الأربعاء، 23 مايو 2012

لماذا تريد الرياض نقل عسيري من لبنان؟

الخميس 24 أيار 2012    ناصر شرارة - "الاخبار"
        تتجّه الرياض الى استبدال سفيرها في بيروت. يبدو أن علي عواض عسيري أدّى ما جاء من أجله في استنهاض القوى السلفية، وبات على شخصية أخرى استثمار ذلك. زرعت المملكة سلفيّة في لبنان وآن وقت الحصاد
 
منذ نحو ثلاثة أيام، تتردد في كواليس سياسية لبنانية وثيقة الصلة بالرياض معلومة، توجد نسبة عالية من تأكيد صحتها، تفيد بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز يتجه جدياً إلى نقل سفير السعودية في لبنان علي العسيري من بيروت ليشغل منصب سفير المملكة في اليمن. وبموازاة هذه المعلومة، توجد معلومة أخرى من بيئة خليجية مطلة على كواليس السياسة السعودية تؤكّد أن قرار نقل العسيري اتخذ فعلاً، لكن توقيت إعلانه يجري الاستمهال في شأنه لبعض الوقت.
وعن خلفيات هذا القرار، سواء خرج إلى الورق الملكي أو لا يزال موضع تفكير، تروي مصادر خليجية قصة أسبابه المركبة على النحو الآتي:
من ناحية الشكل، ينسجم قرار النقل مع سياسة الترتيبات الدبلوماسية التي تجريها الخارجية السعودية منذ فترة، وفق خطة لإعادة مراجعة انتشار دبلوماسييها، وذلك إثر تكرر حوادث الاغتيال التي تعرض لها أخيراً موظفون في سفاراتها في غير منطقة من العالم.
وبحسب هذه المصادر، سينقل عسيري من بيروت إلى اليمن، نظراً إلى أن اختصاصه بالإرهاب والمجموعات الأصولية التكفيرية يتناسب مع الأوضاع المستجدة في هذا البلد الذي بات يمثّل موضع قلق متزايد للرياض، بسبب تعاظم نشاط تنظيم القاعدة في أراضيه المجاورة لها. كذلك يُنظَر إلى عسيري داخل السلك الدبلوماسي السعودي على أنه خبير بالتعاطي مع الأصوليات الإسلامية، مكافحةً واحتواءً، بأكثر مما ينظر إليه كدبلوماسي محنك. ومعروف أن عسيري، قبل تعيينه سفيراً في لبنان، كان يشغل منصب سفير بلده في باكستان، وذاع صيته حينها بأنه «لا يضاهيه نفوذاً في ذاك البلد إلا سفير الولايات المتحدة». وطوال فترة عمله في باكستان، كان يطلق عليه لقب «الثعلب السعودي»؛ إذ حقّق اختراقات جوهرية داخل البيئة الإسلامية للقاعدة. وعندما عُيّن سفيراً في لبنان، حدث انقسام في شأن النظرة إلى أسباب تعيينه بدلاً من عبد العزيز خوجة. وتردد في أوساط خليجية آنذاك أن مهمته في بلد الأرز لن تكون دبلوماسية أو سياسية، بل أمنية تتمثل بإنشاء صلات مع الحالة السلفية في لبنان ومواكبة عملية استنهاضها خلف الكواليس لتكون البديل القادر على خلق «توازن رعب» سُني في لبنان، في وجه حزب الله.
ويقول أصحاب هذا الرأي إن ما بدا ضعفاً دبلوماسياً للعسيري في لبنان، لا يعود إلى غياب مقدراته، بل لأنه واجه صعوبات في إثبات حضوره الدبلوماسي بين الطبقة السياسية اللبنانية، نتيجة ما شهدته تلك المرحلة من خلافات بين أمراء السعودية الأساسيين على تشخيص الأسلوب الأسلم للتعاطي مع لبنان، بعد مرحلة السابع من أيار عام

0 التعليقات:

إرسال تعليق