السبت، 19 مايو 2012

ما حكايةُ بان كي مون ومونيكا سيف اللبنانية؟

هي ليست قصّة شبيهةً بفضيحة بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، فالأمين العام للأمم المتحدة، كوري المنشأ، لم يفعل شيئاً وكذلك مونيكا، ابنة جبيل الطموحة... الإنترنت فعلها بهما.

ما الحكاية؟ ولماذا علت صرخة الفتاة وذويها؟ وما الفارق بين صرخةِ مونيكا وصرخات اللبنانيين التي تعلو أواخر كلّ شهر؟

لم يُسعِفها
حكايتان يرسم الإنترنت في لبنان، أو بالأحرى في بعض مناطقه كي لا نظلم القيّمين على القطاع، فصولهما: الأولى يضعها أبطالُها في خانة الفضيحة، والثانية يتفاجأ بها اللبنانيون.
يوم اختارت الأمم المتحدة مونيكا سيف لتكون واحدةً من ستّ فتياتٍ حول العالم في دردشةٍ خاصّةٍ مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لم تكن الفتاة التي غمر الفخر ذويها على علمٍ بأنها لن تجريَ تلك المحادثة عبر "سكايب". لماذا؟ ليس لأن بان كي مون بدّل رأيه بحث ملفٍ جوهريٍّ مع اللبنانية لا بل العربية الوحيدة في حلقة النقاش والتي كان من المفترض أن تتناول ملف "مقاربة الأمم المتحدة للإرهاب"، بل لأن الإنترنت لم يُسعِفها.

الخيبة الكبرى...
ماذا حصل في تلك الليلة؟ حسبما تروي والدة الفتاة، كان من المفترض أن تكون على رابط "سكايب" مع بان كي مون في تمام الساعة العاشرة والنصف مساءً، وعندما حلّ الموعد تفاجأت الفتاة التي تقطن جبيْل بغياب الإرسال في منزلها، فهرعت وأسرتها على عتبة دقائق من انطلاق المحادثة الى مقهى للإنترنت علها تجد ضالّتها، وهناك حصل ما لم يكن متوقعاً أيضًا: لا إرسال. وفيما كان بعض أفراد الأسرة يحاولون التقاط الإرسال المتقطّع تارةً والغائب طوراً، مرّ الوقت ومعه الفرصة التي مُنِحت لتلميذة الجامعة الأميركية. أما الخيبة الكبرى التي تتحدّث عنها والدتُها فتجلّت في ما علمته العائلة بعد دقائق ومفادُه أن فتاةً من الخمس الباقيات طرحت ملفها على بان كي مون والمحزن أنها من زامبيا... "زامبيا أفضل منا" هي الحسرة التي تتحدّث عنها الوالدة في بلد الحضارة والرقي والتقدّم والمواكبة التكنولوجية.

الحقيقة...
ومن قصّة مونيكا الى بعض اللبنانيّين الذين يتحدّثون عن فواتير جنونية ليس سببُها الوزارة التي سعت جاهدة الى خفض التسعيرة، بل عدم وعي مستخدمي الإنترنت الى أن زيادة السرعة تكبّدهم بطريقةٍ غير مباشرةٍ كلفةً أعلى، خصوصًا أن تلك السرعة تجعلهم يستخدمون الإنترنت بشكل أكبر مما كانت عليه الحال في وقتٍ لاحقٍ يوم كان تنزيل إحدى الأغاني أو البرامج يحتاج الى وقتٍ طويل، أما اليوم وقد غدت السرعة مفتوحة فبات الاستخدامُ أكثر كثافةً لا سيّما إذا كان صاحب الإشتراك لم يحدّد سقفاً لإنفاقه. ويحمل هؤلاء، من دون أن يفهموا حقيقة ما جرى، على بعض المعنيين عدم حمل لواء الشرح للبنانيين بأن زيادة السرعة تعني مزيداً من الاستخدام أي مزيداً من الأكلاف، رغم يقينهم بأن الوزارة والقيمين على القطاع غير قادرين على تحديد سقف الناس إن كانوا هم أنفسهم غير قادرين على ضبط وتيرة الاستخدام وحجمه. ولكن الواقع ليس كذلك فعلا، إذ إن زيادة السرعة رافقتها زيادة القدرة الاستخدامية للتنزيل والتحميل بالكلفة نفسها.

"صدّقنا بتصير أسرع"
الشكوى التي يتحدّث عنها بعضُ الموظفين الذين يستمعون الى شكاوى الناس تقابلُها شريحةٌ أخرى تتفهّم واقع ما بلغه الإنترنت في لبنان، لا بل أبعد من ذلك ترفض "النقّ" على المستوى المادي بذريعة أن الوزارة اضطلعت بمجهودٍ جبّار لخفض الكلفة وتعزيز النوعية والسرعة. "نحنا صدّقنا بتصير الإنترنت أسرع. كل واحد يعمل حدود لصرفو" يقول بعضهم. وإذا كان اللبنانيون بدأوا أقله يتلمّسون واقعيْن جليّيْن: زيادة السرعة وانخفاض الكلفة، فإن أهل الكثير من القرى النائية ما زالوا ينتظرون أن يشتمّوا رائحة الإنترنت ولو بشكل بطيءٍ، وهذا ما تسعى اليه الوزارة من خلال مشاريع مستقبلية جمّة.
المصدر:البلد| التاريخ:5/19/2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق