الجمعة، 17 فبراير 2012

المحكمة العسكرية تنزل حكم الإعدام بالعميل هيثم السحمراني

المحكمة العسكرية في بيروت تنزل قوبة الإعدام العميل هيثم السحمراني

العميل هيثم راجح السحمراني (مواليد 1970 - عكار)، الذي تم تجنيده عبر شقيقته ساحرة السحمراني··
والسحمراني خان القسم الذي أقسم به لدى تطوعه في قوى الأمن الداخلي في العام 1991، ووقع فريسة سعيه وراء المال، حيث أبلغته شقيقته أنها لا يُمكنها أن تؤمّن له أموالاً من دون مقابل، ووضعته على سكة التجنيد والتعامل لمصلحة <الموساد? الإسرائيلي، اعتباراً من العام 2003 وحتى تاريخ توقيفه في العام 2009··
والأدهى من ذلك، أن شقيقته ساحرة - المتواجدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاتحت زوجة شقيقها راغدة أحمد ضاهر (مواليد العام 1976 - عكار)، لاقناع زوجها هيثم، بأن يتحدث الى شقيقته، وإن كانت لا تعلم مضمون ما جرى من حوار بينهما··
وكان السحمراني يطلب مأذونيات من وظيفته لدى سفره، حيث كانت العاصمة التركية <اسطنبول> منطلق تجنيده للتعامل، وبحضور شقيقته ساحرة، قبل سفره الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعيداً عن الأعين، حيث تم تدريبه على إحداثيات وتقنيات استخدمها لتزويد العدو بمعلومات عن مسؤولين في <حزب الله> والمقاومة وصولاً الى أنه تلقى خلال العدوان الإسرائيلي في تموز من العام 2006 اتصالات من ضباط إسرائيليين، كانوا يأمرونه بالخروج من الأماكن الموجود فيها لأنها ستتعرّض للقصف هي أو سيتم قصف جوارها··
وقد حصل السحمراني من الإسرائيليين على مبالغ نقدية فاقت 80 ألف دولار أميركي عبر عدة وسائل، حيث كانت ترافقه زوجته راغدة في احضار <البريد الميت>··
<اللــواء> وفي هذه الحلقة من ملف كشف النقاب عن الشبكات العميلة مع <الموساد> الإسرائيلي تعرض لتفاصيل تجنيد هيثم السحمراني وزوجته راغدة ضاهر، وأبرز اعترافاتهما، حيث ما زالا يُحاكمان لدى المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل، التي حددت لهما جلسة في 2 تموز المقبل·· هيثم راجح السحمراني (مواليد 1970 - عكار)، كان يقيم في برج البراجنة - شارع الإمام علي، متأهّل من راغدة أحمد ضاهر (مواليد 1976 - عكار)، جرى توقيفهما من قبل شعبة المعلومات العامة في قوى الأمن الداخلي 29 نيسان 2009، حيث يُحاكما الآن في المحكمة العسكرية الدائمة··
تطوّع هيثم السحمراني في العام 1991 لصالح قوى الأمن الداخلي، حيث وصل الى رتبة رقيب أول، وكان يقوم بوظيفة سائق بتصرّف أحد الضباط·
في العام 1993 تزوجت شقيقته ساحرة (مواليد 1973 - عكار) من إبن بلدتها (أحمد·خ·) حيث سافرا الى احدى الدول الخليجية، قبل أن تعود الى لبنان بين العامين 1995 و1996، حيث أبلغت ذويها أنها تعرّضت للضرب من قبل زوجها، وقام والدها راجح السحمراني بمعالجة الأمر·
ولكن ساحرة لم تسافر مع زوجها، بل فرت من منزل ذويها الى جهة مجهولة، حيث اتصلت بعد حوالى أسبوع بوالدتها سهام، وأبلغتها أنها هربت مع المدعو محمد الأمين الى المناطق الحدودية المحتلة·
