توقّفت مصادر مطلعة أمام شكل البيان الصادر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتوقيته ومضمونه، فرأت فيه لغة جديدة لم يألفها خطابه السياسي سابقاً. ما يوحي أنّ تعديلاً أساسيّاً قد طرأ على هذا الخطاب في ضوء ما يتعرّض له إلى اليوم، وأنّ بيان الأمس هو الخطوة الأولى في الاتّجاه الذي سيسلكه مستقبلاً. لماذا؟
يقرّ ميقاتي أمام فريقه ومقربين منه أنّ الكيل قد طفح، وأنّه لم يعُد يتحمّل انتقادات وحملات تجريح وتجنياً يتعرّض له صبحاً ومساءً مهما فعل، وفي أيّ قطاع أو ملف من الملفات المفتوحة على كل الصعد، خصوصاً تلك التي رافقت دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية التي كان يؤخذ عليه مقايضتها بتكليفه رئاسة الحكومة بداية، قبل اتّهامه بالالتفاف عليها لاحقاً.
من التصدّي إلى الهجوم
ولذلك طلب ميقاتي أمس من فريقه الانتقال من مرحلة التصدّي للهجمات التي يتعرض لها إلى الهجوم المضادّ فلا يمر موقف أو انتقاد إلّا ويكون رد مباشر عليه بدءاً من بيان الأمس الذي فاجأ كثيرين بمضمونه العنيف والقاسي واستخدامه عبارات لم يعهدها أحد في خطابه السياسي منذ أن تبوّأ رئاسة الحكومة.
وقد قصد ميقاتي من البيان إبلاغ الجميع أنّ بيان الأمس هو بداية أسلوب جديد في التعاطي مع أيّ موقف يتعرض له وحكومته، كذلك قصد وضع النقاط على الحروف لأنّ لا مهادنة بعد اليوم ولا قبول بما سمّاه حملات التجنّي التي تنظّمها "جوقة منظمة" تطلق مواقف "خالية من أيّ منطق". وعلى عكس ما قصده من تمويل المحكمة، فقد عبّر منتقدوه عمّا في صدورهم من "حقد دفين إلى درجة فقدانهم المنطق والبصيرة".
ما فعلته لم يفعله أحد
وقال ميقاتي: "صحيح أنّ الحكم استمرارية، لكن ما فعلته من أجل ديمومة المحكمة واستمرار عملها لم يقُم به أحد من قبل حتى أولياء الدم، ومنهم على الأقلّ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، ومن قبله رئيس كتلة نواب "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. وإن قصدوا تعويم مواقعهم الشعبية فقد فاتهم أنّ الناس يدركون حقيقة ما جرى ويتفهمون ما أُنجزه على مدى العامين الماضيين. ألا يدرك الناس أنّ تمويل المحكمة عن العام 2011 كان من مهمّة حكومة الرئيس الحريري نفسه وهو فشل في ذلك".
ويضيف: "أخطر ما في الأمر عندما يدرك الناس عموماً أنّنا نحن مَن نريد الحقيقة التي قامت من أجلها المحكمة من دون استغلالها. لسنا حكومة قتلة كما يقولون، بل إنّنا نحن مَن نريد معرفة القتلة من دون أن نقتل لبنان مرة أخرى، ومن دون استغلال عواطف الناس وحكّ غرائزهم. هذا من دون الإشارة إلى أنّ ما قمنا به ليس إرضاء لأحد، بل هو إصرار منّا على تنفيذ التزامات لبنان الدولية وتأكيد احترامنا المواثيق التي ترعى عمل هذه المحكمة بالمعايير والمفاهيم الدولية التي تبقي لبنان على خريطة الدول التي تلتزمها مهما كان الثمن، وأيّا تكن النتائج المترتّبة عليها.
مباركة وتحذير دوليان
لا يقف رئيس الحكومة عند هذه النقاط في لقاءاته الأخيرة، بل هو توسّع ومنذ عودته من ألمانيا الأسبوع الماضي، وهو يستفيض في الحديث عن النصائح الدولية التي تلقّاها وحكومته وما زال، سواء أكانت في جولاته الخارجية أم في لقاءات الداخل بالعمل ما أُوتوا من قوة للاستمرار في سياسة النأي بالنفس والحياد لتجنيب لبنان الانعكاسات المتوقعة لما يجري في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً، وتداعياتها الخطيرة على الداخل اللبناني.
ويضيف: "لم يكتفِ العالم إلى اليوم من تنبيهنا إلى خطورة ما يمكن أن يقوم عندنا من جراء ما آل إليه الوضع في سوريا، وما يمكن أن تؤدّي إليه التطورات المقبلة المفتوحة على المجهول، وهو يدرك أنّ ما جرى في الأمس في بلدة التريمسة يمكن أن يتجدّد في أيّ مكان من سوريا وهو أمر مرفوض لا يقبل به عقل ولا منطق، وأنّ لغة العنف لم تعُد مقبولة على الإطلاق، لكنّها وللأسف ما زالت قائمة ويمكن أن يحمل كل يوم من أمثالها، وهل هناك مَن يقول العكس؟"
يروي ميقاتي أنّه وفي لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا قبل أسبوعين قالت له ببساطة:" أراكم فوق محطة بنزين، والمطلوب هو أن تمنعوا مَن يوقد النار فيها أو بالقرب منها!". فهل سيساعدنا المعارضون؟ كيف؟ ومتى؟
الجمهورية
يقرّ ميقاتي أمام فريقه ومقربين منه أنّ الكيل قد طفح، وأنّه لم يعُد يتحمّل انتقادات وحملات تجريح وتجنياً يتعرّض له صبحاً ومساءً مهما فعل، وفي أيّ قطاع أو ملف من الملفات المفتوحة على كل الصعد، خصوصاً تلك التي رافقت دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية التي كان يؤخذ عليه مقايضتها بتكليفه رئاسة الحكومة بداية، قبل اتّهامه بالالتفاف عليها لاحقاً.
