الأربعاء، 23 مايو 2012

تسوية سياسية مقابل إطلاق المولوي وهذا هو المستفيد الأول!

ماذا بقي من هيبة الدولة ومصداقيتها بعد الإفراج عن شادي المولوي؟
بهذا السؤال توجه أكثري بارز جداً للسياسيين اللبنانيين وقال بأن "هذا الاستخفاف والتصرف بشكل موضعي سوف ينعكس سلباً على معنويات الأجهزة الأمنية التي اصبحت مكشوفة سياسياً و"مكسر عصا" لا سيما بعد أن أثبتت الدولة أنها لا تستجيب الا للضغط مبررة بذلك لأية مجموعة هذه المنهجية بالاعتصام وتحريك الشارع للمطالبة باطلاق سراح اي موقوف سواءا كان متهماً أو بريئاً، بحيث سيصبح أمن المواطنين في خطر لأن أي توقيف ستجريه الأجهزة الامنية سيحسب له الف حساب".
وأضاف السياسي في تصريح لـ"اللواء" أن "الإفراج عن المولوي لم يتم لانه لا ينتمي لتنظيم "القاعدة" او لانه بريء مما اقر به بلسانه بل نتيجة تسوية سياسية جرت نتيجة الضغوطات الداخلية والخارجية التي مورست ونتيجة لحادثة الشيخ أحمد عبد الواحد مما جعل اطلاقه كثمن مقابل امتصاص غضب الشارع وتهدئة الخواطر، ومما يبدو فان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو المستفيد الأول مما جرى".
ورأى السياسي "أن صورة المشهد اللبناني المستجد بعد حوادث بيروت والشمال سلبية، حيث أثبتت التطورات أن هناك فئة تريد حقيقة تحويل طرابلس الى منطقة عازلة وتسعى الى ان تفرض ذلك كأمر واقع، وهذا نذير شؤم لان من يريد ان يأخذ الشمال الى منطقة خارجة عن سلطة الدولة لا يدرك تماماً العواقب المترتبة على هكذا نقلة ستجعل مصير الشمال والشماليين ومعهم مصير لبنان في عين العاصفة التي تهب على المنطقة وتحديداً سوريا والتي يراد ان يُضم لبنان اليها".
ولئن كان الأميركيون والغرب يريدون الهدوء للبنان وتركه واحة أمان في ظل المتغيرات العربية، الا ان هناك بعض العرب في رأي السياسي الأكثري من الذين يباشرون العداء لسوريا مصرين على تحويل الشمال الى ساحة مفتوحة لدعم المسلحين في سوريا بغض النظر اذا ما كانت هذه المنطقة سوف تشكل جاذباً لكل انواع التنظيمات وعلى رأسها "القاعدة" لتستوطن فيها مما ينقل الأزمة في لبنان من مستوى الى آخر، وليزج حينها بالبلد في اتون "القاعدة" التي لا بد أن تباشر عملها على قاعدة وجودها اي ان تبدأ بالتدخل في القضايا اللبنانية الداخلية وتحاول ان تنتصر لفئة على فئة وهنا يقع المحظور الذي حاول اللبنانيون الابتعاد عنه منذ سنوات.
والمشكلة هنا وفق السياسي البارز أن البعض لم يعد يرى أبعد من مصالحه الذاتية والمباشرة ولذا نرى التحالف الهجين بين بعض القوى ممن أسماها "اصحاب الياقات البيضاء" تتحالف مع العشوائيات وتتغذى على التعصب والارتباط بمشروع "القاعدة" دون ان يكونوا في الضرورة من اتباعها المباشرين، ظناً من هذا الفريق انه يستفيد من هؤلاء ويوظفهم في مشاريعه بينما من غير المعروف من يحاسب من؟ ومن يستفيد ويكبر على حساب من؟ ولعل جزءا من هذه الاجابات اكتشفها الجميع في احداث طرابلس بعد أن بدت واضحة الأمرة لمن في تلك الشوارع.
