الأربعاء، 14 مارس 2012

عون: من أيدوا حرب إسرائيل ضد لبنان في الـ2006 يؤيدون الحرب على سوريا


أوضح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في الذكرى 23 لـ14 آذار (بدء حرب التحرير في العام 1989) أنه "حتى نفهم 14 آذار يجب ان نفهم ما هي مكونات الازمة التي أوصلت الى 14 آذار والاجواء الامنية التي شكلت ممرا"، معيدا الى الأذهان انه "يومها تولى رئاسة الحكومة في 23 ايلول 1988، وكانت أحداث دامية بدأت في العام 1975 وفرقت اللبنانيين لخمس "حالات" (مناطق مفرزة طائفيا) غريبة عن لبنان. وتجاه هذه "الحالات" الجيش لم يستطع ان يجد نفسه، ولكن لبنان لم يكن يستفيد من أي عملية للجيش وكان لزاما علينا ان نخلق الحالة اللبنانية".
وتابع السرد التاريخي في هذا الإطار، فلفت الى انه "في جو هذا الانقسام توليت رئاسة الحكومة الانتقالية، ووجهت رسالة للبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني، مرتكزا على كلمة قلتها عند استلامي قيادة الجيش وانا أعي الحالة التي كنا نعيشها، وآخر كلمة ختمت فيها توجهت لرفاقي الضباط وقلت لهم "انتم رفاق السلاح وعلينا ان نختار، إما أن نكون جنود وطن وهوية او نكون مرتزقة"، وكان خيارنا الوطن والهوية، ولكن هذا الخيار يحتاج توحيد الجهد العسكري، وكان الصراع داخليا ليس فقط بين المذاهب الاسلامية والمسيحية بل بين المسيحيين والمسيحيين والدروز والدروز والشيعة والشيعة وكان الشعب يذرف دمه".
وإستطرد في كلمة القاها من المعهد الأنطوني في بعبدا، "كان علينا ان نستلم "كرة النار" ولم يكن لنا اي خيار لأن السطلة القائمة لم تستطع تشكيل حكومة انتقالية من المدنيين، ووصلنا الى الحكم وسط فراغ مريع في القيادات المسيحية. (رئيس حزب الكتائب اللبنانية) بيار الجميل كان قد توفي، و(رئيس حزب الوطنيين الأحرا) كميل شمعون كان قد توفي أيضا، أما (عميد الكتلة الوطني) ريمون اده فقد نفى نفسه، و(رئيس الجمهورية الأسبق) امين الجميل ترك الحكم وسافر، ففرغت الساحة واصبحت مطوقا عسكريا وسياسيا واقتصاديا وماليا، وكانت كل الضغوط لتسليم لبنان من دون قيد. وبهذه الاجواء بدأت المعركة وقسموا المؤسسات وعينوا قائدا آخر للجيش ومنعوا الاتصالات. فالجيش لم ينقسم يوما وهو رفض التدخل في العام 1990 عندما هاجموا بعبدا. يومها ورغم الضغط رفض الطيارون قصف قصر بعبدا وجيشنا لم يكن منقسما يوما، على اثر حوادث كانت دامية ومميتة باعتداءات على دوريات الشرطة انفجر وضع داخل المنطقة الحرة وحصل تصادم مع "القوات اللبنانية" انهيناه بـ4 او 5 خمسة ايام وعادت الحالة لطبيعتها، لكن الآخرين لم يرتاحوا وبدأوا القصف على مرافق الدولة واخذنا قرارا باعادة فتح المعابر.
حصلت تدخلات كبيرة فأقفلنا المعابر غير الشرعية، وكان هناك تحد واغلقنا المعابر غير الشرعية. ويومها أعلنت الصحف الاميركية انني اقفلت المرافئ الاسلامية، وفي الحقيقة أننا منعنا الدخول والعمل غير الشرعي في المرافئ فبدأ الحرب والقصف على مرفأ بيروت. في 14 آذار قصف المرفأ من قبل المراكز السورية وقصفت منطقة الاونيسكو وطلب في حينه رئيس الحكومة سليم الحص ان يجرى تحقيق عربي. ونحن طالبنا بالتحقيق العربي الفوري وعلمت يومذاك أن هذا التحقيق سوف يكون ضدنا سيما وأنهم يريدون إلباسنا هذه الجريمة. ولكن فورا قُصفت اليرزة واخذنا القرار واعلنا حرب التحرير".
