الاثنين، 23 يوليو 2012

بعد ثلاثة أيام من آخر ساعة صفر.. ماذا بقي منها..؟

قبل عام هجري بالتحديد بدأ الكلام عن ساعة الصفر في سورية، وبعد عام من الانتظار وحين يئست العصابات المسلحة من وجود شيء اسمه ساعة صفر، أطلقت هيلاري كلينتون شخصياً أمر عمليات ساعة الصفر، وهدّدت بالهجوم الكبير، ونفذ عملاؤها ما توعدت به وشنّوا ماسمّوه “الهجوم الكبير” والهجوم الذي حدث عملياً لا يقدّم ولا يؤخر كون الهجوم تمّ على مناطق مدنية خالية أصلاً من القوات المسلحة، وبأحسن الأحوال تحوي مخفر شرطة مدنية، ولكن إعلامياً وإنسانياً ما حدث فعلاً كبير ولا يمكن الاستهانة به، فقد تسلّل إرهابيون إلى بعض أطراف دمشق ولاسيما في بؤر متفرقة على المتحلق الجنوبي كالميدان ونهر عيشة وبساتين الرازي وحدثت مواجهة تعاملت معها قواتنا المسلحة بكثير من الحرص نظراً لكثافة وجود السكان المدنيين. وفي ريف دمشق دخلت العصابات المسلحة أطراف بلدة السيدة زينب، وتمترست في بعض أحيائها بعد أن اختطفت وهجّرت قسماً من المدنيين لتوحي للإعلام بأنها احتلت تلك الأحياء، وفشلوا في محاصرة العاصمة دمشق، وبوجه المفاجأة الأمريكية كانت المفاجأة السورية أكبر بكثير، من خلال سرعة الحسم، ونوعيه العمل العسكري الذي تمّ وكان غير متوقع، ومن أهم نتائج ما سُمّي “الهجوم الكبير” أنه بدأ يغيّر الموازين، فقناة “الجزيرة” حين كان يسقط إرهابي تنشر خبراً عن مقتل مئات المدنيين السوريين، ولكن الآن قُتل مئات الإرهابيين و”الجزيرة” بالكاد تتكلم عن العشرات ولا تذكر إذا كانوا مدنيين أم مسلحين، كحال إسرائيل التي كانت قبل عدوان تموز إذا قتل لها جندي تقوم بحملات إعلامية ضخمة كبرى في الغرب، ولكن بعد حرب تموز أصبحت تخفي عدد قتلاها خوفاً من الهجرة المعاكسة.
ساعه الصفر القادمة..؟
وبحسب مصدر من قيادات العصابات المسلحة فإن ساعة الصفر ستنطلق ما بين 25-26 من هذا الشهر، وتحمل مفاجآت كثيرة، بينما مصادر المقاتلين تشير إلى إحباط كبير ويأس من الحديث مجدداً عن ساعة الصفر، ويعتقدون أن ساعة الصفر كذبة كبرى، وأما المعلومات بحسب مصادر عربية لها علاقة بما يحدث في سورية، فإن المفاجأة التي قامت بها القوات السورية قد تؤدي إلى تغيير في الإستراتيجية، ولكن المعلومات من جهة أصحاب القرار أن الأمريكي عندما يقاتل بالدم العربي لا يتأثر بالنكسات، بل يستمر بمخططاته حتى لو كان يدرك أنها ستنتهي بالفشل المطلق، فهو يقاتل بالدم العربي ولا مشكلة من الانتحار كما فعل بما يقارب من عدة آلاف مسلح دفعهم لدخول أحياء دمشق الجنوبية بعملية انتحارية، لا أمل بها سوى تهجير بعض الأهالي من بيوتهم!!.
حماقات العصابات المسلحة..!
إذا كان هناك قرية لا تحوي حتى مخفراً للشرطة، وقامت عصابة بدخولها وإنشاء حواجز على مداخلها، ومن ثم الإعلان عن السيطرة على القرية الفلانية وتحريرها من سلطات النظام، فيمكن أن نتساءل، هل هذا سيؤدي الى إسقاط النظام أو إلى دفع السلطة للاستجابة لشكاوى الأهالي وإرسال قوة مسلحة للقضاء على هذه العصابة، وهل دخول العصابات المسلحة مثلاً إلى الحجر الأسود الذي لا يحوي إلا مخفراً من عشرة عناصر وقتلهم هو بطولة وتحرير أم انتحار، لأن القوات المسلحة ستقوم بالقضاء على هذه العصابات، أو في السيدة زينب حيث يوجد مخفر شرطة ومفرزة أمن جنائي فقط لا غير، أو بعض المناطق التي لا تحوي أصلاً أي شرطي، والتساؤل: هل ما حدث كان محاولة لاحتلال جنوب دمشق أم جرّ جنوب دمشق للنزاع المسلح بين الأهالي.. ودفع بعض المسلحين للانتحار؟!.. وهل دخول العصابات إلى مناطق مدنية خالية من أي تواجد عسكري وآمنة هو حماية للمدنيين، أم جلب الحرب إلى بيوتهم بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين، وهل دخول عشرات المسلحين إلى حي مدني هو بطولة وتحرير أم انتحار مجاني..؟.. وهل يوجد سوى الغبي الذي يحتل حياً مدنياً وينتظر الجيش أو الأمن للقضاء عليه..؟؟ نعم يوجد فقط العدو من يقوم بهذا الأمر ويحتمي بالمدنيين، والعدو فقط لا غير من يقوم بهذا الأمر، والحمقى ينفذون.
إلى يتامى ساعة الصفر
من ينتظر تدخلاً خارجياً لا مفر له إلا انتظار ساعة الصفر، ولكن السؤال إلى يتامى ساعة الصفر: ما هي نتائج ما حدث خلال محاولة احتلال جنوب دمشق، هل منكم من شاهد النظام يميل أو يوشك على الانهيار أم أن ما حدث هو فقط دفع آلاف الناس إلى النزوح، وهل نزوح أهالي حي سوف يسقط النظام..؟ وهل يقوم بمثل هذا العمل سوى عدو الشعب السوري فقط لا غير؟.. هذا السؤال برسم من ينتظر ساعات صفر جديدة.
ماذا بقي لواشنطن..؟
ربما هي ساعة الصفر الأخيرة وربما هناك أكثر من ساعة صفر، فالصراع مع واشنطن وربيبتها إسرائيل لا ينتهي، وربما مع كل ساعة صفر المزيد من الدماء السورية، ولكن أصبح من المؤكد أن لكل ساعة صفر ساعة نصر، ولكل مفاجأة حضّرتها واشنطن مفاجأة أكبر، وربما يمكن لواشنطن تحضير مفاجأة جديدة، ولكن واشنطن تعرف بأن مفاجآتنا قاضية، وبحسب مصادر أمنية فإن المفاجآت القادمة في الأسابيع الأربعة القادمة ستغيّر الواقع، والمفاجآت التي حدثت في الميدان والقابون والسيدة زينب وبساتين الرازي هي زخات مطر تسبق العاصفة!!.
جهينة نيوز

0 التعليقات:

إرسال تعليق