وفي العام 2000 وبعد تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، انتقلت ساحرة مع زوجها الأمين الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومعهما أولاد زوجها السابق <محمد وإسراء>·
وفي العام 2003 اتصلت به شقيقته ساحرة، وطلب منها أن ترسل له أموالاً، لأنه يُعاني من أوضاع مالية صعبة، ولكنها أبلغته بعدم امكانيتها ارسال أموال له دون أي مقابل· وقالت له: <إن شخصاً سوف يقوم بالاتصال بك، وعليه الموافقة على كل ما يُطلبه منك هذا الشخص، حتى أستطيع أن أرسل لك أموالاً>·
بعد ذلك تلقى السحمراني اتصالاً من شخص فاتحه بالعمل لمصلحة <الموساد> الإسرائيلي، فوافق حيث تم إرسال مبلغ مالي له عبر <الوسترن يونيون> وعلى دفعتين:
- الأولى: في ساحة الصباح في النبطية بقيمة 1300 دولار أميركي·
- والثانية: في حي المسلخ في النبطية بقيمة 1600 دولار أميركي·
التعامل مع المخابرت الإسرائيلية
خلال العام 2004 تلقى هيثم اتصالاً من شقيقته ساحرة طلبت منه الحصول على مأذونية الى خارج البلاد والتوجّه الى تركيا· وبالفعل فقد سافر السحمراني بتاريخ 5 تشرين الثاني من العام 2004 الى اسطنبول، حيث التقى هناك شقيقته ساحرة، التي قامت بتعريفه على شخص خمسيني يدعى <غادي>·
وأبلغته أنها تريد مساعدته وإنقاذه من مشاكله المالية مدى الحياة، وأن ذلك يمكن أن يتم عن طريق تعامله مع المخابرات الإسرائيلية، وأن صديقها <غادي> يعمل مع المخابرات الإسرائيلية ولصالحها وسيتم التنسيق بينهما على ذلك·
وقام <غادي> بتدوين نبذة عامة عن حياة هيثم وعمله، وأبلغه في اليوم التالي أنه سيصطحبه الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة·
وبعد 5 أيام توجّه هيثم وشقيقته ساحرة الى المطار، وبعد حوالى نصف ساعة حضر شخص وتقدّم منه، وقام بحمل حقيبته ومرافقته بممر طويل، قبل أن يتم تفتيشه مع حقيبته وتسليمه الى شخص آخر أوصله الى سلّم الطائرة، التي أقلعت مباشرة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة·
ولدى وصوله الى مطار تل أبيب، اصطحبه شخص عبر مسلك خاص غير مخصص للمسافرين، وجرى نقله عبر سيارة <فان> مجهّزة بستائر قماشية وزجاج حاجب للرؤية، حيث أوصله بعد حوالى 3 ساعات الى منزل كانت بداخله شقيقته ساحرة وزوجها محمد الأمين والضابط <غادي>·
ودار حديث بين السحمراني وزوج شقيقته محمد الأمين الذي كان على معرفة مسبقة به، حيث كان سابقاً منتمياً الى أحد التنظيمات في منطقة برج البراجنة·
وبقي السحمراني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 6 أيام جرى خلالها تدريبه على كيفية تشفير الرسائل، وتحديد إحداثيات المواقع عبر صور جوية، وبرنامج يتم عبره تخزين رسائل داخل صورة لها <كود معيّن> ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها من دون أن يكون على معرفة برقمها السري، حيث استمرت عملية التدريب لمدة 4 أيام متتالية، عبر جهاز كمبيوتر محمول كان يستخدمه <غادي>، الذي تعمّد طرح عدة أسئلة على السحمراني ليتأكد من استيعابه للبرنامج، حيث قام الأخير بإجراء عدة اختبارات عليه للتأكد من أنه استوعب الشرح·
