الخميس، 2 أغسطس 2012

الرئيس بري :المشتغلون على اغتيالي وقائد الجيش مستمرون بالتحضيرات إلى اليوم ..



الرئيس بري: سوريا سلّحت كل المقاومات العربية وخشيتي عليها من التقسيم ..

الرئيس نبيه بري أبرز اللاعبين المحليين على صعيد المناورات. في مشكلته مع العماد ميشال عون، يعرض موقفه بما يتيح المجال أمام حل. ومع أنه مهجوس بتقسيم سوريا ولبنان، إلا أنه مشغول أيضاً بالتقارير الأمنية التي تتعلق بعمل مجموعة لا يسمّيها على محاولة اغتياله

ناصر شرارة
«الدنيا صيام»، يقول الرئيس نبيه بري العائد من احتفال عيد الجيش، أمس. «من دون مقدمات. السؤال التقليدي اليوم هو عن قضية المياومين. سأقول هنا موقفي ورأيي: أنا ثبّتت المياومين في الريجي في ثمانينيات القرن الماضي، وكان عدد المسيحيين يفوق بعشرات الأضعاف عدد المسلمين». يضيف: «ليس نبيه بري من يتهم بهذه القضية. هذا أولاً. أما ثانياً، وهنا قد أفشي سراً: طُلب مني أن أتدخل في موضوع المياومين لحله، حتى من نواب في كتلة التغيير والإصلاح. وتدخلت، لكنهم لم يحاوروا المياومين».

يتابع: «الرئيس ميشال عون طيب ومذوق ومهذب. كلما سألوني عن رأيي الشخصي فيه، كان هذا تعليقي، ولا يزال. ما حدث في جلسة مجلس النواب بخصوص المياومين، صار معروفاً. منحت (الوزير جبران) باسيل الكلام أكثر من ثلاثة أرباع الساعة ليشرح موقفه. جرى التصويت، ثم حصل ما حصل. يوم التصويت، كان يفترض أن يكون نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا بجانبي على المنصة. نظرت إليه فلم أجده، فقلت لنفسي: هيدي هيّي».
■ من كل قضية المياومين، ما هو الاستنتاج السياسي الذي توصلت إليه؟
- أكتب التالي بثقة: قضية المياومين هي عملية انتخابية لاستعادة استعطاف مسيحي في غير محله.
■ كنت عند رئيس الجمهورية، هل صحيح أنه مع قانون انتخاب فيه نسبية جزئية؟
- أبداً. رئيس الجمهورية ماشي بالنسبية...
■ وأنت؟
- أنا رائد النسبية، وموافق عليها حتى على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة.
■ هل تحدثتم بموضوع خليّة الرميلة؟
نعم. شو حكاية هالقصة هيدي... يصمت قليلاً، ويضع يده في جيبه وكأنه تذكر أمراً للتو، ويخرج منها قصاصة ورق صغيرة. يقول: «هذه قصة أخرى لا لها علاقة بقضية خلية الرميلة، لكنها تشبهها، وكلها تؤشر الى وجود خطر على البلد». يرفع صوته في قراءة سريعة لسطور القصاصة: «اتصل أ. ج. بـ م. م. وطلب منه أخباراً جديدة عما وصلت إليه جهود مجموعته لاغتيال بري. قال له الأخير (هنا يقطع بري الكلام ليقرأ بعينيه، ثم يكمل بصوت مسموع الفقرة الأخيرة من المعلومة): المهم أن تتابعوا الجهد وتنفذوا العملية».
■ هل هذه معلومة جديدة؟
- نعم. هذا سياق متصل من المعلومات حول اغتيالي، واغتيال قائد الجيش. الرجل الذي يريد اغتيالي، بحسب ما يرد عنه في المعلومات، ربما يحمل اسماً مموهاً. ثمة من يريد أن يرمي عود ثقاب مشتعلاً، فوق أرض قابلة للاشتعال.
■ ماذا عن الأوضاع في سوريا؟
- ينشغل تفكيري هذه الأيام بأوضاع سوريا والمنطقة ولبنان بالطبع.
في هذه الجزئية من الحوار، يبدو بري أنه يعيش سوريا بقلبه وحواسه. يتذكر «زمن حافظ الأسد الجميل». يشير الى أن «سوريا أعطت المقاومات السلاح. أيام الإمام موسى الصدر كانت حركة أمل تتزوّد السلاح وخبرات التدريب من حركة فتح. كثيرون لا يعرفون أن ياسر عرفات هو الذي سمى أفواج المقاومة اللبنانية «أمل». على عهدي، الجهة الوحيدة التي سلّحت مقاومة أمل ضد الإسرائيليين، هم السوريون. أعطونا من البندقية الى التدريب. الجزائر ساهمت الى حد ما. ولا أذكر أحداً آخر».
يتابع بري: «عندما زارني المبعوث المشترك كوفي أنان أبلغته أن المخرج هو في عقد لقاء رباعي يضمّ إيران وتركيا وروسيا وأميركا، يتم الاتفاق فيه على خريطة طريق داخلية لسوريا، ثم يُدعون الى مؤتمر دولي ليبارك هذه الخريطة... ما عدا ذلك ليس إلا مضيعة وقت. بعد أيام زارني الموفد الأميركي (وليامز بيرنز) فكررت اقتراحي، وقلت له: لا تتذرعوا بعدم الجلوس مع إيران، وإلا ما معنى محادثات 5 + واحد.
أنا واثق بقدرة سوريا على تجاوز القطوع، لكنني في الوقت نفسه أخشى عليها من التقسيم، وأخاف من نتائج ذلك على لبنان. أكثر ما يخيفني هو أن يكون هناك مشروع أو خريطة دولية معدّة سلفاً لتقسيم سوريا. هذه خريطة لا استبعد أنها تشكل جزءاً من خلفيات ما يجري، في سوريا وفي لبنان، وفي أكثر من مكان».
يسحب قصاصة ورق أخرى. «هنا معلومة لم أتأكد من صحتها بعد، وسأسأل عنها الشخص القادر على تأكيدها». المعلومة مفادها أن «رئيس دولة أوروبية، أبلغ جهة لبنانية قبل نحو 15 يوماً، ما حرفيته: لبنان يتجه الى فيدرالية سويسرية، وعلى القوى السياسية اللبنانية كافة أن تتمتع بالتعقل، ولا تعارض هذا المشروع لأن معارضته ستهز استقرار لبنان».
يضيف: «لأن الأخطار بهذا الحجم، أفرغ معظم وقتي في هذه المرحلة للعب دور المبادر للتهدئة ولفت الأنظار الى المخاطر الكبرى، وإلى أن الحرائق تنتشر بسرعة، والحكمة تقضي بإخمادها في مهدها».
ومن دون مقدمات، يقفز الى الشمال: «قلت لإخوة من طرابلس: أنا قاتلت في الجنوب ضد إسرائيل لكي أحمي وحدة لبنان. والآن وحدة لبنان تُحمى من طرابلس».
يضيف: «عندما اشتعلت الدنيا في طرابلس، كنت في المصيلح. اتصل بي مرجع طرابلسي وإسلامي كبير، وقال لي: وأنا أكلمك، تسقط، كل دقيقة، قذيفة على المدينة. وطلب مني التدخل لنوقف هذه المأساة. كانت الساعة الواحدة ليلاً. فوراً اتصلت بمسؤول الحرس، وانطلقت معه وحده الى بيروت. وصلت حوالى الساعة الثالثة فجراً. أيقظت البلد كله. ووفّقنا الى وقف القصف وإطلاق النار في السادسة. في ما بعد، هاتفني صديق سياسي من طرابلس محبّب الى قلبي. قال لي: هل تظن أنك نجحت في وقف القتال؟ سألته بقلق: ألم يتوقف القصف منذ الصباح؟ أجاب: بلى، لكن هل تظن أنك نجحت بوقف دائم للقتال؟ حتى تنجح مساعيك بشكل دائم، يجب أن تفرض وقف النار، لا على المسلحين فقط، بل على الذين فوق».