وزاد في هذا السياق، "الجميع أخذ علينا كيف أعلنا الحرب على سوريا، وفي الحقيقة أنا لم اُعلن الحرب على سوريا بل عندما يكون الشخص محتلا يستعمل ما لديه لتحرير ارضه، فنحن لم نقصف المدن السورية ولم نعتد على اي شبر من سوريا. في هذه المرحلة كان لا بد من المقاومة وقاومنا سنتين، لكن الداخل لم يصمد وتفككت القوى السياسية في لبنان وبقيت تقريبا وحيدا، وبعد وفاة القادة الكبار، وإشتراك بعض القادة الصغار في اللعبة السياسية ضدنا. سمعتم في هذه المرحلة شعار حرية سيادة استقلال، هذا الشعار لا يمكن ان يكون موجودا في وطن من دون وحدة وطنية و"حرب التحرير" جمعت القسم الاكبر من اللبنانيين. وعندما أردنا فتح المعابر كان هناك "تلاقي الاحباء" لكن بعض القوى اللبنانية اطلقت النار علينا في الدورة...
كل هذه الامور لم تثننا عن المقاومة وبقينا حتى الطائف واخذوا منا الشرعية الدولية وبقينا نقاوم لسنة حتى وقعت أحداث 13 تشرين الأول العام 1990، حيث فرضت القوة علينا امرا واقعا معينا، لكن المقاومة حافظت لنا على حقوقنا، طلعنا بعد ذلك من لبنان وغبنا 15 سنة وكنا خلال هذه السنوات بجهاد متواصل في المراجع الدولية.
وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان وقبل عودتي من فرنسا بأيام كان يتصلون بي من لبنان وقلت لهم حينها هذه الكلمة: "الآن حصلنا على السيادة والحرية والاستقلال لكن المحافظة عليها اصعب من الحصول عليها ويجب ان ندافع كل يوم للاحتفاظ بها لانها دائما بخطر".
وأوضح العماد عون أن "التيار الوطني الحر لا يتأثر بالضغوطات "وصوته من راسه" وليس من أحد آخر"، لافتا الى أنه "على مدى السبع سنوات التي عشناها معكم كنا نأخذ الخيارات الصحيحة".
وفي مرحلة تاريخية أخرى، ذكّر أنه "في حرب تموز خافوا من كونها سوف تقضي على لبنان، لكن يومها طمأناكم الى أن الحرب لن تهدم لبنان وان "سنوات من الحرب مع الخارج ولا ساعات من الحرب مع الداخل" وتجاوب اللبنانيون معنا وواجه لبنان الحرب موحدا وانتصرنا".
وأوضح أن "من ايدوا حرب اسرائيل على لبنان سنة 2006 هم أنفسهم الذين يؤيدون الحرب على سوريا من الداخل، وهنا يجب ان نفكر بحسن الجوار وأمن الجوار، فلا يمكن ان نعيش مع فئات تكفيرية على حدودنا وتتفاعل مع الداخل اللبناني، وعندما تحدثنا عن سوريا في بادئ الامر، قلنا اننا مع الاصلاحات ولا نريد ان يكون التطرف على حدودنا فلا يمكن ان نقبل بوصول اشخاص باسم الديمقراطية وحقوق الانسان، بينما في النهاية لا يكون هناك ديمقراطية وحقوق للانسان، لأن الشريعة عندهم لا توجد ديمقراطية"، منبها الى "وجوب تفهم سياسة "الاخوان" وما هي شرعتهم لاختيار الامر الصحيح". وتساءل "لو افترضنا انتهى النظام السوري فما هو البديل؟ هناك سلامتنا "بالدق" والحرب ستصل الينا، لا نريد ان نغمض اعيننا ونقول فليحكم "الاخوان" ماذا تريدون ان يحكمنا "التكفيريون" في كسروان؟".
وأوضح انه "بتحقيقنا شعار "حرية سيادة استقلال" بالشكل غير انه علينا ان نعيشه بالمعنى ويجب ان نفرض هذا الامر على سلوكنا الشخصي والوطني والمسؤول في الحكم والمجتمع"، طارحا السؤال "ماذا تعني كلمة حرية؟ لا ارى كثيرين يفهمونها في معناها الحقيقي، فحرية الآخر تعكس حريتنا نحن، والحرية لا حدود لها الا عندما تصطدم بحرية الآخر، ولكي تعرفوا اذا كنتم احرارا انظروا الى احد يختلف عنكم باللون وكل شيء فيه يختلف واذا قبلتموه من دون جهد تكون انت انسانا حرا، حينها التبادل بالقبول هذه الحرية".
