الثلاثاء، 27 مارس 2012

السفير عن تقرير: الكويت ستستضيف مؤتمرا للمعارضة السلفية السعودية

نشرت صحيفة "السفير" تقرير دبلوماسي مصدره عاصمة أوروبية بارزة، يتضمن إشارة الى "ما يسميها "توجهات اميركية جديدة" في التعامل مع "الأخوان"، بدأ يتم التعبير عنها في العلن تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وبعض المسؤولين في الإدارة الأميركية وفي السر عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية"، فضلا عن "وجود شعور متزايد لدى جماعات "الأخوان" ببداية تحول في الموقف الأميركي".
واشار التقرير الذي تسلمته مراجع لبنانية الى "تحول بارز في موقف دولتين عربيتين إزاء الموضوع السوري، هما الكويت والامارات، حيث أعيد فتح قنوات التواصل بينهما وبين العاصمة السورية، وترافق ذلك مع بداية أخذ ورد، يتجاوز سقف كل خطاب دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السقف السعودي"، توقفا عند ما يسميها "حرب الفتاوى" بين قطر والسعودية، والتي تعبر عن مظهر من مظاهر التنافس السياسي بين الدولتين الأولى، تحتضن شيخ الأزهر الأسبق يوسف القرضاوي الذي قدم ويقدم نفسه مرجعية دينية لثورات المنطقة والثانية، ترد بالسلاح الشرعي نفسه عبر مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ"، لافتا الى ان "المفارقة اللافتة للانتباه أن التنافس بين الاثنين يتمثل في المزايدة على إصدار فتاوى تكفيرية، فالقرضاوي يفتي بضرب الأقباط في مصر من جهة، ثم يرد آل الشيخ بالدعوة إلى هدم كل الكنائس في العالم العربي، لا سيما الكنائس في الكويت والإمارات لان بقاء هذه الكنائس حسب زعمه هو إقرار لدين غير الإسلام".
واكد التقرير ان ذلك يعني ان "ارضية بدأت تتكون لصراع يتخطى العناوين الدينية، باكورتها إصدار القرضاوي فتوى دعا فيها المواطنين الاماراتيين للانتفاضة على حكامهم لانهم اعتقلوا المواطنين السوريين المعارضين للنظام السوري بعد تظاهرهم امام السفارة السورية في ابو ظبي، ذلك أن الحكومة الاماراتية لا تسمح لأي كان، وتحت اي شعار، بتعريض الاستقرار في البلاد للخطر"، مشيرا الى ان "هذا التصرف السيادي الاماراتي اعتبره القرضاوي في فتواه "كفرا" من جانب حكام الامارات اعقب فتوى القرضاوي فتوى اخرى لآل الشيخ مزايدا فيها على القرضاوي وداعيا مواطني دولة الامارات الى هدم الكنائس الموجودة عندهم"، متوقفا عند "مسارعة دولة الامارات الى الرد بعنف على كل من القرضاوي وآل الشيخ عبر قائد شرطتها حيث اعتبر في هجوم لافت للانتباه على حكام السعودية، ان الفكر السعودي الديني الوهابي هو من انكر الافكار الدينية تهديما على وجه الارض، ودولة الامارات تعاني من الامكانات السعودية والقطرية الهائلة في تصدير افكارهما السلفية الشاذة"، مؤكدا ان " دولة الامارات لم تكتف بذلك، انما هاجمت المحاولات السعودية والقطرية لإقامة حكم اسلامي في سوريا لان من شأن ذلك ان يقسم العالم العربي الى قسمين، سني وشيعي، ويدخله في صراع دام لا تحمد عقباه كما هددت، بلسان، قائد شرطتها، "الاخوان المسلمين" في مصر "بعاقبة السوء لأي تحرك يقومون به في الشأن الداخلي لدول الخليج"، محذرة من "إصدار مذكرة إلقاء قبض بحق القرضاوي"، معتبرة ان "من يتباهى بالربيع العربي سيندم".
واعتبر التقرير ان "الخبر الصاعق كان في الاعلان عن استضافة دولة الكويت مؤتمرا للمعارضة السلفية السعودية، وبرغم اعلان السلطات الكويتية عن حظر المؤتمر، عشية انعقاده، الا ان الرسالة وصلت، بما ينم عن حالة انعدام الثقة بين دول مجلس التعاون والتي تنذر بمخاطر تنعكس عدم استقرار داخل هذه الدول وعلى صعيد العلاقة البينية، والتوجس الكويتي بدأ يظهر الى العلن مع سيطرة الاسلاميين، ولا سيما التيار السلفي، على مجلس الامة بدعم من قطر والسعودية".
واشار التقرير الى انه "بعد رحيل بابا الاقباط في مصر الانبا شنودة الذي اتصف بهدوئه ومسالمته وحفاظه على اسلوب متسامح في كل شيء حتى وصل به الامر الى عدم الاحتجاج على اللجنة التي شكلت للنظر في الدستور المصري الجديد والتي خلت من اي تمثيل لطائفة الأقباط، فان التوجه هو لاختيار بابا جديد للأقباط يتصف بالتشدد للحفاظ على حقوق الاقباط ويلتقي مع مشيخة الازهر التي بدأت تنوء تحت عبء مسايرة الاسلاميين"، متحدثا عن أن "التلاقي بين بابا الأقباط وشيخ الأزهر سيكون على تعزيز الوسطية وروح التسامح في مواجهة التطرف، وهذا سيؤدي ايضا في المستقبل غير البعيد الى تغيير جذري في طبيعة النظام المصري".
وخلص التقرير الى أن "الصراع الذي نشهده حاليا هو بين الاسلام القرآني غير المذهبي وبين الاسلامي المذهبي، اي ان الاميركي يحضّر الارضية لهذا الصراع ليعيد التوازنات الى المنطقة، بعدما تبين له ان التوازنات القائمة في العالم العربي هي التي تحمي امن اسرائيل والمصالح الاميركية والاوروبية في المنطقة، وان اي تغيير في هذه التوازنات سيهدد الوجود الاسرائيلي والاميركي في الشرق الاوسط".

0 التعليقات:

إرسال تعليق