من التصدّي إلى الهجوم
ولذلك طلب ميقاتي أمس من فريقه الانتقال من مرحلة التصدّي للهجمات التي يتعرض لها إلى الهجوم المضادّ فلا يمر موقف أو انتقاد إلّا ويكون رد مباشر عليه بدءاً من بيان الأمس الذي فاجأ كثيرين بمضمونه العنيف والقاسي واستخدامه عبارات لم يعهدها أحد في خطابه السياسي منذ أن تبوّأ رئاسة الحكومة.
وقد قصد ميقاتي من البيان إبلاغ الجميع أنّ بيان الأمس هو بداية أسلوب جديد في التعاطي مع أيّ موقف يتعرض له وحكومته، كذلك قصد وضع النقاط على الحروف لأنّ لا مهادنة بعد اليوم ولا قبول بما سمّاه حملات التجنّي التي تنظّمها "جوقة منظمة" تطلق مواقف "خالية من أيّ منطق". وعلى عكس ما قصده من تمويل المحكمة، فقد عبّر منتقدوه عمّا في صدورهم من "حقد دفين إلى درجة فقدانهم المنطق والبصيرة".
ما فعلته لم يفعله أحد
وقال ميقاتي: "صحيح أنّ الحكم استمرارية، لكن ما فعلته من أجل ديمومة المحكمة واستمرار عملها لم يقُم به أحد من قبل حتى أولياء الدم، ومنهم على الأقلّ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، ومن قبله رئيس كتلة نواب "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. وإن قصدوا تعويم مواقعهم الشعبية فقد فاتهم أنّ الناس يدركون حقيقة ما جرى ويتفهمون ما أُنجزه على مدى العامين الماضيين. ألا يدرك الناس أنّ تمويل المحكمة عن العام 2011 كان من مهمّة حكومة الرئيس الحريري نفسه وهو فشل في ذلك".
ويضيف: "أخطر ما في الأمر عندما يدرك الناس عموماً أنّنا نحن مَن نريد الحقيقة التي قامت من أجلها المحكمة من دون استغلالها. لسنا حكومة قتلة كما يقولون، بل إنّنا نحن مَن نريد معرفة القتلة من دون أن نقتل لبنان مرة أخرى، ومن دون استغلال عواطف الناس وحكّ غرائزهم. هذا من دون الإشارة إلى أنّ ما قمنا به ليس إرضاء لأحد، بل هو إصرار منّا على تنفيذ التزامات لبنان الدولية وتأكيد احترامنا المواثيق التي ترعى عمل هذه المحكمة بالمعايير والمفاهيم الدولية التي تبقي لبنان على خريطة الدول التي تلتزمها مهما كان الثمن، وأيّا تكن النتائج المترتّبة عليها.
مباركة وتحذير دوليان
لا يقف رئيس الحكومة عند هذه النقاط في لقاءاته الأخيرة، بل هو توسّع ومنذ عودته من ألمانيا الأسبوع الماضي، وهو يستفيض في الحديث عن النصائح الدولية التي تلقّاها وحكومته وما زال، سواء أكانت في جولاته الخارجية أم في لقاءات الداخل بالعمل ما أُوتوا من قوة للاستمرار في سياسة النأي بالنفس والحياد لتجنيب لبنان الانعكاسات المتوقعة لما يجري في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً، وتداعياتها الخطيرة على الداخل اللبناني.
ويضيف: "لم يكتفِ العالم إلى اليوم من تنبيهنا إلى خطورة ما يمكن أن يقوم عندنا من جراء ما آل إليه الوضع في سوريا، وما يمكن أن تؤدّي إليه التطورات المقبلة المفتوحة على المجهول، وهو يدرك أنّ ما جرى في الأمس في بلدة التريمسة يمكن أن يتجدّد في أيّ مكان من سوريا وهو أمر مرفوض لا يقبل به عقل ولا منطق، وأنّ لغة العنف لم تعُد مقبولة على الإطلاق، لكنّها وللأسف ما زالت قائمة ويمكن أن يحمل كل يوم من أمثالها، وهل هناك مَن يقول العكس؟"
يروي ميقاتي أنّه وفي لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا قبل أسبوعين قالت له ببساطة:" أراكم فوق محطة بنزين، والمطلوب هو أن تمنعوا مَن يوقد النار فيها أو بالقرب منها!". فهل سيساعدنا المعارضون؟ كيف؟ ومتى؟
الجمهورية
0 التعليقات:
إرسال تعليق