الخميس، 21 يونيو 2012

لهذا السبب "يحجُّ" الجنرال والشيخ إلى زحلة!

رسمت نتائج الانتخابات النيابية في زحلة عام 2009، المشهد السياسي اللبناني، ومنحت الأكثرية لقوى 14 آذار، قبل أن تتمكّن «القمصان السود» من قلب المشهد رأساً على عقب. ومع اقتراب الانتخابات النيابية، تشخص الأنظار مجدّداً نحو «دار السلام»، لتصبح «دار المعارك الانتخابية الطاحنة».
على رغم غليان البركان الإقليمي من جهة، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى قانون الانتخاب المنتظر من جهة أخرى، فإنّ التحضيرات للانتخابات النيابية بدأت على أكثر من صعيد ولدى مختلف الأطراف.
وعلمت "الجمهورية" من مصادر مُطّلعة، أنّ "حزب الله" باشرَ منذ شهر تفعيل ماكيناته الانتخابية في كلّ المناطق، فبدأ بإعداد ملفّات تتضمّن معلومات عن الناخبين وانتماءاتهم السياسية والحزبية وميولهم الانتخابية.
وسط هذه التحضيرات، تدخل زحلة ومنطقتها بقوّة في أمر العمليّات الانتخابي لدى كلّ الأطراف السياسية. فالمدينة، إضافةً إلى كونها "دار السلام" و"مَربى الأسودي"، تشكّل في الوقت نفسه ساحة "المنازلة الانتخابية"، وأمّ المعارك، وستشهد جولة جديدة من صراع انتخابيّ طاحن بين 14 آذار، التي بدأت استعداداتها اللوجستية، و8 آذار التي تعيش حالاً من التضعضع والتفكّك والخلافات.
فإذا كانت المعارضة في زحلة باقية على تحالفاتها، وتدرس فقط الأسماء المرشّحة، فإنّ الأكثرية تعاني من الخلافات والافتراق الذي حصل ما بين "التيار الوطني الحر" والنائب السابق إيلي سكاف، والوزير نقولا فتّوش... ودخول أطراف أخرى على هذا الخطّ، ممّا يؤشّر إلى ضعفها، إذا لم يتمكّن "العطّارون" إصلاح ما يلزم، قبل انطلاق قطار الانتخابات.
الوجدان الزحلي
وفي هذا الإطار، يرى عضو قوى 14 آذار طوني طعمة أنّ انتخابات زحلة "ستكون لها تأثيراتها المهمّة في نطاق التمثيل النيابي في لبنان، لأنّ الفوز بانتخابات "عاصمة الكثلكة"، خطوة في طريق الوصول إلى مملكة الأكثرية النيابية، التي يسعى الفرقاء في لبنان الى التربّع على عرشها". ويلفت إلى أنّ "المزاج السياسي الشعبي في زحلة، والسلوك الانتخابي شهدا تحوّلات وتغييرات منذ انتخابات 2005، بسبب المواقف السياسية التي اتّخذها البعض، ولا تنسجم مع الوجدان الزحلي المعروف بولائه لثوابت قوى 14 آذار.
ولأنّ زحلة تشكّل بيضة القبّان، فإنّ زيارة رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون المدينة نهاية الأسبوع، والرئيس أمين الجميّل نهاية الشهر الجاري، تدخلان في إطار كسب ودّ الرأي العام.
وقد أصبحت زيارة عون موضع جدل ونقاش في الكواليس واللقاءات الجانبية التي تشهدها مقاهي المدينة وصالوناتها. ويؤكّد مصدر في قوى 14 آذار لـ"الجمهورية" أنّ الزيارة باتت بالنسبة إلى العونيّين أكثر إلحاحاً بعد حفل العشاء الذي أقامه الدكتور سمير جعجع لرؤساء بلديّات ومخاتير وفاعليّات زحلة والبقاع الأوسط في معراب الأسبوع الماضي، ولاستباق زيارة الرئيس الجميّل في 30 الجاري من جهة، ولجمع شمل قوى 8 آذار من جهة أخرى، إضافة إلى محاولة الجنرال "رأب الصدع" مع سكاف.
