الاثنين، 23 أبريل 2012

ما هي كلمة السرّ وراء غفران السعوديّة لجنبلاط وعبر أيّ نافذة وصلت؟

وأخيراً انفرجت في وجه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي قفز فرحاً اثر تلقيه دعوة من الديوان الملكي لزيارة السعودية على قاعدة طلب الغفران من قيادتها التي غضبت عليه كونه لم يلتزم بالعهود التي قطعها لها سابقاً في زياراته للسعودية خصوصاً وأن ثمة جهوداً كبيرة بذلها جنبلاط لاعادة ما انقطع مع المملكة وكان آخرها الاتصال الهاتفي الذي جرى مع وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل وكان الجواب سلبياً حيال طلبه لقاء المسؤولين السعوديين منذ اسابيع ما طرح الكثير من علامات الاستفهام امام المراقبين حيال الظروف والمتغيرات التي دفعت السعودية لاتخاذ قرارها باعادة الخطوط مع المختارة.
أوساط «الحزب التقدمي الاشتراكي» وبعض القياديين الشباب فيه لا يملكون اية معلومات عن المتغير في العلاقة مع السعودية ويؤكدون بأن «ما للحزب لوليد وللحزب وما لوليد لوليد وحده» ما يشير الى ان جنبلاط عبر الى السعودية عبر قنوات عديدة ربما من نافذة باريس لما يملكه من لاعبين يعيشون في الظل هناك ولكن الهدف من الزيارة يبقى مصالحة «تيار المستقبل» لاسيما وأنه في رحلته الى باريس يوم اصطحب النائب مروان حماده معه كون للأخير دالة على الحريري نقل الى جنبلاط «مصالحة الرئيس سعد الحريري شيء وتقاطع موقفيهما من الاحداث السورية شيء آخر» وأن مصالحته لا تتم الا عبر النافذة السعودية وتبقى الاجوبة على نتائج الزيارة معلقة بالشخصيات التي ستلتقي جنبلاط وعما اذا كان سيستقبل من قبل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وترجح الاوساط المواكبة للامور أن جنبلاط لا يزال في بداية الطريق وأن لقاءه بالعاهل السعودي قد يتم في مراحل لاحقة الا اذا كانت القيادة السعودية قد غفرت له كامل خطاياه.
اما حول السبب في اندفاعة جنبلاط نحو المملكة فتقول الاوساط ان مغادرة جنبلاط لفريق 14 آذار كانت على خلفية «مكره أخاك لا بطل» حيث كان يسعى قبل هبوب ما يسمى «الربيع العربي» لاسترضاء القيادة السورية التي لم يوفرها جنبلاط في كافة المناسبات من عملية شتمها وصولاً الى التجريح الشخصي بالرئيس السوري بشار الاسد وما يترتب عليها من نتائج كارثية على صعيد المختارة الى حد أن الامن الشخصي لجنبلاط كان مهدداً وفق رؤيته للامور وكان عليه ان يحمي رأسه مهما بلغت درجة التنازلات وكان له ما اراد الا أن الثقة بينه وبين دمشق بقيت على خط الزلزال من خلال اعطائه حجماً على مستوى مستشاري الرئيس الاسد لا أكثر ولا أقل ولكن مع اندفاعة «الفوضى البناءة» التي اطاحت بالانظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن واجتياحها للساحة السورية اصابت جنبلاط بالصدمة واحس بأنه خدع من الاميركيين مرتين يوم طالبهم بأسقاط نظام دمشق وكان جواب الادارة الاميركية أن واشنطن تريد من النظام أن يغير سلوكه وليست بصدد تغيير النظام وفق تركيبته والمرة الثانية يوم هبت «الثورة السورية» وفاجأته ليطلق مواقف داعمة لها داعياً الدروز في جبل العرب الى عصيان الاوامر العسكرية على اقل تقدير اذا لم يلتحقوا بـ «الثورة» معتبراً أن حلف الاقليات يشكل مقتلاً لهم، اما السبب الثاني للجهد الجنبلاطي لترميم جسوره مع المملكة فتعود الى الانتخابات النيابية القادمة التي باتت على مرمى عام من الآن وهو بحاجة لرسم صورة تحالفاته مع «تيار المستقبل» خصوصاً وأن الاقليم يمثل صوتاً سنياً وازناً على الرقعة ويبقى السؤال هل يعود جنبلاط الى فريق 14 آذار وما هي ردة فعل الموالاة الراهنة حيال ذلك لاسيما وان العلاقة بينه وبين «حزب الله» يربطها خيط واه وأن انقطاعه قد يشكل مأزقاً لزعيم المختارة وهو ليس مستعداً لزيادة مآزقه على صعيده الشخصي وعلى صعيد طائفته بعد أحداث 7 أيارالتي فجرها اصرار جنبلاط على استهداف سلاح الاشارة لدى المقاومة وتقول الاوساط ان جنبلاط اذا نجح بترميم علاقته مع «تيار المستقبل» لن ينضوي تحت سقف فريق 14آذار بل سيعمل على رسم نمط من التوازنات يبقيه في الوسط فيعطي لـ8 آذار ما لـ8 آذار وما لـ14 آذار لـ14 آذار فهل ينجح في جمع الماء والنار في قبضة واحدة أم انه مهدد بالحريق أو الغريق اذا انفجر الطوفان؟.
*الديار*

0 التعليقات:

إرسال تعليق