السبت، 28 يوليو 2012

لماذا غابت «الشهية» عن إفطار بعبدا ؟؟


طغى غياب الاقطاب السياسيين عن إفطار قصر بعبدا على ما عداه، خصوصاً غياب الثلاثي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بالاضافة الى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، الذي اختلف غيابه عن الثلاثة المذكورين.
فعون غاب لدواع سياسية وعلى خلفية خلافه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبرّي، في حين علم من أوساط مطلعة أن غياب رئيس مجلس النواب الذي فاجأ البعض ولم يفاجىء المطلعين على الأسباب، كان لظروف محض أمنية نظراً إلى المعلومات التي تصل اليه باستمرار وتدعوه إلى الحيطة والحذر لأن هناك مخططا لاغتياله.

والمعلومات مستقاة من اجهزة لبنانية وأخرى تابعة لبعض الفصائل الفلسطينية التي تربطها علاقة وثيقة به، وذلك ما ينسحب على كل من جنبلاط وجعجع، المهددين بدورهما وقد نُصحا بعدم التجوال واتخاذ التدابير المطلوبة.
من هنا، كان إفطار بعبدا الذي عُوّل عليه لجمع الزعامات والقيادات السياسية لتعويض تعليق جلسات الحوار، فاتراً على مستوى ما علّق عليه من آمال. وبالتالي، كان من المتوقع، بحسب بعض المشاركين، أن تعقد خلوة قبل الافطار أو بعده بين رئيس الجمهورية والاقطاب الغائبين لإيجاد مخرج لمعاودة جلسات الحوار بتقريب وجهات النظر بين المتحاورين.
وفي هذا السياق علم ان الاتصالات لم تتوقف، وثمّة مشاورات تجري بعيدا عن الاعلام عبر مستشارَي سليمان الوزير ناظم الخوري والنائب السابق خليل الهراوي لتأمين انعقاد جلسة 16 آب المقبل، ولهذه الغاية سيجولان في الايام القليلة المقبلة على معراب وبكفيا وبيت الوسط، وربما المختارة، بعدما بدا جنبلاط غير متحمّس للحوار وتفهم وجهة نظر فريق 14 آذار لتعليق المشاركة فيه.
في موازاة ذلك، علمت "الجمهورية" أن اجتماعا موسعا لقيادات 14 آذار سيعقد خلال الايام القليلة المقبلة، وإذا اقتضت الضرورة وعلى خلفية المعطيات الامنية قد يستعاض عنه بلقاءات على غرار ما جرى في معراب و"بيت الوسط"، اي اجتماعات ثنائية وثلاثية.
وبالتالي، فإن فحوى اتصالات المعارضة إضافة إلى اللقاء الجامع، تتمحور على تقويم مسألة الربح والخسارة من تعليق المشاركة في الحوار، ومن ثم استعراض التطورات السياسية والبناء عليها، إن على صعيد معاودة المشاركة او عدمها، خصوصا في ضوء قضية "الداتا" ومسألة السلاح وموقف وزارة الخارجية من طلب رئيس الجمهورية رفع كتاب احتجاج يدين الانتهاكات السورية.
وأمام هذه العناوين، ستتخذ قوى 14 آذار الموقف المناسب، لا سيما أن الجميع بدأ يتأكد من صوابية موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لجهة عدم جدوى الجلسات الحوارية في ضوء تمسك "حزب الله" بالسلاح وتبعية الحكومة للنظام السوري، وتحديدا وزارة الخارجية، إضافة الى عامل اساسي يتمثل بعدم الاكتراث واللامبالاة تجاه محاولتي اغتيال جعجع والنائب بطرس حرب.
وأخيرا، يتوقع ان يبقى الحوار معلقاً، لأن الدوافع والأسباب التي أملت عدم المشاركة لا تزال قائمة. وثمّة عامل آخر يعتبر أساسيا في هذه المرحلة، ويرتبط بالازمة السورية وتداعياتها المستمرة على لبنان سياسيا وأمنيا.
فالجميع بات يترقب ما ستؤول اليه هذه الازمة ليبنى على الشيء مقتضاه داخليا، بما في ذلك مصير الحوار، إذ إنّ كل الافرقاء ملزمون بناء سياساتهم ومواقفهم في هذه المرحلة ربطاً بالحدث السوري، وهذا ما ستتضح معالمه في فترة ليست ببعيدة، والأجواء المتوافرة في هذا الصدد تؤشر الى حماوة سياسية وانتهاكات امنية، وربما اكثر من ذلك مع بلوغ التطورات السورية ذروتها.
الجمهورية

0 التعليقات:

إرسال تعليق