الأربعاء، 29 فبراير 2012

ندوة تثقيفية نسوية عن "دور المرأة في النهضة الحسينية"

نظمت في قاعة مجمع الإمام الصادق ندوة تثقيفية نسوية عن دور المرأة في النهضة الحسينية، ضمن الفعاليات اليومية للاسبوع الثقافي الحسيني الأول للعتبة الحسينية المقدسة المقام في بيروت، في حضور رجال دين ومتخصصين بالشؤون الثقافية والفكرية وعدد من النساء.

الموسوي
وألقت الاستشارية في مكتب الارشاد الاسري في العتبة الحسينية المقدسة الدكتورة ايمان الموسوي كلمة قالت فيها: "عندما نتحدث عن دور المرأة في نهضة الحسين وفكره وثقافته فلأنه المثال الأكثر وضوحا، والذي نتعاطى معه بشكل متكرر وشبه يومي، ولأنه يمكن للمرأة من خلال نهج الحسين وثورته أن تستمد بعض الشرعية التي تمكنها من التحرر من كثير من القيود التي قيدها بها المجتمع "الذكوري".

أضافت: "إننا اليوم جزء من العالم المعولم الذي تقاربت مسافاته فأصبح كقرية صغيرة. هناك تغييرات كثيرة قادمة إلينا شئنا أم أبينا، بشكل قسري أو عفوي، سريعة او بطيئة، لكنها قادمة لا محالة وستجتاح كل الأعراف والمفاهيم والعادات والتقاليد، وقد بدأت ملامحها تظهر على كثير من جوانب حياتنا الاجتماعية. والمرأة ليست بمعزل عن هذا الاجتياح، فقد لمسنا تأثيرها السلبي والايجابي على قطاع لا يستهان به من مجتمعها".
وسألت: "ما المانع في هذه الأيام أن تشارك المرأة مثلا في المجالس الحسينية العامة بحجابها الشرعي؟ وما المانع أن يستمع الرجال إلى خطبة السيدة الزهراء أو السيدة زينب بصوت نسائي شجي أليس في ذلك أكثر مصداقية وأبلغ تأثيرا من صوت الرجل؟"، وقالت: "لو تتبعنا كثيرا من الأحداث في تراثنا الاسلامي، وخصوصا في حركة نهضة الحسين لوجدنا العديد من النماذج التي يمكن للمرأة أن تستفيد منها للانطلاق في هذه الحياة مطمئنة البال رافعة الرأس لا تخشى في الله لومة لائم. إن مقتضيات المرحلة المقبلة تحتم علينا إعادة النظر في الكثير من المفاهيم التي فرضتها ظروف وأحداث معينة على المرأة في حقبة طواها التاريخ. ونحن اليوم امام طوفان لا يرحم.. فهل نستسلم له؟ أم نستعد له؟".

الحكيم
وأشارت الباحثة عفاف الحكيم إلى أن "فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعد أهم وأعلى فريضة يتعبد بها المسلم والمسلمة لله تبارك وتعالى والتي هي مسؤولية الرجل والمرأة على حد سواء"، لافتة إلى أن "الشريعة الإسلامية من جهة حملت المرأة بمقتضى هذه الفريضة مسؤولية وواجب بناء مجتمعها بكل ما تتسع له كلمة المعروف من خير ومنفعة، وأوجبت عليها دفع المنكرات والسوء بكل ما تشمله كلمة المنكر من خطر وضرر".

وقالت: "إننا لو تكلمنا عن النساء عبر التاريخ سنقف عند نموذج رسالي فذ يتمثل بحفيدة الرسول الاعظم السيدة زينب، تلك البطلة العظيمة التي قيل فيها إن صبرها في كربلاء ضاهى صبر الأنبياء، وكذلك دورها الاعلامي الذي سجل أعلى درجات النجاح".

الملاح
ومن جهتها، أكدت رئيسة مكتب شؤون المرأة في حركة "أمل" شهناز الملاح "الدور الكبير والمهم للمرأة في النهضة الحسينية، باعتباره لا يقل أهمية عن دور الرجل، اضافة الى دورها في المجتمع الإنساني، ولا سيما في الحركة السياسية والإجتماعية".

ولفتت إلى أن "السيدة زينب تمثل الرمز في هذه الحركة بالنسبة إلى النساء، باعتبارها كانت على دراية تامة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها".

وقالت: "إن الحضارات الحديثة اتجهت إلى تأكيد دور المرأة ورفع شعار المحافظة على حقوقها، وإن كان بصورة شكلية، فإن الإسلام ومنذ انطلاقته الأولى دعا إلى أن تأخذ المرأة دورها في الحياة وتتحمل مسؤوليتها في بناء الحضارة الإنسانية".

ودعت الملاح جميع النساء والجمعيات التي تطالب بحقوق المرأة في هذه المرحلة بالذات بل الرجال أيضا إلى "أن يقرأوا في كتاب زينب كونهم سيجدون كل ما يطمحون إليه ويسعون من أجله".

وختمت الملاح بحثها ب"رفع توصية بعقد مؤتمر حول "السيدة زينب" كي يضيء للمرأة المسلمة طريقها ولكل إمرأة تبحث عن السعادة في الحياة من خلال إبراز الصورة الواضحة عن خير قدوة مشرقة بالمزايا والمكرمات والعفة والشرف".

من جهة ثانية، تعقد الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة مؤتمرا صحافيا في الثالثة من بعد ظهر الغد، في مجمع الامام الصادق الثقافي - طريق المطار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق