الثلاثاء، 24 أبريل 2012

النواب اللبنانيون...مثل "الشاطرين" وقفوا بالصف

مثل "الشاطرين"، واسوة بكل المواطنين الفرنسيين المقيمين في لبنان، ومن دون تدفيش ومرافقين، وقف نواب لبنانيون من حملة الجنسية الفرنسية وجواز السفر الاوروبي، بالصف في انتظار دورهم للاقتراع في الدورة الاولى التمهيدية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الاحد في المعهد الفرنسي قرب المتحف، ومدرسة الليسيه الفرنسية في منطقة الاشرفية.
عدد النواب اللبنانيين من حملة الجنسية الفرنسية كبير، ويمكنهم ان يشكلوا مثلاً "رابطة النواب الفرنسيين في مجلس النواب اللبناني"، علماً ان المعروفين منهم نحو 15 نائباً، عدا عن حملة جنسيات الدول الاخرى في الاتحاد الاوربي. لكنهم، جميعاً، سواء امام القانون الفرنسي وامام صندوقة الانتخاب، اكانت في بيروت ام على الاراضي الفرنسية، حيث "لا كبير ولا صغير على القانون" ولا شفاعة لأي انسان سوى بمقدار التزامه الانظمة المرعية الاجراء. وهكذا تسلم هؤلاء النواب انفسهم من السفارة الفرنسية، وفي ما يصلح لأن يكون نموذجاً يعتمدونه في الانتخابات النيابية اللبنانية، ملفاً كاملاً عن كل المرشحين للرئاسة الفرنسية تضمن برامجهم المستقبلية وصورهم، مع نبذة شخصية، اضافة الى اوراق انتخابية تحتوى اسماء المرشحين كلا على ورقة منفصلة للاختيار من بينها. النائب والوزير السابق مروان حماده يرى في التحضيرات التي سبقت الانتخابات، وشملت كل الفرنسيين المقيمين في لبنان والمسجلين لدى القنصلية الفرنسية، سواء لجهة تعداد اسماء او الاتصال بالناخبين الفرنسيين في لبنان، نموذجاً او آلية يجب اعتمادها او اقتباسها من الخارجية اللبنانية عند البحث في انتخاب اللبنانيين المقيمين في الخارج والسماح لهم بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة.
شاركت غالبية النواب اللبنانيين من حملة الجنسية الفرنسية في انتخابات الاحد، ومنهم فريد مكاري، مروان حماده، سيمون ابي رميا، ألان عون، فؤاد السعد، هنري حلو وغيرهم كثر. والمفارقة الكبرى ان النواب الموزعين ما بين اقصى يمين 14 آذار و اقصى يمين 8 آذار قاربوا ملف الانتخابات الرئاسية الفرنسية من زاوية واحدة، وسبحان مغير الاحوال الذي وحد كلمة النواب "فرنسياً" والذين تساجلوا وتقاذفوا الاتهامات والهجمات الاعلامية قبل يومين فقط من موعد هذه الانتخابات عادوا ليقترعوا بغالبيتهم وبما يشبه الاتفاق الضمني، للمرشح الرئيس نيكولا ساركوزي، رغم رفضهم جميعاً الاعلان عمن اقترعوا له. النائب الوحيد الذي يمكن القول عن اتجاهه الانتخابي كان سيمون ابي رميا، الذي تعمل زوجته فابيان ابي رميا في الماكينة الانتخابية لمرشح "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الرئيس ساركوزي.
النائب ألان عون اقترع بدوره، واختياره تم استناداً الى معيار "الافضل لفرنسا" على ما قال، وبرأيه ان السياسة الخارجية الفرنسية لا تتغير والمسألة تتصل بالسياسة الداخلية فقط.
اما النائب فؤاد السعد فلا يعلن اسم مرشحه الرئاسي، لكنه يؤكد انه اقترع بدافع من المصلحتين الفرنسية واللبنانية، آخذاً في الاعتبار موقف المرشحين من السياسة اللبنانية والخط التاريخي والسياسي والعقائدي لكل مرشح فرنسي ومقدار ارتباطه بالمصلحة اللبنانية. ورغم تكتم السعد على اسم مرشحه المفضل الا انه يشير الى موقف ساركوزي من الوضع السوري، ويفسر تالياً اسباب التقاطع ما بين نواب 8 و 14 اذار على تأييد ساركوزي، بأن لكل منهم معاييره المختلفة ورؤيته للامور. وعن مرشحه الى الدورة الثانية يشرح السعد انه لم يقرر بعد، وسيستمع الى تصريحات كل من هولاند وساركوزي والتفاصيل التي سيعرضون لها في مختلف المسائل لكي يقرر موقفه.
النائب هنري حلو شارك في الاقتراع مع زوجته وافراد عائلته، والتزامه مضاعف بالمشاركة في الانتخابات، لأن زوجته فرنسية الاصل وهي تتفاعل مع عائلتها في هذا الموضوع، وتالياً لا بد من المشاركة. اما المعايير التي يعتمدها في خياره الانتخابي فتشكل مزيجاً من الرغبة في التغيير في فرنسا واعادة ترميم الوضع الاقتصادي في اوروبا بعد الازمة التي ضربتها وخصوصاً في اليونان.
النائب مروان حماده لا يعلن اسم مرشحه، لكن المكتوب يقرأ من عنوانه، وهو اختار من يعتبره الاقرب الى الدفاع عن لبنان وحريته، واستطراداً من يقترب من الموقف العربي الجامع. وبرأيه ان الجولة الاولى هي "فشة خلق" لدى الفرنسيين بالتعابير اللبنانية، لكن الجولة الثانية هي الفاصلة. وبالنسبة الى حماده فان اهم ما في الاقتراع في بيروت هي الخلاصات التي يتوصل اليها المرء ومنها: التنظيم الدقيق (اقتراع المرء خلال 30 ثانية فقط)، والتواصل ما بين البعثة الفرنسية ومواطنيها في لبنان استعداداً للانتخابات، ما يشكل، برأيه، درساً لوزارة الخارجية اللبنانية كي تسمح للانتشار اللبناني بالمشاركة في الانتخابات بكل جدية وفاعلية.
النائب عاطف مجدلاني لم يشارك، لكنه شجع "مواطنيه الفرنسيين" على المشاركة، وهو يعد بأنه سيشارك في الدورة الثانية الحاسمة.
*النهار*

0 التعليقات:

إرسال تعليق