الخميس، 17 مايو 2012

ما لم يقله مراسلو المحطات عن حوادث طرابلس

استدعت حوادث طرابلس تغطية اعلامية واسعة، شحذ من اجلها الجميع الهمم وانطلقوا نحو الشمال. مراسلون ومصوّرون ينقلون بالصوت والصورة أزيز رصاص لا يخيفهم، ولا دوي قنابل المولوتوف على “خطوط التماس”. يعرفون ان لا قانون يحميهم، ولا نقابة تضمن سلامتهم، لكنهم لا يترددون. أمام الكاميرا تظهر صلابتهم في نقل الخبر، أما تحت الهواء، فحكاية ومغامرة أمنية، لا يعرفها المُشاهد. اليكم ما لم يقله مراسلو حوادث الشمال…
الطرق بين باب التبانة وجبل محسن مقفلة. سيارات المراسلين مرصوفة قبل “دوار الملولة”. تجتاز مراسلة الـ LBCI هدى شديد الحواجز وتدخل “التبانة” وهي تشتعل. ليست المرة الأولى تغطي فيها حوادث الشمال. وتقول ان كاميرا LBCI كانت الوحيدة التي دخلت باب التبانة الأحد الفائت. تعترف بأنها ما كانت لتؤدي مهمتها الميدانية بهذه الجرأة لولا مساعدة شبان المنطقة الذين سهّلوا طريقها وقبول زميلها المصوّر طوني كيروللوس المغامرة، مؤكدة نقل الصورة بموضوعية وتوازن بين أطراف النزاع، مما تطلّب اتصالات دائمة بالمسؤولين في المنطقتين لإحاطة الجمهور بالحدث كاملاً. أما أكثر ما فاجأها بل أصابها بالذهول، فمصادفتها ولدا مسلّحا ببارودة على حجمه، وحديثها معه. وحصد المشهد نحو 18 ألف مشاهد على موقع LBCI الالكتروني.
تميّزت قناة “الجديد” بالنسبة الى مراسلها مالك الشريف بسرعتها في نقل الخبر. وهو أيضاً خَبِر تغطية حوادث طرابلس. ويقول ان مشاعره كاد ان يعتريها الجماد لكثرة ما شاهد من اشتباكات عبثية بين أبناء الشمال. أهم ما في عمل المراسل الميداني، في رأيه إيصال المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب “وهذا ما حرصنا عليه”. يؤكد ان المحطة لا توجه مراسليها لتهميش طرف على حساب آخر “وإذا كان العمل بغالبيته تركز على باب التبانة فلاستحالة الوصول الى جبل محسن”. يعود الى حادثة مقتل زميله علي شعبان. ويذكر بأن دمه لما يبرد، “مما يجعلنا أكثر حذراً خلال تغطية الاشتباكات”، ورغم كل ذلك “غطينا كل جوانب الخبر بصدقية”. يتفهّم مالك حرب الكبار، ومتاريس السياسيين، أما ان يرى أولاداً يتشرّبون الحرب ويعتادون حمل السلاح “فهذا أفجع ما عرفته الانسانية”، متمنياً ان يصل الاعلام الى يوم يغطي فيه حاجات الشمال الانمائية، لا صراعاته الضيقة.
المعركة بالنسبة الى مراسل MTV جوني طانيوس غالباً ما تكون تفاصيلها متوقَّعة. لا مفاجآت تعتريها، وأكثر ما آلمه مشهد النساء والأولاد يهربون بالشاحنات تحت الرصاص. يقول إن نقل آراء الناس وانطباعاتهم ميّز تغطية الـ MTV. وينفي أي تدخل من إدارة المحطة للتعتيم على طرف ودعم طرف آخر. وعن مدى التحليل وإبداء الرأي في الرسائل الصحافية والتقارير الاخبارية، قال: “الناس حللوا وأبدوا آراءهم، أما نحن، فكنا لهم المنبر”، مبدياً أسفه لما لمسه من احتقان في الشارع، ورغبة عارمة في الاقتتال.
لم يبخس مراسل “المنار” فادي منصور حق فاعليات التبانة في دعم الصحافيين، الى اي جهة انتموا. أُصيبت ابنته برصاص قنص، ولم يستطع اسعافها لأن ضرورات المهنة فرضت عليه ان يكون في مكان آخر ينقل الخبر. لم يلق اللوم على أحد، لأن “الاشتباكات كانت في كل طرابلس”. وعما إذا أثرت هذه الحادثة في موضوعيته، أجاب: “انا ابن المنطقة، مسؤوليتي المهنية مضاعفة، وأي خطأ لن يمر وكأنه لم يكن”، مضيفاً ان الجميع يعرفون انه مراسل “المنار”، ورغم هذا يشعر بكل حريته في مدينته. وينفي ان تكون المحطة أملت عليه التوجيهات، مؤكداً حرصه على استقاء مصادر المعلومات من الطرفين، لتكتمل عناصر الصورة امام المشاهد، بلا زيادة ولا نقصان.
المصدر: النهار

0 التعليقات:

إرسال تعليق