السبت، 7 يوليو 2012

لبنان في مهب العواصف.. سياسيون أدخلوا لبنان برهانات إقليمية خطيرة


تحت عنوان " لبنان في مهب العاصفة" أوردت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "لا يمر يوم إلا وينعكس الوضع السوري المأزوم، والوضع العربي المتردي بتداعياته السلبية على الوضع اللبناني الداخلي. يزداد الانشقاق السياسي وتتوسع هوته بين أفرقاء الحكومة من جهة وخصومها من جهة أخرى، بل وداخل الحكومة نفسها، وترتفع وتيرة الفحيح الطائفي والمذهبي، وتتعاظم حالات قطع الطرق وعزل المناطق، وتتعطل المؤسسات الدستورية وتعجز عن القيام بدورها، وتبدو الدولة هي الطرف الأضعف في مواجهة هذا الاهتراء السياسي والأمني".
وتابعت "يمكن القول إن الوضع اللبناني بات الآن في مهب العواصف العربية والإقليمية، لأن القوى السياسية فيه عجزت عن أن تنأى بنفسها عنه، ذلك أنها أصبحت جزءاً منه، ويتم إستخدامها كأدوات ضغط وإبتزاز بمعزل عما يشكله ذلك من مخاطر على حاضر ومستقبل أبنائه".
ورأت "الخليج" أن "الجهات اللبنانية أدخلت البلد في رهانات إقليمية خطيرة، بعدما عادت المنطقة ساحة للصراع تلعب دولها أدواراً بالوكالة"، معتبرة أن "وضعا كهذا لا يستطيع لبنان تحمله، فأوضاعه السياسية والأمنية والاجتماعية هشة، وهو لم يتعاف بعد من إرث الحرب الأهلية وأسبابها وتداعياتها، لذلك هو يقف الآن على حد السيف، مع إنفلات المشاريع الطائفية والمذهبية من عقالها تحت عناوين مختلفة بات من الصعب لجمها بعدما هيمنت الطوائف على سلطة الدولة وأضعفتها إلى حد أفقدتها هيبتها وشلّت قدراتها".
وإستطردت "فلا جلسات الحوار التي رعاها رئيس الجمهورية مؤخراً ولا بياناتها أثبتت قدرة على تغيير الوضع والحد من الانزلاق والانحدار، ولا الدعوات التي صدرت عن عقلاء سياسيين وروحيين فعلت فعلها في الشارع، ما يدل على أزمة مصيرية يجب العمل السريع على احتوائها".
ولفتت الى أن "ذلك لن يكون إلا من خلال بروز فعل وطني عابر للطوائف والمذاهب، يضع اللبنانيين على محك المواطنة الفعلية بعيداً عن الحسابات السياسية والطائفية الضيقة والرهانات الإقليمية الخاسرة حتماً كما في كل تجربة سابقة".
ورأت "الخليج" أن "المطلوب، صياغة نظام سياسي جديد تتوافق عليه كل القوى والجهات من خلال حوار وطني واسع وشامل يتعدى الحوار القائم، وصولاً إلى دولة المواطن وليس دولة الطوائف والمذاهب"، متسائلة "هل يستطيع اللبنانيون ذلك قبل فوات الأوان؟".

0 التعليقات:

إرسال تعليق