الأحد، 25 مارس 2012

وزير الخارجية: لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا في قمة بغداد

بيروت (رويترز) - أكد وزير خارجية لبنان عدنان منصور أن لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا ويمس باستقرارها ووحدتها في اجتماع القمة العربية المقرر عقده بعد أيام في العاصمة العراقية بغداد.
وتعقد القمة العربية في الفترة من 27 الى 29 مارس اذار وستكون أول قمة تعقد في بغداد منذ غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت عام 1990 وتعتبر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القمة أهم حدث دبلوماسي في عراق ما بعد صدام.
وقال منصور في مقابلة هاتفية مع رويترز "نحن منسجمون مع موقفنا بشأن سياسة النأي بالنفس عن كل ما يضر سوريا ويمس باستقرارها ووحدتها. أي شيء يتعارض مع الموقف الذي نحن فيه طبعا نحن ننأى بأنفسنا عنه."
لكنه اضاف ان "الجامعة العربية لن تبحث موضوع سوريا فقط. فهناك مواضيع عديدة وكثيرة ومن جملتها يمكن ان يبحث الوضع السوري ولكن اذا كان هناك من قرارات تتعارض مع المصلحة الوطنية سيكون هناك موقف للبنان وفخامة الرئيس (ميشال سليمان) سيأخذ القرار."
وعارض لبنان الذي تربطه علاقات وثيقة بسوريا خطة الجامعة العربية لفرض عقوبات على دمشق كما عارض تعليق عضوية سوريا في الجامعة.
وقال منصور ان "مؤتمر القمة يتناول قضايا كثيرة تتعلق بالشأن بالعربي .هناك عشر نقاط تقريبا ستكون على بساط البحث منها قضية الشرق الاوسط الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والصومال ومسألة الارهاب وطبعا الوضع في سوريا. مؤتمر القمة ليس مخصصا بشأن سوريا فقط."
واضاف "كم كنا نتمنى لو ان سوريا حاضرة في المؤتمر. لا يجوز ان تكون دولة عربية مؤسسة في الجامعة العربية غائبة عن العمل العربي المشترك ولا اتصور ان عملا من دون سوريا يؤدي الى النتيجة التي توخاها كل العرب."
ورحب منصور بمبادرة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان وقال ان سوريا رحبت ايضا بتلك المبادرة "ولكن على الاطراف الاخرى أن تتعاون ...على المعارضة الان أن ترحب ولكن مع الاسف يبدو ان هناك خلافات داخل صفوف المعارضة السورية حيال مبادرة عنان."
ومع استمرار اراقة الدماء دون ظهور ما يشير الى توقفها يقوم موفد عنان بجهود لحل الازمة حيث زار موسكو في محاولة للحصول على دعم روسي قوي لجهوده الرامية الى وقف اطلاق النار.
وتدعو الدول الغربية والعربية الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي ولكن روسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة طالبت بتحركات متزامنة من القوات الحكومية والمعارضة لالقاء السلاح كخطوة اولى لحل الازمة.
وتقول الحكومة السورية ان المعارضة المسلحة قتلت نحو 3000 من قوات الامن والجيش وتلقي باللائمة في العنف على عصابات "ارهابية".
ويقود عنان الجهود الدولية الرامية الى تحقيق السلام ووضع خطة من ست نقاط تتضمن المطالبة بوقف اطلاق النار والسحب الفوري للاسلحة الثقيلة من المناطق السكنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية.
من جهة اخرى اعلن منصور ان لبنان لن يشارك في اجتماع "اصدقاء سوريا" المقرر عقده في اسطنبول في الاول من ابريل نيسان. وتجمع "اصدقاء سوريا" هو تحالف واسع يضم اكثر من 50 دولة تسعى الى اسقاط الرئيس بشار الاسد بعد الاحتجاجات المستمرة منذ 12 شهرا.
وكان لبنان قاطع اجتماعا مماثلا عقد في تونس في فبراير شباط الماضي.
وتستضيف تركيا الان جماعات المعارضة السورية الرئيسية وتأوي قيادات الجيش السوري الحر المعارض على جانبها من الحدود المشتركة.
وقال منصور "أعلنت عدم المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول لاننا أصلا نأينا بأنفسنا عن القرارات الصادرة بحق سوريا ولكن أن نحضر المؤتمر وفيه المجلس الوطني وكأننا نعترف بالمجلس الوطني هذا أمر غير ملائم لنا مطلقا."
أضاف "أيا كانت القرارات التي ستصدر (عن مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول) وتتعارض مع وحدة وأمن واستقرار سوريا وتتعارض مع الموقف السياسي الرسمي لا اتصور أنها تؤدي الى نتيجة ايجابية."
واعتبر وزير الخارجية أن "الحل في سوريا لا يمكن أن يتم الا بالحوار.. بالحل السياسي على طاولة واحدة وغير ذلك لا يوجد شيء. السلاح لا يخدم المعارضة لا يخدم الحل. الدم لا يجر الا الدم والعنف لا يجر الا العنف والفعل دائما له رد فعل. لذلك من الضروري جدا الحوار بين الاطراف ومن المفروض ان تكون النوايا واضحة للجميع."
وردا على سؤال بشأن من يراهن على سقوط النظام قال وزير الخارجية اللبناني "المقامرون كثر. هل رأينا مقامرا يربح كل الوقت؟"

0 التعليقات:

إرسال تعليق