الأحد، 19 فبراير 2012

نواف الموسوي: لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها ولبنان لم يعد ساحة مفتوحة لنزهة عسكرية اسرائيلية

شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي على "وجوب العمل لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها، وعلى السعي للوصول إلى عقد اتفاقيات تتجاوز ما تتجه الحكومة للقيام به إلى أبعد من ذلك".

ولفت الموسوي خلال لقاء سياسي في بلدة الحوش- صور، إلى "أنه في أي عملية سياسية، لا بد من أن نشهد ما نشهده من تجاذب وعلاقة تتأرجح أحيانا بين التوافق والاختلاف، وأن هذا الفريق السياسي الذي تمكن من تخليص لبنان من الفتنة التي كانت تتدبر له ونجح بتشكيل ائتلاف حكومي، مطالب اليوم بأن يجعل تجربته ناجحة ومؤسسة لتجربة ائتلافية دائمة".

واعتبر "أنه طالما أننا متفقون على أن هذه الحكومة جنبت لبنان مخاطر الفتنة واللااستقرار، فمن المنطقي والمشروع التفكير بهذه الطريقة حتى في ظل وجود عقبات لإزالتها"، معتبرا "أن مدخلها يكون بالإقرار المتبادل بالحقوق التي هي لكل مكون من مكوناتها، وبالمصالح التي نرغب في أن تكون مصالح مشتركة في أي موضوع من الموضوعات التي تتصدى الحكومة للقيام بها".

وقال: "أن اللهجة العالية التي نسمعها تنم عن حقد القلوب لدى مجموعة أرغمت على مغادرة الحكم، ولا تعرف العودة إليه سوى بانتظار سقوط النظام السوري وبناء مجدها على وهم هذا السقوط"، ورأى "أن هذا الوهم بلغ أعلى درجاته بحيث ان بعض الخطباء في البيال بدأوا يتصرفون من موقع المنتصر الذي يملي الشروط ويسميها ضمانات"، معتبرا "أنه حتى لو تحقق ما يتمنونه من سقوط للنظام السوري وهو ما لن يتحقق، فلن يكون في مقدورهم أن يغيروا المعادلة الداخلية في لبنان".

ودعا الى "عدم بناء الأوهام حيال نتائج ما يجري في المنطقة على لبنان باعتبار أنه سينعكس ضعفا على المقاومة فيتمكنون منها"، لافتا إلى "أن هناك سبيلا واحدا للتعاطي مع المقاومة وفريقها السياسي وهو الحوار الذي لا ينبغي ان يكون مشروطا، ويجب أن يقوم على قاعدة تحصين لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، مشيرا إلى "أن الحوار الهادف لنزع سلاح المقاومة هو حوار مطلوب إسرائيليا وهذا ما لن يتحقق في لبنان، وأن اللبنانيين معنيون في بحث كيفية تحصين أنفسهم في مواجهة إحتمالات العدوان لا في كيفية تجريدهم من القدرات الدفاعية التي تحميهم".

وتابع الموسوي: "إن البعض في لبنان يريد أن يخبرنا بأن ثورته في العام 2005 كانت إشعاع الثورات، مع أننا كلنا نعرف وهم يعرفون أن السفيرين الامريكي والفرنسي هما القائدان الفعليان لأحداث ذلك العام، ولكن البعض يريد ان يطلق عليها اسم ثورة مع أنها كانت في حقيقة الامر عملية قيصرية لتطبيق القرار 1559 الذي صدر باتفاق امريكي فرنسي في العام2004، وهي لم تكن ثورة بقدر ما كانت عملية منسقة أمريكيا وفرنسيا نحو تطبيق جوهر هذا القرار وهو القضاء على المقاومة ونزع سلاحها، إلا أنه لم يكن للحكومات الغربية التي تضع في المرتبة الاولى المصالح الإسرائيلية من هدف في لبنان لغاية الآن غير هذا الهدف الذي هو هدف إسرائيلي".

ولفت إلى "أنه منذ العام 2005، لم يترك سادة الفريق الآخر من عرب أو غرب وسيلة إلا واعتمدوها للقضاء على أعظم مقاومة في العالم، لأنها تمكنت من هزيمة اعظم جيش في المنطقة مؤزر بأعظم دول في العالم"، ورأى "أنهم راهنوا على أن سحب القوات السورية من لبنان سوف يؤدي إلى القضاء على المقاومة، فانتظروا سنة وعندما اكتشفوا ان هذه المقاومة بقيت على عظمتها ذهبوا إلى أخر الدواء وهو الكي الإسرائيلي في العام 2006 على أساس تخليصهم منها، فأصبح الاسرائيلي نفسه يفتش عمن يخلصه مطالبا بالتوصل إلى وقف اطلاق النار".

ورأى الموسوي "أنه بالرغم من أنهم بذلوا كل ما بوسعهم لكي ينالوا من هذه المقاومة فإنها تزداد عظمة في كل يوم"، لافتا إلى "أن من يقرأ تاريخ لبنان، يجد أن كل أزمة حصلت في المنطقة كانت تنفجر في لبنان على شكل حرب إسرائيلية او كانت تؤدي الى تأزم بين اللبنانين للوصول إلى حد الحرب الأهلية"، واشار الى "انه بالرغم من الصراع الدولي الإقليمي الذي يجري في المنطقة اليوم، فإن لبنان لا زال يحظى بالامان وهو بأسره حتى بمن فيه أولئك الذين يهجمون على المقاومة، هم مدينون لها بحالة الأمان التي يعيشها لبنان، لأنه بسبب حرب تموز 2006، رسمت معادلات استرتيجية وعسكرية جديدة حصنت بلدنا من ان يكون متنفسا لكل مرة تتأزم فيها الاوضاع في المنطقة، وأن لبنان لم يعد ساحة مفتوحة لنزهة عسكرية اسرائيلية من وقت إلى آخر، بل هو يستمد حصانته اليوم من قوة المقاومة وسلاحها".

وشدد على "أن المقاومة كانت على قدر من الحكمة وقامت بالتصرف المناسب ورسمت قواعد تحول دون ان تنزلق التوترات في لبنان إلى حرب اهلية"، مشيرا الى "انه لولا قيام المقاومة بالمبادرات المختلفة ميدانيا وسياسيا، لكان لبنان في موقع آخر اليوم"، واوضح "أن اهم هذه المبادرات هو اننا تمكنا مع فريقنا السياسي من اخراج فريق 14 آذار من حكم البلد حيث إنهم لو كانوا فيه، لكانوا أدخلوا لبنان في آتون الأزمة السورية واحرقوه كما يشاء البعض اليوم لسوريا أن تحترق في الصراعات التي تدور بينهم".

0 التعليقات:

إرسال تعليق