الخميس، 29 مارس 2012

أربع رسائل لم تنشر وجهها فايز كرم لعون وزوجته وابنه وابنته!

تعليقا على قرب خروج العميد فايز كرم من السجن والذي أوقف بتهمة العمالة لإسرائيل، أعادت صحيفة "السفير" الى الأذهان أنه "في صباح الثالث من آب العام 2010، انتشر خبر يفيد باختفاء كرم من منزله في الكسليك. وما إن استنفرت الأجهزة الأمنية ظنّاً أنه اختطف، حتى أبلغت "شعبة المعلومات" وزير الداخلية حينها زياد بارود بخبر توقيف كرم، في تهمة تعامله مع العدو الإسرائيلي. "لقد اعترف بعمالته"، قال المعنيون في الشعبة لبارود، الذي نقل الخبر إلى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون. توقيف "شعبة المعلومات" لكرم، استند إلى "التأكد بصورة قاطعة وحاسمة بأن المدعو فايز كرم، هو المستخدم الفعلي للأرقام الدولية المشبوهة (نمساوي وبلجيكي وألماني) في التواصل مع استخبارات العدو الإسرائيلي"، وفق محضر التحقيق الرسمي.
وتابعت "السفير" "كان الخبر صادماً لعون، وتصدّر نشرات الأخبار المحسوبة على 8 و14 آذار. وفي اليوم ذاته، قصد أحد المسؤولين عن أمن عون مقرّ الشعبة. اطلع الرجل على ملخص لملف عمالة كرم، وتسلّم رسائل موجهة منه إلى زوجته وابنته وابنه، بعد موافقة السلطة القضائية.
كتب كرم في إحدى الرسائل التي لم تُنشر سابقاً، والتي لم يسمح القضاء بتسليمها إلى المرسل إليه عون: "أنا اليوم متهم بالعمالة، وهذا الأمر صحيح جزئياً. أولاً هو صحيح بسقوطي داخلياً، ولانجراري وتواصلي مع هذا الشخص المعروف بانتمائه الإسرائيلي، وهذه العلاقة اختصرت بالاتصالات الهاتفية، وقد توقفت منذ نحو السنة ونصف السنة. لك مني سيدي العماد كل المحبة والاحترام، واعذرني على فعلتي المتهورة".
وفي الرسالة الموجهة إلى زوجته، كتب: "أعذريني، أعذريني، لم أقدم على هذا العمل إلا نظراً لتهوّري". وإلى ابنه: "بدلاً من وسام الشرف والكرامة، انحدرت اليوم إلى مستوى العمالة". ولابنته: "جلّ من لا يخطئ، وأنا أخطأت، وخطيئتي عظيمة".
وأشارت الى أنه "في التحقيق الأوّلي، اعترف كرم بأنه تلقى مبلغ 14 ألف يورو من مشغله الإسرائيلي"، لافتاً الانتباه إلى أنه التقى به ثلاث مرات فقط، في فرنسا، منذ العام 2006 وانقطع الاتصال به في العام 2009، مع بدء حملة تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية.
واعترف كرم، في التحقيق الأوّلي، بأنه "تعرّف إلى شخص إسرائيلي يُدعى موسى في العام 1982، لكن "لم أتواصل معه إلا بدءاً من العام 2006، من خلال المدعو رافي. ثم استمرّت العلاقة، وكانوا يسألونني عن علاقات عون بالتيارات السياسية اللبنانية، وخصوصاً حزب الله".
لكن في الجلسة الثانية مع قاضي التحقيق، تراجع كرم عن إفادته الأولية، مشيراً إلى أنها "وردت تحت الضغط والتعذيب، بالإضافة إلى تصحيحه معلومة مهمة: "عندما اجتمعت مع المدعو رافي في فرنسا، كان ذلك على أساس أنه موظف دبلوماسي في السفارة الإسرائيلية في لندن".
وتابعت "عزف كرم عن إفادته في أن الأرقام المشبوهة كانت بغرض التواصل مع مشغله الإسرائيلي، مصححاً: "كنت أتواصل مع شخص اسمه جو حداد"، فطلب منه قاضي التحقيق أن يزوده بأي معلومة عن مكان حداد لاستدعائه، "وبذلك نثبت أنك بريء"، لكن النتيجة كانت صفرا: كرم لا يعرف أي معلومة عن شخص كان يتواصل معه من خلال خط خلوي نمساوي خاص! وبعدما أقر كرم، في التحقيقات الأولية، أنه من أرسل رسالة نصية إلى مشغله الإسرائيلي، يطلب منه مشاهدته على قناة "المنار"، في 23 آذار العام 2006، عدّل كرم في إفادته أمام القضاء قائلاً: "سكرتيرتي م.م. هي من أرسلت الرسالة". لكن تحقيقات "شعبة المعلومات" توصّلت إلى أن م. بدأت عملها عند كرم في نهاية العام 2008، أي بعد مرور عامين على إرسال الرسالة!".

0 التعليقات:

إرسال تعليق