ويترافق ذلك وفقاً للسياسي الأكثري مع محاولات حثيثة لهدم جو الممانعة لهذا المناخ في الدولة من خلال فرض الامر الواقع عبر الضغط على الجيش في الشمال لحثه على عدم التعرض لعمليات تهريب الاسلحة والمسلحين وصولاً الى مهاجمته بعد حادثة الشيخ عبد الواحد وبينهما موضوع شادي المولوي لتبدو الصورة وكأن هناك من يريد أن يرسم معادلة جديدة للوضع الداخلي تقوم على منع الجيش من التدخل مع المسلحين في الشمال على أن يصبح وجوده رمزياً وشاهد زور.
ومن ناحية أخرى وتعليقاً على الاحداث الامنية في بيروت، أشار السياسي الى ان أجواء بيروت بدت في صيغتها الاولية كتجربة لمسلحي تيار "المستقبل" لما يمكن ان يقوموا به في المرحلة المقبلة، ذلك ان الهجوم على مكتب التيار العربي يقع في خانة تنظيف البيت الداخلي ومنع الصوت الآخر ومحاولة ارسال الرسائل بانهم اصبحوا جاهزين عسكريا وانهم جزء لا يتجزأ مما يجري في الشمال لذا فان المعركة بحسب الأكثري لم تكن عسكرية ولا قطع الطرقات عفوياً انما مخطط له وأُريد منه توجيه رسائل في كافة الاتجاهات.
ولفت السياسي الى ان التعاطي المستخف مع سلاح العاصمة والمعركة التي جرت وخلفت قتلى وجرحى والسكوت عنها، والاستخفاف بعدها بعقول الناس من خلال القول أن الاهالي قد خاضوها وتكذيب الكذبة وتصديقها أمر مستغرب جداً لا سيما بعد أن أصبح السلاح برأي بعض السياسيين نظيفاً ومشرعاً وواجباً ولازماً لبيروت وهذا ما بات منزلقاً حقيقياً، ذلك أن نشوة النصر والقوة المصطنعة التي يشعر بها هؤلاء وعدم وجود ادانة كافية لردع هكذا اعمال سوف تشجع على التكرار والتوسع وسوف تقود الوضع رويداً رويداً الى انفجارات محلية وهذا ما لا يدركه هؤلاء الذين يريدون الحصول على السلطة بأي ثمن سواءا من خلال التجييش المذهبي أو استعمال السلاح وحتى بخراب البلد.
وبالتالي فإننا اذا اعدنا اجمالي الصورة وربط الامور ببعضها نجد أن ما يجري هو سياق متصل ومخيف في آن وهنا السؤال: هل سيفكر هؤلاء بشكل موضوعي وجاد لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين ويعيدون توجيه البوصلة أم أنهم سيستمرون في نفخ نار الفتنة ليشهدوا الحريق الكبير.
وعن موقف الأكثرية مما جرى من أحداث أمنية متنقلة بين الشمال وبيروت، أكد السياسي أن الاكثرية راقبت وتراقب المشهد عن كثب وعلى الرغم من مأساويته الا أنها ضمنياً مرتاحة لأن خصومها من الطرف الاخر أسقطوا كل الصورة التي بنوها عن أنفسهم دون ان تبذل الاكثرية أي جهد لذلك مضيفاً أن "14 آذار" وبما قامت وتقوم به باتت مثل النار تأكل نفسها بنفسها.
أما عن المطالبة باسقاط الحكومة فجزم السياسي البارز أن هذا المطلب أولوية ظرفية والجميع يدرك جيداً أن اسقاطها يعني اسقاط البلد مستدركاً بالقول أن الفريق الآخر يعلم جيداً أن مطلب اسقاط الحكومة ليس مطلباً خارجياً أو وارداً على أجندة أي دولة عربية أو اقليمية وغربية.
"اللواء"

0 التعليقات:

إرسال تعليق