الخميس، 26 يوليو 2012

الأسير «آمر مفرزة صيدا»: قطع طرق واعتداءات


لم تمرّ تحركات الشيخ أحمد الأسير في صيدا على خير أمس. اعتصامه المؤقت على الطريق البحرية أدى إلى شجار مع أحد المواطنين، وشارك الأسير شخصياً بضربه، ما أدى إلى غضب في المدينة، تفجر في وقت متأخر من ليل أمس بتكسير عدد من المحال التجارية التي يملكها مناصرون للأسير. 
كذلك لوحظ استنفار واسع في أحياء المدينة لمسلحين، تخلله إطلاق رشقات نارية في الهواء. أجواء التوتر التي بلغت ذروتها قبل منتصف الليل، بددتها الاتصالات التي أجريت على أعلى المستويات بين الفاعليات السياسية والأمنية، والتي توّجت باجتماع في مكتب النائب السابق أسامة سعد، دام حتى ساعات ما بعد منتصف الليل، في الوقت الذي انتشر فيه الجيش في الشوارع وسيّر دوريات مؤللة، تزامناً مع انتشار المسلحين.
وتدخّل ليلاً قائد «قوات الفجر» في المدينة، عبد الله الترياقي، مع النائب السابق أسامة سعد، للحؤول دون تطور الخلاف بينه وبين التيار السلفي الذي يتبع للشيخ نديم حجازي، رئيس جمعية الاستجابة. وبدأ الخلاف بين أنصار سعد وأنصار حجازي بعدما قال ابن الأخير إن شباناً من التنظيم الشعبي الناصري تعرضوا له بالضرب، ما أدى الى انتشار عدد من السلفيين احتجاجاً في بعض أنحاء المدينة. وللحؤول دون فتح جبهة جديدة في المدينة، تدخل الترياقي ليوضح للسلفيّين أن التنظيم لا يقصدهم، بل إن مشكلته مع الأسير.
قبل أن يصل التوتر إلى ذروته، لم تثبت القوى الأمنية صحة الاتهامات التي وجّهت لها بـ«المماطلة المقصودة» في معالجة اعتصام الشيخ أحمد الأسير فحسب، بل توّجتها بمشاركته مع أنصاره في الاعتداء على المواطنين بعد ظهر امس. وتجلّى «التواطؤ» الأمني مع الاعتصام المفتوح منذ شهر على الأوتوستراد الشرقي لصيدا، في نشر فرق من عناصر الدرك والقوى السيارة عند مداخل الطرق الفرعية المؤدية إلى الاعتصام، مانعين السيارات من الوصول إليه. وعندما يحلو للمعتصمين الخروج نحو الطريق البحري، يقف عناصر الدرك متفرجين وراء عناصر الجيش.
البداية كانت مع دعوة المكتب الإعلامي للأسير إلى اعتصام رمزي على الكورنيش البحري عند السادسة مساء تحت شعار «التضامن مع رئيس الجمهورية بوجه الخروقات السورية للحدود». وصل الأسير إلى الكورنيش حاملاً لافتة كتب عليها: «امضِ يا فخامة الرئيس لحماية مناطقنا وكلنا معك»، فيما حمل أنصاره لافتات كتب على بعضها: «تباً لك يا وزير الخارجية، ألبنانيّ أنت؟». يزدحم السير وسط تفرج القوى الأمنية، فيما يهتف أحد الأنصار بين الحين والآخر بشتائم للسيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري.
الملل لم يدم طويلاً. مرت سيارة، شتم سائقها الأسير الذي انتفض وأنصاره لتعقبه. وتوجه الشيخ إلى آمر مفرزة صيدا الرائد محمد الحلبي، الذي كان يقف خلال الاعتصام بالقرب منه قائلاً: «إن لم تكمشوه، فسنقطع الطريق». التهديد تحول في ثوان إلى فعل، فارتمى العشرات من أنصاره على الأرض أمام السيارات، قبل أن يعود الحلبي ليبلغ الأسير ببيانات سائق السيارة. وما هي إلا دقائق، حتى تكرر المشهد. زحمة السير التي سببها الأسير وأنصاره «طيّرت» صبر أحمد السكافي، الصيداوي المقرب من التنظيم الشعبي الناصري. تقدم بسيارته من المعتصمين وشتم الأسير وجهاً لوجه. فما كان من الأخير إلا أن انهال مع أنصاره عليه بالضرب وتكسير زجاج سيارته. حاولت القوى الأمنية إبعاد الأسير وأنصاره عن السكافي بصعوبة، طالبين منه مغادرة المكان. لكن الرجل سريعاً ما عاد إلى مكان الاعتصام ليكمل احتجاجه. حينها، انبرت القوى الأمنية إلى مهاجمته وإخراجه من السيارة وتثبيته على الأرض، وانهال عليه الحلبي وعناصره بالضرب المبرح. وأمر الحلبي بمصادرة سيارته ونقلها إلى مرآب الحجز. وفيما كان المصوّرون يوثقون الحدث، نالوا نصيبهم من الهجوم، إذ أمرهم رجال الأمن بالتوقف عن التصوير. وسريعاً ما هاجموا الزميل المصور في وكالة الصحافة الفرنسية محمود الزيات وضربوه وكسروا كاميرته وصادروها. كما نال الزميل في قناة الميادين جمال الغربي نصيباً من الضرب ومصادرة كاميرا الفيديو، فضلاً عن التعرض للمواطن حسن جرادي أثناء مروره في المكان.
وانقسمت ساحة الاعتصام بين قوى أمنية تقتص من السكافي والصحافيين، وبين الأسير وأنصاره الذين أكملوا اعتصامهم وهتافاتهم وشتائمهم، وعرقلة السير. وفيما عاد الأسير أدراجه إلى مخيم الاعتصام عند المغرب، استعرت تداعيات الاعتداء على السكافي حتى ساعات الليل، إلى أن انفجرت داخل المدينة قبل منتصف الليل.
ومن المقرر أن ينظم عدد من الشباب اعتصاماً احتجاجياً ضد اعتصام الأسير على دوار المرجان قبل ظهر اليوم رفضاً للخطاب المذهبي والتحريضي، فيما يبحث تجار المدينة في إمكان القيام بإضراب عام يوم الإثنين المقبل. كذلك دعا الأسير إلى مسيرة عقب صلاة الجمعة اليوم نحو الكورنيش البحري، على أن ينظّم ليلاً سهرة إنشادية للمغني فضل شاكر.
الاخبار

0 التعليقات:

إرسال تعليق