أبو يونس: زيارة تقليدية
من جهتها، تنفي أوساط التيار ما ردّده "الخصوم"، معتبرةً أنّ ذلك يندرج في إطار التشويش على زيارة الجنرال. ويؤكّد عضو هيئة المناطق المهندس أنطوان أبو يونس لـ"الجمهورية"، أن لا هدف انتخابيّاً لزيارة الجنرال، إنّما هي زيارة حزبية تقليدية، للمشاركة في العشاء السنوي للتيار في المدينة، وكلّ ما يقال عن أنّ الهدف منها هو جمع الشمل، أو إجراء مصالحات، أو تشكيل أحلاف انتخابية، أو إعلان موقف انتخابي، كلّه أوهام بأوهام". ويسأل: "هل الوضع الإقليمي الملتهب يسمح بالتحدّث عن انتخابات؟ فالمشهد ما زال ضبابيّاً وغير واضح! وعمّا يقال إنّ الهدف من الزيارة استباق زيارة الجميّل للمدينة، ضحك أبو يونس قائلاً: "على العكس تماماً لأنّ زيارة العماد عون مقرّرة سلفاً منذ مدة طويلة، وقبل أن نسمع عن زيارة الرئيس الجميّل".
الكتائبيّون مستعدّون
في المقلب الآخر، يستعدّ الكتائبيّون لاستقبال "الشيخ" الذي زار زحلة للمرّة الأخيرة عام 2010. فـ"بيت الكتائب" كخليّة نحل، والنائب إيلي ماروني يواصل لقاءاته التحضيرية مع الأقاليم الكتائبية في المنطقة، ومع النوّاب، والمطارنة والأحزاب.
ويوضح ماروني لـ"الجمهورية" أنّ "زيارة الرئيس الجميّل لزحلة باتت عرفاً تقليديّاً، وهذه الزيارات بدأت منذ العام 2005 برفقة الشهيد بيار الجميّل". ولم ينكر ماروني أن يكون للزيارة بعدها الانتخابي، "فهذا طبيعي ونحن على أبواب استحقاق انتخابي مصيري"، مؤكّداً أنّ "الزيارة تدخل في إطار سلسلة زيارات تشمل مختلف المناطق اللبنانية، إلّا أنّ أهمّية الزيارة لزحلة تنبع من تاريخ علاقة المدينة مع حزب الكتائب منذ 76 عاماً".
وعن برنامج الزيارة، يلفت ماروني إلى أنّ الجميّل "سيلتقي الكوادر الكتائبية وممثلي الأحزاب الحليفة والمطارنة وفاعليّات المدينة، وسيبحث معهم في حماية البقاع الأوسط من التجاذبات والصراعات، وطرق الحفاظ على صيغته التعايشية وحماية زحلة من الخطر الداهم، وسيقيم له المطران عصام درويش عشاءً تكريميّاً". ويضيف: "لعلّ أبرز عناوين زيارة الرئيس الجميّل تتجلّى في تأكيده أنّ الكتائب اللبنانية مستمرّة في تحالفاتها، وفي حرصها على حلفائها، وأنّها باقية في صلب 14 آذار".
وفي هذا السياق، تكشف مصادر كتائبية أنّ الجميّل سيزور مناطق عدة في زحلة سبق وزارها نجله الشهيد بيار، ولعلّ الزيارة الأبرز ستكون لوادي العرايش في زحلة التي تستحضر صورة الماضي عندما زارها الشيخ بيار المؤسّس منذ خمسين عاماً.
فهل تكون مسيرة "الحجّ" إلى زحلة التي يتسابق عليها "الجنرال" و"الشيخ".. مقدّمة لقراءة أوّلية لمعركة "كسر عظم" متوقّعة عند حصول الاستحقاق الانتخابي المنتظر؟!
"الجمهورية"

0 التعليقات:

إرسال تعليق