الأربعاء، 25 أبريل 2012

هل يعدّل جنبلاط مواقفه بعد رحلة السعودية؟ وماذا عن معراب 2" و"المجلس الوطني"!

تتوالى مشاهد سياسية بين الرياض وكليمنصو ومعراب والصيفي لتصنع لوحة لبنان اليوم.
المشهد الأول:
يجزم قريبون من رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ان صديقه داود أوغلو جمعه على هامش "مؤتمر أصدقاء سوريا" في اسطنبول مطلع هذا الشهر مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي سمع من جنبلاط حضاً على معاودة المملكة الاهتمام العملي بلبنان. كان المسؤولون السعوديون يحفظون عتباً على الزعيم الدرزي بسبب ما اعتبروه إخلالاً بالوعود بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.
ويسود أوساط القريبين هؤلاء توقع عودة المياه الى مجاريها بين جنبلاط والمسؤولين السعوديين، وكذلك بينه وبين الرئيس الحريري، مما سينعكس حكماً على مواقف رئيس التقدمي وسلوكه حيال طرف أو أكثر ممن يُعتبرون حلفاء له في الحكومة، إن لم يكن خلال أسابيع فخلال أشهر على الأكثر.
المشهد الثاني:
في معراب يضع المحيطون برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع جردة بالمستفيدين من محاولة اغتياله: "حزب الله"، العونيون، النظام السوري والدائرون المحليون في فلكه، إيران... ويكادون يسقطون من اللائحة المتطرفين الإسلاميين، باعتبار ان جعجع لا يشكل تهديداً لهم. ليس على المدى المنظور.
وفي دائرة الشبهة بـ"التعاون" من يمكن وصفهم بـ"محليين" قد يكونون تابعين لأحد الأطراف المستفيدين من الاغتيال، فالمراقبة الطويلة زمنياً والتحرك السريع بعد إطلاق النار يستلزمان "محطة" أو أكثر تسهّل اختفاء الفاعلين.
وفهم أهل معراب من كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ضرورة انتظار التحقيق لتبيان هل ان ما حصل "إطلاق نار" أو "محاولة اغتيال"، أن المقصود "هل ان اطلاق النار كان بهدف الاغتيال أم لمجرد إيصال رسالة عبر رصاصات إلى منزل جعجع".
لكن تأكيداً من وزير بارز معني وقريب من رئيس الجمهورية تلقاه وفد "قواتي" زاره أمس، حملهم على تغليب النية الحسنة، إذ طمأنتهم المعلومات التي تلقوها من الوزير، والتي نقلتها إذاعة "لبنان الحر" في نشرتها المسائية الى ان الوقائع والادلة، التي ستعلن في تقرير بعد عودة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي من اوستراليا اليوم، تؤكد في شكل لا يقبل الجدل ان جعجع تعرض لمحاولة اغتيال. ومن دون التوصل الى تحديد الجهة المنفذة سيستند التقرير الى نتائج الاستقصاءات والتحقيق ليقول ان ابرز الادلة هي المقذوفات الفارغة الثلاث، مع ترجيح انها من بندقية قناصة واحدة واطلقت في رشق. وسيبين ان جعجع كان سيصاب حتما لو كان واقفا وليس في وضع المشي، باعتبار ان الرصاصات لم تبعد عنه اكثر من 10 سنتيمترات. كما سيؤكد ان النار اطلقت من مسافة 950 مترا، وان الخطأ الذي يبلغ ميلليمترا واحدا في التصويب يصبح على هذه المسافة عشرة سنتيمترات.
ويقول اهل معراب ان "الداتا" لا تزال ضائعة بين القضاة ووزير الاتصالات، في حين ان جهة غير الدولة ستستطيع الحصول عليها. وينقلون عن سفير دولة اوروبية كبيرة قوله ان في بلاده 10 قناصة فقط بالاحتراف الذي اظهرته محاولة الاغتيال، واربعة منهم فقط يصيبون اهدافا بهذه الدقة، ليؤكدوا تاليا ان الفاعلين هم من جهة شديدة الفاعلية والقدرة.
المشهد الثالث:
في الاشرفية تعد الامانة العامة لقوى 14 آذار لعقد اجتماع "معراب – 2"، الاسبوع المقبل مبدئيا، بعدما كان اجتماع التضامن الموسع مع الدكتور جعجع انتهى الى ضرورة متابعة المناقشات التي جمعت ممثلي احزاب التحالف وشخصيات وناشطين في فلك 14 آذار.
ويؤكد المطلعون على خطة سير مشروع "المجلس الوطني" انه سيبصر النور ويقلع في مؤتمر واسع يرفضون تحديد موعده، وان كان مكانه المرجح في "البيال".
ولا يرى هؤلاء عقبات تذكر امام المجلس: "تيار المستقبل" برئيسه الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والنواب والوزراء متحمس للانطلاقة، وحزب "القوات" يريده خصوصا بعدما تبين عقب محاولة الاغتيال ان ثمة محاولة لمحاصرة جعجع سياسيا على المستوى الوطني كما على المستوى المسيحي. وحزب الكتائب يقول اعضاء اللجنة الثلاثية التي التقت قيادته برئاسة الرئيس امين الجميل في الصيفي امس ان النتيجة التي توصلوا اليها "ممتازة" (اللجنة الثلاثية تضم النائبين مروان حمادة ودوري شمعون والنائب السابق الياس عطاالله وانضم اليها النائب السابق غطاس الخوري).
المشهد الرابع:
انتخابي – حكومي بامتياز يشغل اللقاءات والمآدب التي بدأت تتكاثر، ومعها وعود وتوقعات بـ"رحرحة" متعددة الوجه لا بد منها لخوض الانتخابات وكسبها لكل من فريقي 8 و14 آذار. ولكن يظل من يسأل ولا يلقى اجوبة: اي قانون للانتخابات، واي حكومة تشرف عليها. وهل ستحصل انتخابات حقا؟
"النهار"

0 التعليقات:

إرسال تعليق