الثلاثاء، 6 مارس 2012

إلى أين هرب مسلحو بابا عمر؟ !

انتهت معركة بابا عمر ولم ينته الحديث عن تداعياتها ومحاولات فك غموض ساعاتها الأخيرة، فما كان يشاع في بداية الأحداث عن وجود مقاتلين أجانب لم يشكل تأكيده في نهاية معركة بابا عمر مفاجأة للسوريين، إلا اللهم إذا كان هناك ما هو أبعد من مشاركة مقاتلين وتهريب أسلحة وتمويل، لكن وما دامت كل المعلومات تتحدث عن مقاتلين هم أقرب إلى المرتزقة والمغرر بهم، فإن الحديث عن أشياء أخرى وإن كان كل شيء متوقعاً في الأزمة السورية إلا أنه يترك للحقائق والوقائع لتنفيه أو تؤكده…
إنما من بين ما يشغل اهتمامات الشارع السوري هو البحث عن إجابة لسؤال يحيرهم جميعاً، لذلك تجدهم يجتهدون في البحث على شبكة الانترنت وبين ثنايا المواقع الالكترونية للظفر ببعض المعلومات، ويتابعون كل اللقاءات التلفزيونية وتحليلات السياسيين عسى أن يكون أحد هؤلاء على صلة بمراكز القرار فيسرب معلومة حول سؤالهم….أين ذهب مسلحو بابا عمر؟!.
ومرد هذه السؤال وضرورته لدى المواطن السوري أمران:
-الأول خوفه من انتقال هؤلاء من بابا عمر إلى منطقة أخرى يحولونها تدريجياً إلى منطقة شبيهة ببابا عمر، وتطورات الأزمة السورية ومشاريع دول الخليج تقوم على محاولة صناعة بنغازي أخرى لإطلاق صافرة العدوان على سورية، وهم جربوا وحاولوا فعل ذلك في كل المناطق السورية من درعا، إلى ريف دمشق، فجسر الشغور، وحماة، ودير الزور والبوكمال وأخيراً كانت حمص ويبدو أن ادلب على الطريق هي الأخرى.
-الثاني أن ما فعله مسلحو بابا عمر بالمواطنين وقوات حفظ النظام و الدم السوري الذي سفك بلا ذنب والقتل دون تمييز ولد في نفوس السوريين الرغبة بالقصاص لكن القصاص الحضاري الذي يؤمن محاكمة عدالة يطلع فيها الشعب السوري على خيوط المؤامرة بالتفصيل ويعرف غريمه وعدوه من صديقه…
ولذلك فإن الإجابة على السؤال السابق هو أمنية ورغبة كل مواطن سوري، وحتى تعلن الجهات المختصة بعضاً من تفاصيل الساعات الأخيرة من معركة بابا عمر ومصير الإرهابيين، فإن التوقعات تشير إلى أن هناك طريقين سلكهما مسلحو وإرهابيو باب عمر:
-الأول الهروب نحو لبنان والاستفادة من الدعم المقدم من عدة أجهزة استخبارات عربية وغربية ومن أطراف لبنانية أصبحت معروفة، وأمس أعلن الجيش اللبناني عن ضبط إرهابيين حاولوا التسلسل إلى داخل الأراضي اللبنانية من سورية، وهذا خيار يتبعه مسلحو التنظيمات السلفية اللبنانية والأجنبية الذين يجدون فيه وسيلة للهرب والاختباء في مناطق يسيطر عليها مناصرو الدول الغربية المتآمرة على سورية.
-الخيار الثاني وهو التوجه نحو مناطق سورية حدودية للاستفادة من دعم بعض دول الجوار كتركيا وإعادة تجميع فلولهم والعودة إلى التخريب والتدمير، فالهزيمة التي حلت بهم كانت قاسية لدرجة ستجعلهم يقومون بأعمال انتقامية، وهنا تكمن مهمة الجيش العربي السوري البطل في ملاحقة هؤلاء والقضاء عليهم أو القبض عليهم، وهنا يأتي يذكر منطقة القصير كمقصد هرب إليه عدد من الإرهابيين لاسيما في ظل أعمال التخريب والنهب التي تمت خلال الفترة الماضية وأتاحت للمجموعات المسلحة فرض سلطتها على المنطقة، وهناك أيضا ادلب التي تحتاج هي الأخرى لعملية نوعية تقضي على المسلحين تنتهي معها آخر البؤر المسلحة الإرهابية التابعة لحمد بن جاسم وآل سعود.

0 التعليقات:

إرسال تعليق