الأربعاء، 27 يونيو 2012

جنبلاط سيفضح عون قريباً.. وهذا هو القسم "الجنبلاطي" لـ"حزب الله"!

إستأثرت المناكفات السياسية التي استعرت في الأيّام القليلة الماضية بين المختارة والرابية باهتمام المعنيّين، ولا سيّما أنّها اتّسمت بطابع الحدّة، لكنّ المعلومات كشفت عن تدخّلات حصلت في الساعات الماضية بغية لجم هذا التصعيد.
وقد حصلت مساعٍ قبل اللقاء الأسبوعي لتكتّل "التغيير والإصلاح" الثلثاء الماضي. إذ عُلم أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، اختلى على هامش جلسة الحوار الوطني يوم الإثنين الفائت، بالنائب ميشال عون، وتمنّى عليه وقف السجال الدائر مع النائب وليد جنبلاط، والأمر عينه قاله برّي للزعيم الاشتراكي. إنّما الكلام الحادّ الذي أطلقه عون عن اجتماع جنبلاط بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ونبش ملفّات الماضي واسترجاع ذاكرة الحرب، قد يكون نَسَف كلّ المساعي، لأنّ المعلومات المستقاة من جهات مقرّبة من زعيم المختارة، تشير إلى أنّ "تاريخ الجنرال مع إسرائيل واضح وموثّق، ولا يزال راسخاً في الأذهان في سائر المحطّات، وسننشر كلّ المحاضر والوثائق والصور، لكن في التوقيت الذي نراه مناسباً". وتعتبر أنّ "من يحتضن عون ويدعمه ويدغدغه لأسباب معروفة كونه يشكّل الغطاء المسيحيّ للبيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، فهذا ما يدعو للأسف والحزن، وسبق أن أثرنا هذا الموضوع مراراً مع المعنيّين، وقلنا لهم لا يجوز أن ينسف عون الحكومة ويكون الأداة لتعطيلها، وعلى هذا الأساس كان لجنبلاط موقف علني عندما قال إنّ في الحكومة تيّاراً عبثيّاً يعطّل عملها، ولدينا رئيس حكومة ممتاز إنّما "يجب أن يحلّ عنه عون"، وبالتالي فإنّ جنبلاط لم يفتح ملفّات الحرب وسواها، وقد طواها منذ زمن طويل.
وتكشف المعلومات أنّ الرئيس برّي مستاء من عون وأداء وزرائه في الحكومة، وكلامه الأخير عن جنبلاط.
أمّا هل تؤدّي هذه المناكفات إلى سقوط الحكومة وخروج جنبلاط منها، فإنّ الجهات المعنية تلفت إلى أنّ أبو تيمور سبق وأكّد مراراً أنّه بات أكثر تمسّكاً ببقاء هذه الحكومة، لأنّ لديه كلّ اليقين والمعلومات باستحالة تشكيل حكومة أخرى في حال إسقاط هذه الحكومة، وعلى هذا الأساس انتقد بشكل لاذع بعض مكوّنات "14 آذار" الداعين إلى إسقاطها وتشكيل أخرى حيادية تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة. وبالتالي، فإنّ جنبلاط يقوم عبر فريقه الوزاري بالواجب الحكومي على أكمل وجه، حتى في الأمس عُقِد لقاء تنسيقي بين وزير الأشغال غازي العريضي ووفد إيراني عبر السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي، للبحث في الدعم الإيراني في بعض مشاريع الطرق في الجنوب والبقاع وغيرها والتنسيق بشأنها. كذلك، فإنّ جنبلاط متمسّك ببقاء الرئيس نجيب ميقاتي ومعجب بأسلوبه وأدائه وداعم له ولخطواته.
من هذا المنطلق، يميّز جنبلاط سخطه وغضبه وقرفه من الأداء العوني داخل الحكومة، ولكنّ ذلك لا يعني انفراط العقد الحكومي، حيث إنّ ذلك له ظروفه وموجباته الإقليمية والداخلية، وهنا يقال إنّ الخلاف بين جنبلاط و"حزب الله" مقتصر فقط على النظرة إلى الأزمة السورية، لذا تشير معلومات إلى قَسَم جنبلاطي لـ"حزب الله" بأنّه لن يخرج من هذه الحكومة، وباقٍ فيها حتى الانتخابات النيابية، في حال لم تحصل تطوّرات تفوق قدرته وقدرة الحزب على التحمّل والاستيعاب، وبالتالي قد يكون هناك خطّ فتح بين حارة حريك والرابية لتهدئة عون ووقف السجال بينه وبين جنبلاط، لأنّ ذلك يؤثّر سلباً في الحكومة، خصوصاً أنّ هذه الحرب الكلامية بين الاشتراكي والتيّار العوني تأتي في ظروف صعبة على "حزب الله" بعد حرق قناة "الجديد" والمعلومات التي نُشرت عن الانتماء السياسي لأفراد المجموعة التي نفّذت هذا الاعتداء، إضافة إلى الحوادث المتسارعة في سوريا، الأمر الذي يبقي الحكومة حاجة لـ"حزب الله" وللنظام السوري، وعلى هذا الأساس لن يسمح الحزب بإسقاطها، وسيبادر بعيداً من الأضواء إلى وقف السجال بين المختارة والرابية.
"الجمهورية"

0 التعليقات:

إرسال تعليق