الأربعاء، 29 فبراير 2012

أجانب حمص "هُرّبوا" إلى لبنان.. و"المواجهة" تعود لمجلس الأمن!


بقي الحدث السوري في صدارة الاهتمام المحلي والعربي والدولي خلال الساعات القليلة الماضية، مع بروز معلومات عن "نية" العودة بـ"المواجهة" إلى مجلس الأمن، ولكن مع تخفيف "المتطلبات" تفادياً لسلاح "الفيتو"، لدرجة أنّ مطلب "تنحّي الرئيس السوري" سيُستبدل بـ"السماح بمرور المساعدات الإنسانية".
في غضون ذلك، خطفت الأضواء المعلومات الصحافية التي تحدّثت عن "تهريب" صحافيين أجنبيين من حمص إلى لبنان، وهي معلومات أكّدها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نفسه قبل أن يعود ويتراجع عنها في "سابقة" غير معهودة رسمت الكثير من علامات الاستفهام، علماً أنّ نائب قائد "الجيش السوري الحر" تحدّث عن مساعٍ لتهريب المزيد من "أجانب حمص" إلى لبنان..

باب عمرو.. سقط لم يسقط!
البداية من "الميدانيات"، حيث تحدّثت معلومات خلال الساعات الأخيرة عن اتجاه الأمور إلى "الحسم النهائي" في حيّ بابا عمرو بعد خمسة وعشرين يوماً من الاشتباكات بين قوات الجيش السوري ومسلحي "الجيش السوري الحر"، حيث أفادت مصادر مقرّبة من النظام أنّ الجيش قام بالسيطرة على الحيّ بغالبيته وأنه دخل إلى شوارعه الرئيسية حيث يقوم بعمليات تطهير للحي، وهو الأمر الذي سارعت مصادر "الجيش السوري الحر" لنفيه، حيث نقلت صحيفة "الأخبار" عنها قولها أنّ المسلحين تمكنوا من فتح ثغرة في الحصار على المنطقة ويعملون على إخلاء المدنيين عبر الخالدية ــ الوعر ــ القصير وصولاً إلى منطقة عرسال اللبنانية.
وسط كلّ ذلك، اتّجهت الأضواء مجدّداً إلى مجلس الأمن الدولي مع إعلان باريس أنها وزعت مشروع قرار جديد لصالح وقف لإطلاق نار "إنساني" في سوريا، ويقضي بوقف العنف والدخول الفوري للمساعدة الانسانية ومن دون عراقيل الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد والسكان الاضعف، وتجديد الدعم للجامعة العربية. وفيما كان لافتاً تراجع "الأولويات" وتدرّج المطالب الغربية نزولاً، تبقى "المواجهة المنتظرة" داخل مجلس الأمن مفتوحة على كلّ الاحتمالات.
في هذه الأثناء، كرر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني دعوته إلى دخول قوات عربية ودولية إلى سوريا لإيجاد مناطق آمنة وإدخال المساعدات ومراقبة وقف إطلاق النار، في وقت لا يزال الموقف الأميركي "الملتبس" يثير الكثير من علامات الاستفهام، وجديده الموقف الصادر عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الذي ألمحت فيه لإمكانية وصف الرئيس السوري بأنه "مجرم حرب"، قبل أن تستبعد ملاحقته على هذا الأساس باعتبار أنّ ذلك من شأنه "تعقيد" المسألة.

من حمص إلى بيروت..
لبنان انهمك خلال الساعات الماضية بمتابعة قضية الصحافيين الأجنبيّين (فرنسية وبريطاني) اللذين تحدّثت المعلومات عن وصولهما إلى لبنان، وتضاربت الأنباء عن مكان إقامتهما الفعلي، علماً أنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أعلن وصول مواطنته إلى لبنان آتية من حمص عاد وتراجع عن تصريحاته مبرّراً ذلك بأنّ المعلومات الآتية من حمص ليست أكيدة، فيما جزمت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنها لا تزال في حمص.
وبعيداً عن الأزمة السورية، بدا أنّ "أزمة" أخرى انفجرت وانتهت فجأة خلال الساعات القليلة الماضية، وهي أزمة دار الفتوى التي نشبت بعد دعوة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لانتخابات للمجلس الشرعي، الأمر الذي أحدث "انشقاقات" داخل الدار. لكنّ الأزمة انتهت إلى "خاتمة سعيدة"، على حدّ وصف المفتي قباني، وذلك بفضل مبادرة "موفّقة" قدّمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أدت إلى تأجيل الانتخابات وتأليف لجنة للبحث بالتعديلات المقترحة، مع عدم المسّ بدور وموقع وصلاحيات مفتي الجمهورية.
وبقيت مسألة "المليارات الضائعة" محور المواقف خلال الساعات الماضية مع إعادة تشديد كتلة "المستقبل" على ضرورة التوصل إلى حل شمولي، في وقت كان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون يؤكد أنّ النصاب سيتأمن في الجلسة التشريعية يوم الاثنين المقبل. أما رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الرافض لـ"النأي بالنفس" إزاء أحداث سوريا، فيبدو أنه قرار أن "ينأى بنفسه" عن هذه "التفاصيل"، وهو قال أنه يؤيد طيّ هذه الملفات نهائياً، وأنه سيدعم الصيغة التي يقترحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أياً تكن، باعتبار أنّ الأخير هو "صمام أمان".

0 التعليقات:

إرسال تعليق