وسأل "ما هي السيادة؟ المساواة باعطاء الحظ للجميع في ما بيننا. فالعدالة فيها فروقات، والسيادة هي تطبيق القوانين على ارض الوطن والدولة هي المسؤولة عنها. يُعتدى على السيادة باغتصاب من الخارج او بتنازل من الداخل، وهذا الامر الذي كنا نعيشه مع سوريا عندما كانت في لبنان"، معتبرا ان "أخطر أنواع الاعتداء على السيادة ايضا ما نراه في الدولة من خرق للدستور، لأنه حينها من يقسم على الحفاظ على الدولة يعتدي عليها.
وبالنسبة الى الاستقلال فمفهومه لا يعني أن يقوم كل شخص بما يريده، بل أن يأخذ الشخص ارادته باستقلاله"، مؤكدا "ضرورة التزامنا بحسن الجوار ضمن العلاقات بين الدول، ووجوب عدم الاخلال بها والاعتداء على سوريا"، مشددا على أن "دفع الاموال لقلب النظام لا يعتبر ثورة داخلية. من هنا كنا ملزمين بعدم ترك الامور مسيبة على حدودنا".
وأوضح أن "الاحداث العسكرية باتت وراءنا وكي نبني الوطن ونحافظ على وحدته ونجعله مطمئنا للمجتمع، علينا ان نفهم معاني الحرية والسيادة والاستقلال وهذا لا يمكن ان يبقى فيما يأكل الفساد الدولة. فشعار "سيادة حرية استقلال" فيه جهد يومي واستنهاض للقيم
وسنبقى نفرض الاصلاح ونقاوم الفساد. فالاصلاح بات اليوم واقعا وليس شعارا، وهناك امور كثيرة يجب فعلها لكن البداية كانت جيدة و"الدرج ينشطف من فوق ونحن بدأنا من فوق".
في سياق منفصل، وحول إصدار كتاب تاريخ موحد في لبنان، رأى العماد عون أن "من عليهم كتابة التاريخ ربما لم يولدوا بعد، فالتاريخ الذي يجب ان يدون حاليا لا يجب ان يتخطى سرد الاحداث التي حصلت، وكل الناس الذين يطالبون بسرد التاريخ يجب ان يفهموه انه ليس لهم".
وحول بروز "التيارات السلفية" في العالم العربي، لا سيما بعد "الثورات العربية"، أوضح العماد عون انها تيارات "تكفيرية" وما يحصل هو وثبة ولكن نحو الماضي"، معتبرا أن "الأمر خطر لأن من يقوم بثورة يتلاقى مع المستقبل، وحاليا هناك اشخاص يفكرون بحلول لمشاكل معقدة باختيار الماضي وهؤلاء يسمون تكفيريين. فلو كانت حلول الماضي صالحة لما تغيرت الأنظمة. اذاً هؤلاء يفوزون في البدء لكن لن يستمروا. الفكر المشرقي هو الذي سيبقى في الشرق القائم على تجاوز الثقافات المسيحية والاسلامية ولا نستطيع استثناء اليهودية منها لكنها هي التي تعزل نفسها"، داعيا لـ"عدم الخوف لأن النصر ليس لهم بل للنسيج الاجتماعي الذي حافظ على نفسه لمدة 1400 سنة".
وتابع "لقد لمسنا شخصيا ارتفاع الحرارة التي نعيشها في أواخر العام 2005 عندما قام احد قادة لتنظيم "القاعدة" في العراق "ابو مصعب الزرقاوي" وكفّر الشيعة وحدث في العراق ما هو ممتد حتى الآن، وحينها قلت في تصريح، ان "لبنان يتفاعل وينفعل مع احداث الشرق الاوسط وقد تأتي ايام وتكون الحرارة مرتفعة جدا وعلينا ان نحد منها كي لا يندلع معها الحريق في بلدنا. ومن هذا المنطلق اعتمدنا على سياسة التفاهم والانفتاح، واعني بها التفاهم مع "حزب الله" ما جعل الصدام في لبنان سياسيا وليس طائفيا وهذا امر نعتز به، لأننا حافظنا على سلامة لبنان، ومن حينها لليوم لا تصادمات داخلية الا قليلة بالنسبة للحريق الذي يطوقنا".

0 التعليقات:

إرسال تعليق