الأربعاء، 29 فبراير 2012

اتساع شريحة "المتذمرين" من حركتي "فتح" و"حماس" بعد تعثر لقاءات القاهرة

سادت حالة من الاستياء والتشاؤم بين المواطنين الفلسطينيين جراء تعثر حركتي "فتح" و"حماس" في الاتفاق على تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية التي أقرت في اتفاق الدوحة. وعبرت أوساط شعبية عديدة عن استيائها وتذمرها من عدم تحقيق أي انجازات ملموسة في ملف المصالحة، خصوصاً وأن اللقاءات كانت على مستوى القمة، ورغم التطورات الداخلية والتحولات الإقليمية التي شهدتها المنطقة، وسط حديث هذه الأوساط عن اتساع شريحة من وصفوا بالمتذمرين من حركتي "فتح" و"حماس" إلى مستويات مرتفعة.

الشارع الفلسطيني متشائم: لا يمكننا أن نصبر للأبد!
يبدو التشاؤم هو سيّد الموقف في الشارع الفلسطيني، الذي استطلعته "النشرة" لتكتشف أنّ حالة التذمّر شبه عامة، وهو ما عبّر عنه المواطن خليل رضوان الذي سأل عبر "النشرة" عن السبيل إلى "المصالحة" طالما أنّ قيادات حركتي "فتح" و"حماس" لم تستطع ذلك بعد اجتماعها. وأعرب عن تشاؤمه من استمرار اللقاءات والحوارات بين فريقي الانقسام دون أن تحقق نتائج حقيقة يلمسها الموطن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
موقف رضوان شاركه فيه طالب جامعي ممّن التقت بهم "النشرة"، حيث أكد أنّه لم يعد قادراً على الصبر والاحتمال أكثر من ذلك، متهماً القيادات الفلسطينية بالاستهتار بمعاناة الشعب الفلسطيني. وقال: "لا يمكن أن نصبر إلى الأبد. حياتنا أصبحت لا تطاق في ظل استمرار الانقسام الذي دمر النسيج الاجتماعي بكامله".

هل هم مؤهلون لقيادة المشروع الفلسطيني كله؟
برأي الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله، فإنّ هناك حالة تذمر شعبي واسعة من سلوكيات حركتي " فتح" و"حماس" في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويرجع عطالله، في حديث لـ"النشرة"، هذا التذمر لعدم وجود الإرادة الفلسطينية الحقيقة لإنجاز المصالحة. وإذ يلفت إلى أنّ للمواطن الفلسطيني الحق بالتذمر، وهو الذي انتظر لسنوات عديدة، يشدّد على أنّ أمل هذا المواطن يبقى معلقاً بالمصالحة.
ويؤكد عطالله أنّ الاتفاقيات واللقاءات التي تمّت بين حركتي "فتح" و"حماس" خلال الفترة الأخيرة أتت نتيجة لما وصفه بالضغط العربي من الجامعة العربية ومصر وقطر وهو الضغط الذي لم يجد ما يقابله بالمعنى الفلسطيني، مرجعاً ذلك إلى عدم انسجام الرغبة العربية والإرادة الفلسطينية.
ويعرب عطالله عن اعتقاده بأن المواطن الفلسطيني الذي يطوق للمصالحة يعتبر أن الزمن لا يسير في صالحه، لا سيما أن إسرائيل تتقدم في مشاريعها التهويدية والاستيطانية، ما يثير الإحباط والشعور بالأسى لدى الفلسطينيين. وفيما يلاحظ أنّ حَمَلة المشروع الوطني الثقيل لم يتمكنوا من إنجاز ملف المصالحة الداخلية، يسأل: "هل هم مؤهلون لقيادة المشروع الفلسطيني كله؟".

محاولات للإلهاء الداخلي
من جهته، يتهم عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية جميل مزهر فريقي الانقسام بتناسي المعركة الرئيسية مع إسرائيل، كاشفاً عن انشغالات داخلية ومحاولات للإلهاء الداخلي يمارسها كل من حركتي "فتح" و"حماس"، مشيراً إلى أن التأجيل المستمر والمتواصل في معظم ملفات المصالحة يعود إلى أن كليهما أخذ ما يريد من الآخر وهو يأتي في إطار إدارة الانقسام لا إنهائه.
ويعتبر مزهر أن الخلافات باتت واضحة في أوساط حركة "حماس" حول تسمية رئيس السلطة  الفلسطينية محمود عباس رئيساً للحكومة، متحدثاً عن خلافات أخرى في حركة "فتح" تعيق إنجاز المصالحة، محذراً من أن هذه الخلافات تلقي بكاهلها على المصالحة الفلسطينية، الأمر الذي يفاقم معاناة المواطن الفلسطيني في ظل استمرار حالة الانقسام الكارثي والمأساوي، والحصار وأزمة انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.
ويطالب مزهر بالإسراع في تشكيل "حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة" بشكل سريع وعاجل، لتشرع في المهام التي أوكلت إليها، ولتوحيد مؤسسات السلطة، وإعادة اعمار قطاع غزة، محذراً من استمرار هذه الحال، وبقاء المصالحة تراوح مكانها، وعقد لقاءات بدون إجراءات وترجمة عملية للاتفاق على الأرض.

0 التعليقات:

إرسال تعليق