الاثنين، 27 أغسطس 2012

د. خليل حمدان : لبنان على مفترق خطير جدا وتسعير الصراع الداخلي دعوة لتقويض صرح الدولة

أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان خلال حفل تأبيني للشاب حسن حرب في بلدة زوطر الشرقية، أن "لبنان على مفترق خطير للغاية، خاصة وأن التوترات التي تشهدها العديد من المناطق اللبنانية تأتي في ظروف بالغة الدقة، نظرا لما تمر به المنطقة العربية والاسلامية تحت وطأة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية لخلق حدود جديدة للصراع بعيدا عن الصراع العربي الاسرائيلي ، تلك الحدود هي حدود المذاهب والطوائف والعرقيات والأثنيات حتى كادت قضية فلسطين مسألة هامشية فإجتراح أولويات تضع قضايانا المقدسة والمصيرية في آخر لائحة الاهتمامات إن لم تغب نهائيا كفيل بنقل الصراع الى الداخل".

وأشار الى أن "لبنان بأكمله على موعد مع الاحتفال الكبير الذي سيقام في مدينة النبطية ساحة عاشوراء، لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاخفاء الامام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، حيث سيلقي الرئيس نبيه بري كلمة يعلن فيها مواقف مهمة لجهة قضية الامام الصدر وأخويه حيال تطور الأوضاع في لبنان والمنطقة".

ولفت الى "مواقف الامام الصدر التي دعت الى تعزيز اللحمة الوطنية بترسيخ لغة العيش المشترك التي هي بمثابة أطروحة عملية تتحدى عنصرية الدولة اليهودية لأن تعايش الطوائف والمذاهب في لبنان يعني إجهاض كل الطروحات العنصرية التي يحاول قادة العدو الصهيوني تعميمها بحجة طبيعة الانقسام الديني في المنطقة، فالامام السيد موسى الصدر كان داعية حوار وداعية وحدة، طالما صرح من على منابر الجامعات والمساجد والكنائس والمؤتمرات بتكامل الأديان وهو الذي قال: "إن أكثر الناس تعصبا للمذهبية والطائفية لا يعيرون للدين أي أهمية وأكثرهم بعيدون عن ممارسة الدين الحقيقي".

وقال: "ويبقى السؤال هل يوجد دولة عربية واحدة لديها الامكانات لاطفاء حرائق لبنان المذهبية والطائفية، إن تسعير الصراع الداخلي هو بمثابة دعوة لتقويض صرح الدولة والوطن في آن، وهو خدمة لاسرائيل التي تحلم بهذا الواقع الوطني والعربي الشاذين، وهذا هو العصر الاسرائيلي".

وأكد ان "المتتبع لخطاب الامام الصدر الديني والسياسي والذي لم يميز بينهما، يرى أن الامام حمل هم الجنوب والمقاومة من جهة ورفع الحرمان من جهة أخرى، وهذا ما نلاحظه دائما في صلب خطاباته وتصريحاته وفي لقاءاته فهي ثنائية بحكم الحراك والخطاب عنده إزالة الحرمان ومقاومة العدوان".

اضاف: "ان الامام الصدر الذي أعطى كل ما يملك من أجل الأمة، من أجل المقاومة من أجل فلسطين، من أجل العرب والمسلمين والأحرار في العالم، هذا الامام يستحق في المقابل التحرك المناسب لتحريره من سجنه ورفيقيه خاصة بعد اندحار نظام معمر القذافي ووجود العديد من مساعديه في دول أوروبية وعربية وافريقية، أليس من العار على دول تدعي الحضارة والرقي وتضامنها مع حقوق الانسان أن تتستر على مجرمين، فقضية الامام رغم وضوحها وصدور القرارات القضائية والأحكام بمسؤوليات المجرم القذافي عن عملية الاخفاء، هناك من يتجاهل هذه القضية المقدسة، إن قضية الامام الصدر وأخويه قضية حرية تعني الأحرار والانسانية عموما".


وختم حمدان داعيا "القوى السياسية اللبنانية التي تعمل على تسعير الفتنة في سوريا والتي تساهم فيها اعلاميا وماليا وبشريا، الى الكف عن خداع الناس بأن النظام السوري سيسقط والجيش سينهار، فهذا ليس إلا من نسج الخيال ويمكننا فقط أن نراهن على حكمة القيادة السورية ووعي الشعب العربي السوري الذي في إستطاعته العبور الى شاطىء الأمان لتبقى وحدة سوريا بجيشها وشعبها وحكمة قيادتها".

0 التعليقات:

إرسال تعليق