وتم تزويد السحمراني بقرص مدمج تضمن برنامجاً للتشفير، وطلب منه أن يقوم بتفقّد بريده كل 3 أو 4 أيام من مقهى إنترنت، كونه غير مشترك بالإنترنت، وحتى يكون على متابعة دقيقة بما يُطلب إليه من أسئلة واستيضاحات من قبل الإسرائيليين·
وفي اليوم السادس اصطحب الضابط <غادي> السحمراني الى المطار، حيث سأله الأخير عن جواز سفره اللبناني، فأبلغه أنه ما زال في تركيا، فأقلته الطائرة الى مطار اسطنبول، حيث كان في استقباله هناك ذات الشخص الذي أوصله إليه في المرة الأولى·
وبعد أن أصبح خارج المطار، سأله السحمراني عن جواز سفره، فتحدث الشخص مع شخص آخر كان يجلس في المقعد الأمامي، الذي يفصل بينهما ساتر قماشي، فسلّمه الأخير جواز سفره، وقام بإنزاله من <الفان> بالقرب من المطار·
وكان عمل السحمراني محصوراً بتحديد الأبنية المطلوب الحصول على معلومات عنها، مع عدم تكليفه بأي عمل تنفيذي، وإن كان لافتاً أنه لم يطلب إليه أن يقوم بجمع معلومات عن شخصيات روحية أو سياسية أو إجتماعية أو عسكرية أو مراكز أمنية خلافاً للعديد من العملاء·
وعاد السحمراني الى لبنان بتاريخ 17 تشرين الثاني 2004، حيث توجّه الى منزله في برج البراجنة وقام بإنزال برنامج التشفير على جهاز الكمبيوتر العائد له، وكتابة رسالة بعد تشفيرها نسخها على <فلوبي>، ثم توجّه الى محل للانترنت، حيث قام بإرسال الرسالة من هناك، وكانت هذه أول رسالة تجريبية بينه وبين <الموساد> الإسرائيلي·
وبناءً على تعليمات ضابط <الموساد>، أقدم السحمراني على تكسير القرص المدمج الذي يحتوي برنامج التشفير وأصبح يراسل <مشغليه> بهذه الطريقة، كما كان يتلقى منهم الرسائل عبر عنوان بريده الالكتروني·
واعترف الموقوف السحمراني بأنه تلقى العديد من الرسائل المشفّرة والاتصالات من قبل <الموساد> الإسرائيلي، وكانت تتضمن طلباً إليه بتحديد مواقع، أو الاستفسار عن مواقع في الضاحية الجنوبية، وعن مسؤولين في <حزب الله>·
وكان السحمراني ينتقل الى الأماكن المطلوب منه تحديدها أو إعطاء معلومات عنها باللباس المدني، حتى لا يثير الشبهات، بواسطة سيارته من نوع <بي·إم·أف· 522> كحلية اللون، أو بواسطة دراجة نارية كان يقوم باستعارتها، حيث كان يعمل الى جمع معلومات، يقوم بتشفيرها عبر رسائل ويرسلها بواسطة البريد الإلكتروني الى <الموساد> الإسرائيلي·
واتضح أنه كانت تصل الى السحمراني رسائل مشفّرة من قبل الضباط الإسرائيليين عن أماكن وجود بريد ميت يطلب إليه قبض هذه الأموال، حيث تقاضى من الإسرائيليين مبالغ مالية فاقت 80 ألف دولار أميركي عبر <الوسترن يونيون> والبريد الميت في مناطق (قرطادة، المتن، طريق ما بين قرية مزرعة الضهر والزعرورية، بيصور، عبيدات جبيل، لحفد جبيل وجليسة المتن)·
واعترف السحمراني بأنه تلقى خلال العدوان الإسرائيلي في تموز من العام 2006 اتصالات من الإسرائيليين، كانوا يأمرونه بالخروج من المكان الموجود فيه كونه سيتعرّض للقصف، أو سيتم قصف جواره·
وتبين أن السحمراني زود الإسرائيليين بإحداثيات عن منطقة برج البراجنة، والعديد من المناطق في الضاحية الجنوبية، التي كانت عرضة لغارات الطيران الحربي الإسرائيلي، الذي عمل على تدميرها·
