وجه العشيرة متحدثاً بإسمها. لا شيء في مظهره يوحي بأنه «عشائري»... لكنه كذلك مع حبة مسك: إنه ماهر المقداد، أمين سر رابطة آل المقداد.
قبل 8 سنوات، أطل الرجل إلى الضوء، من بوابة أحداث حي السلم الدامية. آنذاك، أدّت المواجهات بين الجيش وسائقي فانات إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة العشرات. قيل ان ماهر المقداد، الموظف السابق في السفارة الأميركية رئيساً لفرقة مواكبة السفراء، كان من بين أبرز المشاغبين في وجه الجيش. قيل إنه كان يجمع حوله عدداً من الشبّان، في المقهى الذي يملكه في الحي، حيث كان يخطط لقطع الطريق وإشعال الإطارات. مضت الأحداث، في ظل دعوات لمحاسبة الفاعلين، فأحيل الدم على القضاء. آنذاك، وفي ظل عدلية القاضي عدنان عضوم، سلّم ماهر نفسه إلى الدولة. في الواقع، عشيرته هي التي فعلت، مؤكدة على دعمها لـ «دور الجيش في الذود عن الوطن في سبيل تحرير كامل الارض من العدو الصهيوني».
أوقف «أبو علي» أمام القضاء 6 أشهر، قبل أن يفرج عنه، وتعلن الدولة في التقرير الأمني الرسمي أن ثمة «تضخيماً في إلصاق الأمر بالمدعو ماهر المقداد». لم يكن الأخير على وئام مع حزب الله. «صيت» القرب من السفارة الأميركية كان كافياً لهذا. خرج نائب الحزب، آنذاك، عبد الله قصير، ليعلن أن التقرير «تشوبه عيوب كثيرة وتشتم منه رائحة سياسية، خصوصاً أنه يجهّل الفاعل الحقيقي». أصبح «الحاج ماهر» منذ ذلك الحين إسماً بارزاً في بيئة الضاحية.
لاحقاً، الصق به كثير من التهم، كانت، بأغلبها، غير مرفقة بأدلة تسمح بالجزم. أثناء التحقيق معه نفى ان تكون له علاقة جيدة بالسفارة الاميركية، موضحاً انه «عمل فيها سابقاً وتركها منذ سنوات». نفى أيضاً علاقته بأي مرجع آخر. لا يبدو أن النفي كان كافياً ليقنع بعض المشككين، في تلك الفترة، خاصة بعد عمل في السفارة الاميركية لاثني عشر عاماً.
غاب إسم ماهر المقداد، نسبياً، بعد تلك السنوات، ليعود ويسمع به خلال السنوات الأخيرة، في ظل الحديث عن فلتان في الضاحية، لناحية فرض خوّات على بعض أصحاب المحال التجارية. طبعاً، آل المقداد عشيرة، وللعشائر قيم ومبادئ، ليس منها التعدي على الناس وممتلكاتهم، ولكن هذا لا يعني عدم وجود متفلتين من العشيرة. برأي ماهر: ربما البعض ينتحل الاسم ويتصرف مع الناس بطريقة مسيئة. هكذا، كل لبنان يشكو من «الطابور الخامس» ومتفرعاته، وها هو في حي المقداد.
منذ عام 2004، تمكن ماهر من خلق زعامة محلية، بين أفراد عائلته، تحديداً في منطقة الرويس في الحي الذي يأخذ اسمه من إسم العائلة. معارفه وعلاقاته الواسعة خوّلته أن يكون مقصد السائلين. يقصدون دارته طلباً للمساعدة الاجتماعية. لا يتأخر عن التلبية ان استطاع. يغطي بعض تلك الحاجات، بحسب أحد أبناء العائلة، من خلال ما تحصل عليه «جمعية آل المقداد الخيرية» من مساعدات، ومن أموال تجمع من ميسوري العائلة. يذكر أن ثمة مصالح تجارية أقامها ماهر خارج لبنان، بحسب ما ينقل أحد عارفيه، تمكنه من تقوية امكاناته المادية.
إذاً، هو يتبع النموذج الخدماتي للزعامة اللبنانية التقليدية. لا يخفي طموحه السياسي، وينقل عنه بعض أبناء العائلة، أنه «لا يرى في بعض النواب ما يجعلهم أفضل منه». تستفزه الدولة عندما تريد تطبيق القانون بشكل «استنسابي». هو مع منطق الدولة «عندما تهتم بشؤون المواطنين فيها». يستفزه أيضاً «عرض العضلات» من جانب الأجهزة الأمنية، تجاه أبناء عشيرته، أو سواهم. فالقوى الأمنية «متورطة بشكل أو بآخر في خرق القانون». في قضايا المخدرات، مثلاً. يتحدث بثقة عن خبرته بعالم رجال الأمن الذين تسهل رشوتهم، وهؤلاء «معروفون، وهم يسهلون انتشار المخدرات بزي رسمي».
في اليومين الماضيين، عاد ماهر المقداد ليطل، وبزخم محلي وفضائي، من بوابة الخطف. راحت أهم الوكالات الصحافة في العالم تتسابق على أخذ تصريح منه. بدا الرجل دبلوماسياً إلى أبعد الحدود. أعلن أن الخطف سيطال ما يسمى بـ «الجيش السوري الحر» إضافة إلى الأتراك. عارض بعض أفراد عائلته في رفض خطف سعوديين وقطريين، مصراً على الترحيب بهؤلاء. في أحد تصريحاته، أول من أمس، أعلن أنه هو المخوّل التحدث باسم العائلة. هكذا، ظهر كأنه «المقدادي» الأقوى في الساحة.
يوم أمس، وفيما كان يعلن وقف «العمليات العسكرية» من على المنبر، عارضه أحد أبناء العائلة، قائلاً له: «أنت تمثل في العائلة كما أنا أمثل وكما سوانا يمثل». بدا أن ثمة مقداديين لا يوافقون على تولي ماهر النطق بإسمهم. على كل حال، نطق «أبو علي» باسم العائلة أو لم ينطق، فإن هذه الأيام تشكل فرصة، ربما لن تتكرر، لكل من يريد الظهور وخلق زعامة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق