الاثنين، 30 أبريل 2012

شهيد المواد المنتهية الصلاحية.. وإهمال المستشفيات

جنوبيات
قبل عام رحل الشاب محمد علي البلولي، ونجا شقيقه باسل وأفراد العائلة، بعد تناول البوظة في أحد المحال في مدينة صيدا، التي تبين أنها فاسدة لأنها منتهية الصلاحية.
وبالمناسبة وجهت عائلتي بلولي وعثمان كلمة جاء فيها: تمر الذكرى الأولى على استشهادك يا محمد، يشتاق إليك القلب والعين التي لم يجف دمعها يوماً، إلى الطلعة البهية والعيون الضاحكة.
نعم نقول استشهادك لأنك كنت شهيد جشع التجار في المخازن الكبرى التي صدّق الناس الآن أنها تبيع المواد المنتهية الصلاحية وحتى البوظة منها..
وشهيد المستشفيات التي تترك مرضى الطوارئ بين أيدي متمرنة ما زالت تسرح وتمرح دون عقاب..
وشهيد القضاء الذي كلما سألنا عن الملف يجيبون أنه تحول إلى نقابة الأطباء، فنسأل بذهول: وهل كان هناك طبيب طوارئ حتى يتحول الملف إلى نقابة؟
نعم.. ونحن أيضاً اليوم نقول الحقيقة بعدما ظهرت كل التقارير التي تثبت أنه لم يكن هناك مواد زراعية سامة ولا غير سامة، كما حاولوا إشاعته، بل هو إهمال طبي مريع.
هل علمت يداهم ماذا فعلوا حين اقتطفوا زهرة شبابك في بداية تفتحها؟
كان لك أحلام مستقبلية وطموح يطال السماء.
كنت من الشباب القلائل الذين ينعم بهم الله على والديهم بصفاتك الكاملة من ذكاء وتهذيب وأدب وصدق، كأن الله أنعم عليك بكل الصفات الرائعة ولم ينعم عليك بطول العمر.
هكذا نعزي أنفسنا أيها الغالي، ولكن ما النفع، فشقيقك باسل الذي صارع الموت أكثر من 3 أشهر ليصحو ويعلم أنه فقد نصفه الآخر، ما زال غير مصدّق، وأما والديك فما زلنا ندعو لهم بالصبر ونعزيهم أن الله اصطفاك في الجنة لكي شفيعاً لهم يوماً.
أما نحن فسوف نبقى ننتظر عدالة السماء، بعدما فقدت العدالة على الأرض، وكلنا إيمان أن الله يُمهل ولا يهمل، وإن عقابه لشديد.

1 التعليقات:

حسبنا الله ونعم الوكيل

إرسال تعليق