وذكر أن من بين هذه الأماكن مجمع الإمام الحسن (ع) في حي الرويس، الذي تعرض الى 20 دفعة من الصواريخ الثقيلة في اليوم الأخير من عدوان تموز، والذي تردد احتمال وجود قياديين من <حزب الله> والمقاومة بداخله·
وفي العام 2009 طلب منه الإسرائيليون بإصرار وإلحاح ضرورة الذهاب للقائهم بأمر ضروري، ومن أجل تسليمه جهاز كمبيوتر محمول، ولكنه اعتذر، متذرعاً لهم بأنه لا يُمكن أن يحصل على مأذونية طويلة، نتيجة الأوضاع الأمنية كالإنتخابات النيابية التي كان يتم الاستعداد لإجرائها في شهر أيار من ذات العام··
وقد تم رصد السحمراني منذ فترة طويلة، ولكن لم يتم التأكد من هذه المعلومات، الى أن تم توقيفه في 29 نيسان 2009، حيث تمت مصادرة مضبوطات، ومنها جهاز كمبيوتر كان يستخدمه بالتواصل مع الإسرائيليين، وأدوات وأقراص ممغنطة
الزوجة راغدة
أما زوجته راغدة أحمد ضاهر فقد تعرّفت الى هيثم السحمراني في العام 1996، خلال حفل زواج شقيقتها، حيث نشأت بينهما علاقة عاطفية استمرت حتى العام 1998 وتكللت بزواجهما·
ومن خلال تردد راغدة الى منزل حماتها (والدة زوجها) سهام، تلقت الأخيرة اتصالاً من إبنتها ساحرة تحدثت إليها، وتحدثت مع راغدة للسلام والإطمئنان·
ولكن بعد فترة أصبحت راغدة تتلقى إتصالات على هاتفها الخاص من قبل شقيقة زوجها ساحرة، وتطلب منها إقناع زوجها بأن يتحدث إليها، وبالفعل فقد تمكّنت راغدة من إقناع زوجها هيثم بالتحدث الى شقيقته ساحرة عندما تتصل به·
وبعد فترة تلّقت راغدة اتصالاً من ساحرة، وكان هيثم موجوداً، حيث تحدث الى شقيقته دون أن تعلم راغدة ما جرى في هذه المكالمة·
ولاحقاً أخبر هيثم زوجته راغدة بأن شقيقته تتواصل معه، وأنها وعدته بأن ترسل له أموالاً، في حال موافقته على العمل لصالح الإسرائيليين، وأنها عرّفته على شخص إسرائيلي عبر الهاتف، الذي أرسل له مبلغاً من المال عبر <الوسترن يونيون>، وحدد له موعداً من أجل السفر الى تركيا ونقله من هناك الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة·
واعترفت راغدة أن زوجها هيثم غادر في العام 2004 الى تركيا وغاب هناك لمدة 15 يوماً، حيث أبلغها بعد عودته أنه أمضى مدة أسبوع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعرّف خلالها على ضابط إسرائيلي، علّمه ودرّبه على كيفية العمل، دون أن يكشف لها عن المعلومات التي يريدونها·
وأبلغها أنه تقاضى مبلغ 6 آلاف دولار أميركي اشترى بهم سيارة، وأحضر معه قرص مدمج زوّده به الإسرائيليون ضمن حقيبة خاصة من أقراص مدمجة·
وأفادت راغدة أن زوجها استمر بالتواصل مع الإسرائيليين عبر الهاتف والانترنت حتى تاريخ توقيفه، دون أن تعرف ما هي المعلومات التي كانوا يطلبونها منه أو يرسلها·
واعترفت راغدة أنها كانت ترافق زوجها بناءً لطلبه الى مناطق جبلية، حيث كان يستلم أموالاً مخبّئة داخل الأرض، وقد رافقته لـ 4 مرات·
لم يثبت أن راغدة قد تعاملت مع الإسرائيليين بشكل مباشر، بل أنها كانت تعلم أن زوجها هيثم السحمراني كان يتواصل معهم ويزوّدهم بمعلومات يطلبونها منه·

0 التعليقات:

إرسال تعليق