الخميس، 26 أبريل 2012

هل عاد جنبلاط من السعودية خالي الوفاض؟

هل عاد رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط خالي الوفاض من زيارته للمملكة السعودية بعدما قيل الكثير عن هذه الزيارة، وما يمكن أن تحقّقه من نتائج تريح الزعيم الجنبلاطي الذي نال الكثير من دعم المملكة معنويّاً وماديّاً ؟
...لكن "حبل الودّ" عاد وانقطع بين الطرفين إثر تأمين زعيم المختارة الغطاء السياسي والنيابي للانقلاب الذي حصل على حكومة الرئيس سعد الحريري، وأدّى إلى تغيير الأكثرية النيابية لصالح قوى الثامن من آذار.
الآن ماذا عن زيارته ولقائه اليتيم مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل؟ هنا ثمّة معلومات مؤكّدة تشير إلى أنّ الزيارة كانت خاصة أكثر ممّا هي زيارة سياسية للمملكة، بمعنى أنّ جنبلاط غادر على متن طائرة النائب نعمة طعمة وبرفقته ومعه نجله تيمور، وأمضيا ليلتين في دارة النائب طعمة في السعودية، واللقاء مع الأمير سعود الفيصل جاء نتيجة اتّصالات سابقة كان أجراها النائب جنبلاط هاتفيّاً مع وزير الخارجية السعودي، في وقت أنّ الملفت كان غياب وزير الأشغال غازي العريضي عن الزيارة، الأمر الذي وضعته أوساط درزية في إطار استياء المملكة من زعيم الإشتراكي وفريقه السياسي، ومنهم الوزير العريضي بسبب الانقلاب على الحكومة الحريرية، والدليل أنّ رئيس "جبهة النضال" ووزراءَه لم يكونوا موضع ترحيب في المملكة في الزيارة الأخيرة على غرار المراحل السابقة، بل إنّ اللقاء مع الفيصل، بحسب المعلومات، جاء على خلفية الموقف المتشدّد لـ"أبو تيمور" من النظام السوري، والذي يتناغم مع موقف الأمير الفيصل، وكونه رئيس الديبلوماسية السعودية فإنّه من الطبيعي أن يلتقي بجنبلاط، بينما الأمر الآخر والأكثر غرابة فيتمثّل بعدم حصول لقاء جنبلاط مع الرئيس سعد الحريري بعدما قيل الكثير بأنّه تحصيل حاصل، وهنا تشير المعلومات إلى أنّ آخر لقاء حصل بين الرجلين كان في تركيا على هامش زيارتهما لأنقرة، وإن كانت منفصلة، إنّما وفي لقاء "على الماشي"إتّفقا على أن يلتقيا في السعودية.
أمّا لماذا لم يحصل هذا اللقاء، فإنّ الأجواء المتوفّرة في هذا الصدد، تفيد بأنّ غضب العاهل السعودي وقيادة المملكة على النائب جنبلاط مستمرّ، وأنّ هنالك خارطة طريق جديدة على رئيس "جبهة النضال" السير بها، أو إذا صحّ التعبير تقديم أوراق اعتماد للمملكة، على غرار ما قام به قبيل زيارته إلى سوريا، وهذه الخارطة تشمل تعهّداً جنبلاطياً بسلسلة عناوين منها انسحابه من الحكومة الحاليّة والعودة إلى قوى الرابع عشر من آذار، والتحالف معها في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وهذا ما ينطبق على الرئيس الحريري، الذي بدوره يرى أنّ ما قام به زعيم المختارة كان السبب الأساس والرئيسي لسقوط حكومته عبر "القمصان السود"، أي أنّه كان بمثابة الغطاء لإنجاح "حزب الله" في هذا الانقلاب، وبالتالي فإنّ الحريري يريد من جنبلاط أيضاً سحب وزرائه من الحكومة الميقاتية ليعود عن الخطأ الذي كانت له تداعيات سلبية دون إملاء أيّ شروط عليه من قبل المملكة والحريري لمعاداة "حزب الله" كونهما يُدركان خصوصيّة الموقف الجنبلاطي ، وتحديداً على مستوى طائفته.
من هنا، لم تؤدِّ هذه الزيارة الجنبلاطية للمملكة إلى أيّ خرق، بل ثمّة انتظار لمواقف رئيس التقدّمي لمعرفة أيّ طريق سيسلك في ظلّ إقفال الكثير من الطرق عليه محلّياً وإقليمياً.
وانطلاقاً ممّا تقدّم، فإنّ الجواب الأوّلي على السؤال المتداول في بيروت، وخصوصاً في أوساط قوى الثامن من آذار، أنّ النائب جنبلاط عاد من الرياض من دون أن ينجح في خرق جدار العتب السعودي عليه، خلافاً لما تسعى قوى 14 آذار في إشاعته عن أنّ العلاقة ما زالت قائمة بين الزعيم الدرزي والقيادة السعودية، ولو أنّها شهدت فترة ركود طويلة حتى الآن.
وكشفت المعلومات أنّ "أبو تيمور" أراد توجيه رسائل عدّة إلى الداخل والخارج، كما إلى فريقي 8 و 14 آذار مفادها أنّه قادر على فتح الأبواب المغلقة في وجهه ولو بعد حين، في عواصم القرار العربية.
*الجمهورية*

0 التعليقات:

إرسال تعليق