الأحد، 1 يوليو 2012

هل يمرر الشيخ الأسير يوم الأحد «على خير»؟


في اليوم الرابع على اعتصام الشيخ الاسير قرب مكسر دوار العبد قاطعاً طريق صيدا ـ بيروت، تركّزت الاتصالات على محاولة تمرير يوم الأحد «على خير» وسط مخاوف من «خطرين»:


* الاول ما كان الاسير لوّح به من ان هذا اليوم سيكون «أحد الوجع الكبير»، مشيرا الى «ان الاحد يشهد عادة اختناقات مرورية في صيدا»، ومتحدثا عن «خطوات كبيرة لن يعلن عنها».


وتدارُكاً لهذا «التهديد» اتخذت قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني اجراءات أمنية ثابتة في محيط مكان الاعتصام والمداخل المؤدية الى المكان وعلى طول الطريق العام (شارع رياض الصلح) الممتد من الاولي حتى جسر سينيق والحسبة وذلك بعد تردد معلومات عن احتمال نقل امام مسجد بلال بن رباح وأتباعه الاعتصام او تنظيم اعتصام مماثل له في شارع رياض الصلح بين الأولي ووسط صيدا والطريق البحرية، الامر الذي من شأن حصوله عزل الجنوب وأقضيته عن بيروت باعتبار ان المدخل الشمالي لصيدا هو المتنفس الوحيد المتبقي لتنقل أبناء الجنوب والقوة الدولية بين الجنوب وبيروت قبالة ملعب صيدا البلدي.


* والخطر الثاني هو حصول مواجهة سنية ـ سنية يُشتمّ منها وجود مخطط يستفيد من اعتصام الاسير إما لاستدراج صِدام داخل الطائفة الواحدة برزت ملامحه من «خلف دخان» محاولة إحراق تلفزيون «الجديد» التي كانت ستُلحق بإحراق «إخبارية المستقبل»، وإما لإيقاظ «نار الفتنة النائمة».

وفي هذا السياق، تتجه الانظار الى ما سيقوم به أنصار المجموعة السنية التي يقودها شاكر البرجاوي (محسوبة على «8 اذار») الذي أمهل حتى اليوم لفتح الطريق في صيدا وإلا سينقل تحركه الذي كان بدأ اول من امس قرب السفارة الكويتية في بيروت الى صيدا في حال عدم انهاء اعتصام الاسير.


وكرّر البرجاوي امس أنّه «جدي للتدخل لفتح الطرق في صيدا، اذ عندما تتقاعس الدولة عن القيام بواجبها تجاه ظاهرة الاسير وقطعه للطرق وتسعيره للفتنة سنكون مرغمين على التدخل»، معلناً «يريد الشيخ الاسير أن يجرّ البلد الى إشكال سنّي شيعي، وهذا لن نسمح به، فهناك سنّة شرفاء لن يقبلوا بحدوث الفتنة، وليكن الاشكال سنيّاً سنيّاً، بدلاً من سنيٍّ شيعيّ»، مضيفاً: «نأمل أن يقمع الجيش اللبناني أيّ مظاهر خلل من جانبنا أو من جانب غيرنا، إنّما المهم اتخاذ الاجراءات المناسبة، ونحن راقبنا هذه الحركة ولم نجد تدخلاً، ويبدو أنّنا سنضطر للتدخل».


وانطلاقاً من هذه الاعتبارات البالغة «الحساسية»، بدت «المفاوضات» مع الأسير، غداة «عزله» من فاعليات صيدا كافة التي رفضت استمرار الاعتصام ودعت الى فتح كل الطرق في المدينة، حذرت من الانجرار الى «دعسة ناقصة» في التعاطي مع هذا الملف تؤدي الى غير المرجوّ منها، وسط اقتناعٍ بأن اي حلّ بالقوة لإزالة الاعتصام قد يفضي الى صِدام لا تُعرف تداعياته لاسيما ان نساء واطفالاً يرابطون في خيمة الاعتصام، ولكن ايضاً في ظل قرار واضح بأن الأجهزة الأمنية لن تسمح بحصول مواجهة سنية - سنية تبدو «مطلوبة» لاعتبارات أبعد من المشهد اللبناني ولن يعبّر حصولها عن واقع الحال في الطائفة السنية التي نجحت من خلال اجتماع صيدا اول من امس في «تعرية» الاسير وسط تصدُّر «تيار المستقبل» واجهة التصدي لظاهرة امام مسجد بلال بن رباح.


وعلى وقع تلميحات الى ان الحل السياسي يبقى الخيار الأول والأفضل مع إبقاء الحل الامني على طريقة «آخر الدواء»، في ظل معلومات عن ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي يزور فرنسا في 12 يوليو حيث يلتقي الرئيس فرانسوا هولاند، أبلغ القادة الأمنيين بضرورة العمل على فتح طريق صيدا خلال اليومين المقبلين. «بالحسنى»، استوقفت الدوائر المراقبة تقارير في صحف قريبة من «8 آذار» ربطت بين تحرك الأسير وبين ما كان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله طرحه قبل فترة حين دعا الى «مؤتمر وطني تأسيسي في لبنان».


واعتبرت هذه التقارير ان الأسير في ما يطرحه حول مسألة السلاح «يستعجل نقاشاً مفقوداً يستهدف إعادة بناء الصيغة التي تنظم الحكم في لبنان»، معتبرة ان الحلّ لمشكلة الأسير يكمن «في تجرؤ من بيده الأمر على السير في خطوتين معاً واحدة موضعية تتعلق بالأسير نفسه، لناحية منحه السلّم المقبول للنزول عن هذه الشجرة. وثانية أكثر عمومية تتعلق بجوهر المسألة. وفي هذا العنوان، تعود المسؤولية لتقع على عاتق الأكثر نفوذاً في هذه المسألة. وإذا كانت سورية مشغولة بأزمتها الداخلية، فإن الأطراف الرئيسة لحوار من هذا النوع الآن، هي بكل بساطة: السعودية (وربما مصر الجديدة) وإيران إقليمياً، وحزب الله وتيار المستقبل في لبنان».

0 التعليقات:

إرسال تعليق