قصتي مع الفصائل

وفي ما يتعلق بطاولة الحوار، يقول بري: «في الجلسة الأخيرة، أثرت هذه القضية، أي «قضية ناس فوق» في أحداث طرابلس. سألت واستفسرت، وليس هنا مكان هذا الكلام. في جلسة الحوار الثانية، فتحت أيضاً موضوع المخيمات الفلسطينية، وهذا أمر يجب معالجته لأنه خطر في هذا التوقيت وفي كل توقيت إذا لم نحسن معالجته. قلت إن علينا أن نتعامل مع اللاجئ الفلسطيني بسياسة اجتماعية وإنسانية ووطنية وقومية، لا بسياسة أمنية. عدّدت مطالب الفلسطينيين الملحّة والتي تسبّب المشاكل الراهنة في المخيمات، وبينها وبين القوى الأمنية، وتبنّيتها. الوزير وليد جنبلاط كان موقفه جيداً. وعندما طلبت مني الفصائل مواعيد للقاء، طلبت منهم أن يأتوا إليّ وفداً واحداً، لكنهم أصرّوا على مواعيد منفصلة، وعندما بدأت استقبل كل طرف على حدة، كان «يزعل» الطرف الآخر. في آخر اجتماع صارحتهم، وقلت لهم: أنتم في مكان والشارع الفلسطيني في المخيمات أصبح في مكان آخر. أخشى أنكم لم تعودوا تمثلون الأرض بنبضها الجديد. هذه مشكلة موجودة فعلاً.
قدمت في طاولة الحوار آلية عمل لبناء الثقة بين اللاجئ الفلسطيني والدولة اللبنانية والجيش وأجهزة الأمن، الخ... وعندما كلف رئيس الحكومة خلدون الشريف المسؤولية عن ملف الحوار مع الفلسطينيين، جلست معه، وأخبرته بما علينا فعله. نحن عازمون على تغيير علاقة الأمن مع المخيم الفلسطيني، لمصلحة بناء ثقة إنسانية، قائمة على أخوة القضية والسير في أجندة رفع المعاناة عنه على المستوى الحياتي والاجتماعي، بالقدر المطلوب وطنياً وقومياً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق