الجمعة، 27 أبريل 2012

تناقض كبير بين كلام جعجع عن محاولة اغتياله وإفادته للمحققين

نقلت صحيفة "الأخبار" عن مرجع أمني متابع للتحقيق بمحاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان ما قاله جعجع علناً فيه تناقض كبير مع إفادته التي أدلى بها للمحققين.
وبحسب "الأخبار"، فقد قال جعجع إن ما أنقذه من الموت هو الزهرة التي خفض رأسه ليقطفها، في حين أن إفادته للمحققين تنفي ذلك. كان جعجع ببساطة يتمشى في حديقة منزله المحصن. ثمة سور مرتفع يحجب الرؤية عمّا يدور في الحديقة. وفي المكان أيضاً درج غير محمي بالسور، يفصل بين جزءين من الحديقة. ويبلغ طول الثغرة غير المحمية 120 سنتم. واضاف المرجع: "عندما مرّ جعجع على الدرج، أطلقت عليه النار. وعندما سمع الطلقة التي أخطأته، انبطح أرضاً، ولم يكن ثمة لا زهرة ولا وردة ليقطفها". واكد المرجع أن أمراً آخر صرّح به جعجع أو نُقِل عنه ليس صحيحاً: "فبخلاف ما أعلن عن كون الحكيم لم يمارس هواية المشي في هذا الجزء من الحديقة خلال الأسابيع العشرة السابقة للحادثة، ثبت بالتحقيق أن الحكيم كان يتمشى في المكان ذاته بوتيرة شبه يومية".
واشارت الصحيفة الى ان المرجع ذاته لا يفهم أسباب هذا التناقض بين رواية جعجع العلنية ووقائع التحقيق، قبل أن يردها إلى "الارتباك الذي عاشته معراب بعد الحادثة. فعلى سبيل المثال، لم يبلغونا في البداية أن ثمة محاولة لاغتيال جعجع، بل أخبرونا هاتفياً عن وجود إطلاق نار. وبعد وصول الدورية إلى معراب، عرفنا أنها محاولة اغتيال".
وجزم المرجع الأمني بأن المحققين عثروا على 3 مقاذيف لطلقات أثبتت الفحوص البالستية أنها من عيار 12.7 ملم، إحداها أصابت زجاجاً مضاداً للرصاص، فيما أصابت الأخريان الخشب والحائط، وتفصل بينهما 30 سنتم. وفي الاختبار الذي أجرته قوى الأمن الداخلي في حقل المغيثة، أصاب أحد قناصة قوى الأمن الهدف من المسافة ذاتها التي ترجح التحقيقات أن جعجع استُهدف منها (نحو 940 متراً). ولأن تضاريس حقل الرماية وظروفه المناخية مختلفة عن تلك التي في معراب (وادٍ وتلة واختلاف في سرعة الرياح وفي نسبة الرطوبة)، تقرر إجراء تجربة في "ساحة الجريمة"، بعد إعدادها لعدم التسبّب بأضرار إضافية للمبنى، بحسب المرجع ذاته. وجزم الأخير بأن المعطيات الموجودة في حوزة المحققين لا تسمح حتى اليوم بالقول إن ثمة خيطاً يسمح بكشف المسؤولين عن العملية، "إلا إذا كانت داتا الاتصالات المحجوبة عنّا تخبّئ شيئاً ما". وما عُثِر عليه في المكان الذي يُعتقد أن النار أطلقت منه لم يؤدّ إلى الكشف عن خيوط تحقيقية جديدة: "وجدنا قنينة مياه وشادراً للتمويه بلا بصمات، وحاجزان حجريان يسمحان بتمركز القناص خلفهما". وانطلاقاً من وتيرة إطلاق النار، وربطاً بأن بعض أنواع البنادق القناصة تعمل بنحو "نصف أوتوماتيكي"، يُحتَمَل، بحسب المرجع الأمني ذاته، وجود "قنّاصَين اثنين".

0 التعليقات:

إرسال تعليق