الاثنين، 18 يونيو 2012

اسرائيل حاضرة للحرب والجيش الاسرائيلي يكشف أسراراً حول اجتياح لبنان

فتح الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى بمناسبة مرور ثلاثين عاما على الاجتياح الاسرائيلي للبنان اوائل شهر حزيران (يونيو) العام 1982 جانباً هاماً من أرشيف هذه الحرب واصدر أفلاما وتقارير عنها كشفت أن الخلافات حول أهدافها، مداها، وتكتيكها كانت متفاقمة بين القيادات العسكرية والسياسية وليس فقط داخل المجتمع الإسرائيلي الذي كان يراها حربا غير ضرورية.
وبحسب تقارير اسرائيلية، فإن وثائق هذه الحرب تكشف عن خلافات حادة وقعت في قيادة الجيش الإسرائيلي منذ الساعات الأولى للحرب وحتى نهايتها.
وفيما تتعالى الأصوات اليوم محذرة من تكرار خطأ هذه الحرب، فإن هناك من رأى أنها (الحرب) ما زالت تثبت نجاحها وأهميتها حيث وضعت حداً لإطلاق الكاتيوشا على البلدات الواقعة في شمال اسرائيل، علما بأن الفيلم الذي أصدره الجيش والذي يثير نقاشا إسرائيليا تضمن مقاطع ووثائق عسكرية يكشف عنها للمرة الاولى ومقابلات أجريت آنذاك كانت قد أخفيت عن الرأي العالم لما فيها من معارضة وانتقادات لهذه الحرب، حيث تشير وثائق الحرب الى انها نفذت من دون تخطيط وترافقت مع خلافات بين متخذي القرار.
وقد استغل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، الجنرال بيني غانتس النقاش حول هذه الحرب ليعلن ان الأوضاع الحالية تغيرت، وان عدم الاستقرار في المنطقة قد يؤدي إلى حرب مختلفة، بات جيش اسرائيل مستعداً لها بشكل كامل ومخطط لها بدقة.
وكشفت وثائق الحرب على لبنان العام 82 بث الصحافي عمانوئيل روزين من القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي تقريراً، كشف فيه النقاب أن صناع القرار في تل أبيب، من المستويين الأمني والسياسي، كانوا يكذبون على نظرائهم في الإدارة الأميركية في الصباح، والظهر، والمساء والليل، مشددًا على أنه يعتمد في تقريره على أرشيف الجيش الإسرائيلي، الذي سمح له بالاطلاع على البرقيات السرية التي كانت تتبادلها تل أبيب وواشنطن، مشيرا إلى ان الإدارة الأميركية، وبعد أن اكتشفت بأن الإسرائيليين كانوا يكذبون عليها بشكل منهجي، لم تفعل شيئا، ولم تُوبخ قادة اسرئيل، أو حتى الاحتجاج على هذا الكذب، وخلص في تقريره إلى القول: إننا كنا نكذب على الأصدقاء في أميركا.
وقال روزين إن هذه السياسة، سياسة الكذب ما زالت متبعة لدى قادة تل أبيب، لكنه استبعد ، أن تقوم إسرائيل بالكذب على الولايات المتحدة في المواجهة المقبلة التي قد تخوضها لان رد فعل الادارة الاميركية قد يكون مختلفاً.
وبحسب الأرشيف العسكري الاسرائيلي ، فقد بدأت العلاقة بين إسرائيل وقوى مسيحية لبنانية العام 1975، حين طلبت هذه القوى من تل أبيب المساعدة اثناء الحرب الأهلية التي كانت تعصف بالبلاد من رئيس الوزراء في حينه، إسحق رابين الذي استجاب بدوره للطلب. وعلى مدى الأعوام التي سبقت الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 82 بلغت قيمة المساعدات الإسرائيلية لهذه القوى 118 مليون دولار، إضافة إلى تدريب نحو 1300 عنصر من حزب الكتائب في قواعد خاصة داخل إسرائيل.
ويضيف التقرير ان اللبنانيين أدركوا سريعا ان وزير الدفاع آنذاك،ارييل شارون، يحب الطعام الفاخر، فعمدوا عند كل زيارة له إلى استقدام أنواع فاخرة من الجبن والطعام البحري من باريس، إضافة إلى لحوم الضأن ومقبلات أخرى.
وخلال كل زيارة لشارون، على ما قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر، كانت هناك مائدة دسمة تستمر ساعات. لكن في المجال العسكري، لم تكن أي جدوى ترجى من القوات اللبنانية، ذلك، إن معظم طلبات إسرائيل لمساعدتها في القتال رُفضت بحجة أنهم غير مستعدين لذلك من الناحية العملياتية.
وأوضح شيفر انه، وفيما كانت العلاقة بين إسرائيل والقوات تتوثق، كانت هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي تستكمل خطة الحرب على لبنان. ففي كانون الأول (ديسمبر) العام 1981 صدق شارون على الخطة، وفي كانون الثاني (يناير) 1982 زار بيروت سراً والتقى بشير الجميل وقيادة القوات. وعندما عاد من الزيارة قال شارون لقد ربطت أرجلهم، كل شيء جاهز من أجل الحرب، وهم سيكونون شركاءنا فيها.
ولفت المحلل الإسرائيلي، الى أنه في الأيام الأولى من حزيران (يونيو) 1982، كان شارون في زيارة سرية إلى رومانيا، حين جاءه نبأ محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرغوف، وكان ذلك بالنسبة إلى رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيغين وشارون ذريعة لاجتياح لبنان.
وغداة عودة شارون عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً في السادس من حزيران (يونيو)، وقررت فيه تنفيذ عملية الصنوبر الكبير، أي اجتياح لبنان، للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تُسيطر على مناطق واسعة من الجنوب اللبناني.
وقالت الصحيفة إنه في جلسة الحكومة في 15 حزيران (يونيو)، التي نوقش خلالها احتلال الجزء الغربي من بيروت، أوضح بيغن أن هذه المهمة ستلقى على عاتق القوات اللبنانية. وفي جلسة ثانية، بعد يومين، قال شارون للوزراء: "إذا تطلب الأمر الدخول إلى بيروت، فإن من سيدخل أمامنا وخلفنا ويطهر المدينة من المخربين هم القوات اللبنانية".

0 التعليقات:

إرسال تعليق