السبت، 10 مارس 2012

دماء غزة و عار قادة تنظيم الأخوان

جاء العدوان على قطاع غزة بينما فرضت على أهله العتمة و الغاز المصري يغذي محطات التوليد الإسرائيلية،  إنها لوحة سوريالية مأساوية دامية تكشف أحد مظاهر الحقيقة المرة التي نتجت عن التزام السلطات المصرية الجديدة وقادة تنظيم الأخوان المسلمين بحماية اتفاقية كامب ديفيد والتقيد الدقيق بجميع موجباتها والتزاماتها.
أولا   أهالي قطاع غزة كانوا الأشد حماسة من بين العرب والمسلمين في احتفالهم بتنحية حسني مبارك الذي كان شريكا مباشرا في حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع وفي محاصرة القطاع وفي حرمان المقاومة داخله من أي فرصة للحصول على مستلزمات المجابهة مع العدو وبلغ بالأمر بعد هزيمة إسرائيل وبالشراكة مع حكام السعودية حرمان القطاع من الدواء ومن مواد الإعمار ومن التموين وقام بنفسه مع السعودية وحكومات الخليج بملاحقة عمليات تهريب الأموال إلى حكومة اسماعيل هنية.
مضت سنة على سقوط حسني مبارك استمر فيها الحصار على غزة وتعهد خلالها قادة تنظيم الأخوان بعدم المس بأي تدبير أو إجراء نفذه حسني مبارك لخنق قطاع غزة ولتصفية المقاومة من خلال ما يدعوه الأميركيون "تجفيف الموارد".
الحقيقة التي يجب أن تقال في مناخ عودة إسرائيل المعلنة إلى استنزاف القطاع عسكريا وقصفه وتدمير مظاهر الحياة فيه هي أن تنظيم الأخوان في مصر شريك مباشر في العدوان الإسرائيلي فهو اليوم تنظيم حاكم بالشراكة مع المجلس العسكري تحت رعاية وليام بيرنز معاون وزيرة الخارجية الأميركية الذي عقد الصفقة المشؤومة مع قادة الأخوان ومعاونه جيفري فيلتمان منسق الحربين القذرتين على لبنان وغزة قبل سنوات ومنسق مخطط تدمير القوة السورية الذي بدأ يتساقط في مستنقع الفشل و هذه الحقيقة يجب ان توضع برسم قادة حماس .
ثانيا  على قادة حماس ان يدلوا شعبهم على أي تغيير حصل في واقع حياتهم وفي تعامل السلطات المصرية مع القطاع المحروم والمحاصر والمعرض لعدوان واستنزاف مستمرين.
غزة تقاوم وشعبها يصمد في أصعب الظروف وعلى قادة حماس أن يحملوا المسؤولية عن كل قطرة دم طالما هم صامتون عن استمرار الشراكة بين القاهرة وتل أبيب في التآمر على المقاومة ، وعلى المقاومين في حماس أن يدركوا اللعبة الوسخة التي تورط فيها قادة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين لحماية إسرائيل ولتثبيت اتفاقيات كامب ديفيد ولتحويل حركة حماس إلى ملحق ذليل لنهج الاستسلام ولتصفية قضية فلسطين.
الدم الذي أسيل في غزة بالعدوان الإسرائيلي يشكل فضحا لعار قادة الأخوان وتآمرهم ويطرح التحدي على قيادات حركة حماس وأوهام بعضها عن مغانم سلطة بائسة وعن مجد باطل فمع إسرائيل لا مجال لهدنة ولا مجال لوقف نار إلا للاستعداد لمجابهة عدوان جديد أما بيع الأوهام تحت يافطة الوحدة الوطنية التي تنكرت بنصوصها والتزاماتها لخيار المقاومة الشعبية المسلحة كطريق وحيد لتحرير فلسطين ولانتزاع الحقوق ، فذلك تيه وضلال انتجته غرف التخطيط الأميركية الصهيونية ، وسوقه القرضاوي الذي قبل بعضهم يده ، بدلا من الهتاف الحر الذي ينطبق عليه بعد تورطه في خطة تخريب سورية وتدمير قوتها المقاومة الشريفة التي حمت حماس و رفضت التفريط بها ، فكان الأجدر بمن قبل تلك اليد الملطخة بالدماء أن يطلق نداء تبت يداك الآمرتان بالقتل في سورية الصامدة .
الشرق الجديد

0 التعليقات:

إرسال تعليق