الأربعاء، 18 أبريل 2012

"المبارزات النيابية" انطلقت.. و"حزب الله" يتصل بالمعارضة السورية!

 التقرير اليومي - خاص النشرة
تماماً كما ذكر "التقرير اليومي" بالأمس، شكّلت جلسات مناقشة الأداء الحكومي التي انطلقت من مجلس النواب بالأمس مناسبة لـ"المبارزات النيابية" التي لا تتخطى مبدأ "الثرثرة" وصولاً حتى "الفلسفة"، ونقطة على السطر.
فإذا كان رئيس الحكومة قد استبق "مساءلته" بحديث عن "إنجازات" بدا هو نفسه غير مقتنع بها، فإنّ الحلقة الأولى من المسلسل "الشيّق" لم تحمل أيّ "مفاجآت مدوّية": سجال "يتيم"، ارتفعت فيه الأصوات نشب بين نواب "التغيير والإصلاح" والنائب مروان حمادة ودخل على خطه النائب أكرم شهيّب على خلفية موضوع محطة الباروك الذي لا علاقة له بموضوع الجلسة، خرق "الجمود" الذي سيطر على مجمل الجلسة، لتبدو الإضرابات المرتقبة أهمّ وأخطر على الحكومة من "مساءلة" من يفترض بهم أن يهدّدوها بـ"الإسقاط".
وسط كلّ ذلك، بقي الملف السوري على حاله مع بدء المراقبين السوريين لعملهم داخل الأراضي السورية، في وقت برز ما كشفه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي شكّل "المفاجأة" بإطلالته غير المتوقّعة مع مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج عبر قناة "روسيا اليوم"، عن أنّ حزبه اتصل بجهات في المعارضة السورية لإقناعها بالحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أنّها رفضت.

 
موضوع الباروك "كهرب" الجلسة..
كما كان متوقعا، انطلقت جلسة مناقشة الأداء الحكومي عند العاشرة والنصف صباحاً، ليبدأ "ممثلو الشعب" استعراض "عضلاتهم الكلامية" الواحد تلو الآخر، مباشرة بعد كلمة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي حاول فيها الحديث عن "إنجازات" حكومته التي اختصرها بسياسة "النأي بالنفس" المثيرة للجدل وما أحدثته من "استقرار" على الصعيد العام. وبعد كلمة رئيس الحكومة، كرّت سبحة نواب المعارضة الذين دعوا الرجل للاستقالة، أو لـ"التخلّص من العبء الثقيل" على حدّ تعبير نائب "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا، وقد اعترض هؤلاء النواب خصوصاً على نأي الحكومة بنفسها عن واجباتها تجاه مواطنيها كما قالوا، قارئين في ذلك "فضيحة الفضائح"، كما قال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري. أما الردود عليهم فتحدّثت عن "إرث ثقيل"، وهي الكلمة التي اعتمدها عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا وغيره من النواب الذين اختاروا "مؤازرة"" الحكومة باعتبار أنها تتحمّل مسؤولية ما جنته أيدي الآخرين ممّن باتوا اليوم "يحاضرون في العفّة".
وإذا كانت "الرتابة" قد سيطرت على مجريات الجلسة عموماً، فإنّ سجالاً واحداً استطاع خرق هذه "الرتابة" وقد تسبّب به النائب مروان حمادة عندما أثار ملف محطة الباروك رداً على كلام النائب إميل رحمة فقال أنّ أصحاب هذه المحطة عونيّون ولديهم شريك في "حزب الله"، وهو ما أثار نواب "التغيير والإصلاح" أولاً الذين دخلوا في سجال "حاد" مع النائب حمادة دخل على خطه النائب أكرم شهيّب، و"حزب الله" ثانياً الذي اختصر النائب نوار الساحلي موقفه بقول أن لا علاقة للحزب بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد.


حزب الله والمعارضة السورية..
وفيما كان مجلس النواب يشهد المبارزات النيابية بجو سيطرت عليه "الرتابة"، كانت إطلالة "مفاجئة" و"غير متوقعة" للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كضيف أول لمؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج ضمن برنامجه الجديد "عالم الغد" عبر قناة "روسيا اليوم". وقد استفاض السيد نصرالله، في إطلالته هذه، في الحديث عن الملف السوري، حيث دافع عن نظام الرئيس بشار الأسد "الممانع والمقاوم"، كاشفاً أن لمس شخصياً استعداد الرئيس الأسد للقيام بإصلاحات جذرية، ولكنّه ألمح إلى أنّ المعارضة هي التي لم تتجاوب معه، معلناً في هذا الإطار للمرة الأولى أنّ "حزب الله" أجرى اتصالات مع جهات في المعارضة السورية في محاولة لإقناعها بمبدأ الحوار مع النظام، ولكنّ هذه الجهات هي التي رفضت ذلك.
وفي الملف السوري أيضاً، لم تحمل الساعات الماضية أيّ جديد وإن سُجّل تراجع نوعي لأحداث العنف تزامناً مع وصول المراقبين الدوليين إلى الداخل السوري، في وقت علن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عشية تقديمه اقتراحاً إلى مجلس الأمن الدولي لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، انه اقترح على الاتحاد الأوروبي تقديم مروحيات أو طائرات لبعثة مراقبة وقف إطلاق النار المقبلة في البلاد، مكرراً دعوته الحكومة السورية إلى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الأجانب في سوريا.
على الصعيد الدبلوماسي، بدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم زيارة رسمية إلى الصين بعد أخرى مماثلة إلى روسيا، حيث يتوقع أن يلتقي كبار المسؤولين الصينيين وفي مقدّمهم نظيره الصيني يانغ جيتشي. وفيما برز خلال الساعات الماضية اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لعدد من الدول بالعمل على إفشال خطة انان، أعلنت الخارجية الروسية أنّ العلاقات مع قطر لا تزال على مستواها "المتدنّي".

 
كلمة أخيرة..
بعد نهار "ماراتوني" من المناقشات التي لا تقدّم ولا تؤخر، تمنى رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الكتل النيابي "تقليص" عدد طالبي الكلام، بعد أن تخطى العدد الحدود المعقولة.
لكنّ هذا الطلب سيصطدم على الأرجح برفض "ممثلي الشعب" الذين لن يفوّتوا هذه الفرصة ليذكّروا الشعب بوجودهم وفق قاعدة: "أنا أتكلم.. إذاً أنا موجود"، وما على الشعب إلا أن يفتخر بـ"ممثلين" قادرين على الكلام والمزايدة، ونقطة على السطر!

0 التعليقات:

إرسال تعليق